ــ حسام العنتبلي المحامي بالنقض: قرأت قصة «الابتسامة الغائبة» كما قرأت ردكم عليها ونُصحكم لها وبيانكم الوافي والكافي عنها، وأتفق مع ما صرحت به من أن الزوجة المعنية لم تتخل بعد عن طريق الغواية، وأن على زوجها حَسْمْ الأمر، وأود التذكير بأن الخيانة لا تؤدي إليها إلا الرغبة الغاشمة واللذة الآنية والاندفاع الأهوج الذى يعقبه الخسران والندم، فهى كالمياه التي متى أطلقت نَفَذَتْ، وانسابت واجتازت كل حاجز، وتجاوزت كل مانع، وتغلبت على كل عائق، فالمشكلة للأسف لا تتجه إلى الحل بسبب امتلاك طرف ثالث جزءا كبيرا منه، ورغم وقوفه خلف الستار; لكنه فاعل وصانع وضالع في كل ما يدور ويحدث .. والأخطر أنه مُتمكن من الطرف الجانح ومُسيِطر عليه.. إن الخطورة تكمُن في أن هذه الزوجة بلغت من طريق الخيانة ذروته، بدليل انتقالها من مرحلة توطيد العلاقة الآثمة إلى مرحلة التخطيط لاستمرارها وإنجاحها، وذلك بالتخلص من الزوج المُصلح للجوء إلى العشيق المُفسد، واعتمادها في ذلك على المناورة والمراوغة والادعاء بل والاعتصام بالباطل وكأنه حق، ويؤسفني القول بأني أرى أن القصة ليست في فصلها الأول ومن ثم لا يجدي معها إنذار ولا يفيد فيها تحذير; كما أن الأسوأ لم يأت بَعد .. فمن واقع ما عايشتُ ـ بصفتي محاميا ـ من مشكلات مثيلة وكثيرة تنتهي أحيانا بنهايات مأساوية، أقول إن الوقت ليس في مصلحة الزوج، وأن آخر العلاج الكي، وفي بئر الرذيلة لا يبحث عن عفة، ولا يسعى لخير، والإغداق على السارق لا يُعفيه من السرقة .. فالأمر أكبر من الإغداق والإنفاق.
................................
ــ سماح السيد: ينصح كثير من علماء الوراثة بعدم الزواج من الأقارب على اعتقاد أن هذا الزواج ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هو فى زواج الأباعد، ومن هنا نشأت قاعدة فى علم الوراثة تشير إلى خطورة زواج الأقارب فى نقل الأمراض الوراثية، ومن الضرورى أن يحصل جميع الشباب والفتيات المقدمين على الزواج، على استشارات أولية قبل الزواج والحمل، وخصوصا الأقارب من الدرجة الأولى، بهدف بناء أسرة سعيدة متوافقة صحيا ونفسيا واجتماعيا.
................................
ــ م. ك. ت: عند زراعة بذور الحب الحقيقي، فإنها قد تأخذ وقتاً طويلاً لكى تنبت، فهو ليس بالضرورة أن يكون حباً من أول نظرة، فقد يبدأ بمجرد معرفة ومع مرور الوقت يتحول إلى إعجاب وحب حقيقي، وفي هذه الحالة لا يُمكن للطرفين الابتعاد أو التخلي عن بعضهما البعض حتى في أوقات المشكلات بينهما، ومهما تطل علاقتهما يبق الحب كما هو بحيث لا ينقص بمرور الزمن، فاختبرى مشاعرك جيدا، واتخذى القرار المناسب على هذا الأساس.
................................
ــ ط. م. س: ما أعظم الصبر، وقد ذكره الله بالقرآن في نحو تسعين موضعاً فقال سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ» (السجدة24)، وقيل: الصبر لله غناء، وبالله تعالى بقاء، وفي الله بلاءٌ، ومع الله وفاء، وعن الله جفاء، والصبر على الطلب عنوان الظفر وفي المحن عنوان الفرج.
والصبر إذا قام به العبد كما ينبغي، انقلبت المحنة في حقه منحة، واستحالت البليَّة عطيَّة، وصار المكروه محبوباً، فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليُهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته،
والصبر جمال النفس المطمئنة الراضية عن الله – عزّ وجلّ – .. التي تعلم أنّه ليس لها من الأمر شيء، وأنّ الأمر كلّه بيد الله، فاصبر على ما ابتليت به، وسوف يجزيك الله خير الجزاء.
................................
ــ ت. غ. ف: يقول تعالى: «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين» (آل عمران 133، 134).
ففى الإنفاق فى سبيل الله وقاية من النار، وتكفير السيئات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، ويقول: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»، وفيها تكثير الحسنات، ومضاعفة الأجور أضعافاً مضاعفة، حيث يقول تعالى «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» (البقرة 261)، ويقول سبحانه «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم». (المزمل20), في الإنفاق طهرة للمنفق، وتزكية لقلبه، وتنمية للمال وسلامة له من الآفات، يقول سبحانه وتعالى «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها» (التوبة 103).. إنها دعوة للإنفاق فى سبيل الله، فلا تتردد، وسيكون جزاؤك عند الله عظيما.
................................
ــ ط. ت. ك: يؤدّي غل القلوب وحقد النفوس إلى الفجر في الخصام والضغائن، فيتسبب فى هتك الأعراض، وتتبع العورات، ومحاولات تصيد الزلّات، وقد يصل الأمر إلى التفكير في قتل النفس التي حرم الله إلّا بالحق! وها هم إخوة يوسف أكبر دليل على ذلك: «اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ» [يوسف:9]، وامرأة العزيز التي تفتري عليه الفاحشة حقدًا عليه لمقاومتها: «قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» [يوسف:25]، وغيرها من المعاصي التي ترتكب بتحريض من النفس الحقودة، التي تجني ثمارها دنيا وآخرة، فاحذر أن تقع فى هذه المعصية.
رابط دائم: