رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حيرة بالغة

بريد الجمعة;

ظل حبي لزوجى بعد رحيله عنوانا أحرص على التعايش بين ثناياه كلما زارني عريس للارتباط بى، فوفائي لذكرى الرجل الذى شاركنى أحلى لحظات العمر أكبر بكثير من الزواج بآخر، وأرانى دائما أستعيد عمق الشخصية التي كان يتمتع بها كرجل علم وخلق وأدب وثقافة، وكل الصفات الطيبة التى اجتمعت فيه.

لقد ترملت منذ خمسة أعوام، وقد عملت بإحدى الشركات لأكثر من خمسة وعشرين عاما، ولدى ولدان نالا تعليمهما الجامعي وشقا طريقهما، وتزوجا ويقيمان معي حيث تسمح أوضاعي المعيشية بذلك، والحقيقة أنني واجهت العديد من المشكلات التي غالبا بين الحموات وزوجات الأبناء بعد أن تكشفت طبائع ومكونات شخصية كل من الزوجتين وظهرت خلافات بيننا، وكنت بفعل غريزة الأمومة حريصة على ألا أكون سببا فى زيادة حدة الخلافات بين ابنىّ وزوجتيهما، وقدرت احترامهما لى وما يملكانه من صفات الاحترام والتقدير والكمال والذوق الرفيع، وهى طبائع والدهما الراحل.

ولزوجى الراحل شقيق يشبهه فى كل شئ، وكان ذلك سببا رئيسيا فى دعم مشاعر المودة التي ربطتني وأفراد أسرتي به، وقد ظل حريصا على زيارتنا كلما سنحت له الظروف، وخلال هذه الزيارات رأيت فيه الملامح والتركيبة الذهنية ونمط الحياة، فضلا عن الطبائع التي جمعت بينه وبين زوجي الراحل، وأصارحك القول بأنني كنت أستريح نفسيا كلما زارنا، وقد فاجأنى ذات يوم برغبته فى الزواج مني بعد ترمله هو الآخر منذ نفس المدة التي ترملت خلالها، فضلا عن أنه ترك الخدمة فى الهيئة التى كان يعمل فيها بالإحالة للمعاش منذ أكثر من عشرة أعوام، وأعيش الآن بين التلميحات وبلوغ السن المتقدمة، فضلا عن وجود أحفاد، وما قد ألاحظه من إيماءات زوجتى ابنىّ بمجرد إعلاني عن رغبته فى الزواج مني، كما أن ابنىّ سوف يشعران بأن عمهما قد حلّ محل والدهما، وهذه التحفظات والتلميحات تؤرقني وتمثل هاجسا يلازمني إذا أعلنت قبولي الزواج من شقيق زوجى الراحل، وأراني في وضع أقرب إلى الحيرة منه إلى التردد والقبول بالارتباط به، ولدى رغبة داخلية فى قبول هذا العرض والزواج، فكيف أتصرف فى هذا الموقف الصعب؟.

 

> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لا حرج عليك في قبول الزواج من شقيق زوجك الراحل إذا كان صاحب دين وخلق، بل قد يكون هو الأولى، وذلك لاعتبارات نذكر منها استجابة لأمر الشرع، حيث ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض، فما بالك بمن ارتحت إليه، وذكرت فيه الصفات الطيبة، حيث يتوقع منه الحنو والعطف وحسن العشرة، وأعتقد أنه يناسبك من كل الوجوه، وعليك أن تشرحى لابنيك ذلك، وأن تبينى لهما حاجتك إلى من يؤنس وحدتك، ولا شىء فى ذلك، وعلى زوجتيهما أن تأخذا فى الحسبان أنهما قد يتعرضان لذلك، فالدنيا لا بقاء لها على حال.. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق