أوصى اجتماع الجمعية المصرية لضغط الدم الذى عقد فى بورسعيد فى إطار مؤتمر السنوى بحضور أكثر من 200 طبيب من المتخصصين، باستخدام قرص دوائى واحد يضم مجموعتين من العقاقير أو أكثر لعلاج ضغط الدم المرتفع منذ بداية تشخيصه وفى مراحله الأولي، وذلك طبقا لتوصيات مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلاج أمراض القلب وضغط الدم المرتفع الذى عقد أخيرا بميونيخ. وطالبت الجمعية الأطباء بضرورة الالتزام بتلك التوصيات لضمان تقديم رعاية صحية أفضل للمرضى فى مصر.
وأوضح د. محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لضغط الدم أن دراسة حديثة أجريت فى العام الماضى على أكثر من 44 ألف مريض بالضغط المرتفع فى أوروبا أثبتت أن استخدام قرص دوائى يضم مجموعتين من العقاقير بعلاج كان أكثر فاعلية فى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مقارنة باستخدام عقار يحتوى على مجموعة دوائية واحدة. وأشار إلى أن مصر ومعظم دول العالم مازالت تعانى السيطرة على مستوى ضغط الدم المرتفع، حيث تتراوح نسبة السيطرة بين 8 إلي20% وهى أقل من المطلوب، لافتا إلى ضرورة ضبط مستوى ضغط الدم لدى جميع المرضى الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما إلى أقل من 140 على 90 مم زئبق. وأضاف أن هناك حاليا أكثر من 5 مجموعات دوائية تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع، ورغم عدم وجود فروق جوهرية بين تلك المجموعات، إلا أن استجابة المرضى لتلك المجموعات تختلف من مريض لآخر. وأكد أهمية اجراء فحص طبى شامل لجميع المرضى لاكتشاف وجود اضطرابات فى الأعضاء الحيوية المحتملة نتيجة ارتفاعه، ومن بينها تضخم عضلة القلب واعتلال الشبكية ووظائف الكلي، أو الإصابة بتصلب الشرايين، لافتا إلى أن تلك الإصابات تستوجب سرعة العلاج لخفض ضغط الدم والوصول به إلى المعدلات الطبيعية. وأوضح ان أكبر مشكلة تواجه مريض الضغط المرتفع هى التشخيص الدقيق الذى يجب أن يعتمد على القياس بالجهاز المحمول لمدة 24 ساعة حيث وجد أن 25% من المرضى المشخصين ليسوا بمرضي. وأظهرت إحدى الدراسات بعد توقيف علاج المريض لمدة عام عدم تأثر الضغط وهذا يعنى أن هؤلاء كانوا يتناولون العلاج بدون داع.
وقال د. سليمان غريب أستاذ امراض القلب بكلية طب قصر العينى وسكرتير الجمعية أن بعض التوصيات العالمية لعلاج ضغط الدم المرتفع قد لا تناسب المرضى المصريين، وقد عرض المؤتمر لأول مرة 16 حالة مرضية واجهت مشاكل فى التشخيص والعلاج وكيف تم التعامل معها طبقا للإرشادات العلاجية المتاحة. وأوضح أن نوعية طعام المريض المصرى تمثل مشكلة لتناوله كميات كبيرة من الملح، وبالتالى يجب أن يكون العلاج معتمدا أساسا على تقليل تلك الكميات، ويمكن تحقيق ذلك بطريقة عملية باستخدام الملح الطبي، مع ممارسة رياضة المشى داخل المنزل لمدة نصف ساعة متقطعة وهى تفى بالغرض.
وعلى صعيد آخر، كشفت دراسة علمية أجريت عام 2007 أن الارتفاع البسيط فى الضغط يمكن أن يتسبب فى فشل كلوى لدى بعض المرضي، وكان يعتقد من قبل أنه يحتاج إلى دواء واحد فقط، ولكن وجد أنه لابد من استخدام أكثر من دواء لحماية الكلى والمخ فور بدء التشخيص والعلاج.
ومن جانبه قال د. أحمد عبد اللطيف أستاذ أمراض القلب بطب الأزهر أن ارتفاع ضغط الدم بأى درجة أمر لا يجب الاستهانة به ولابد من علاجه بشكل فوري، لافتا إلى ضرورة متابعة قياس الضغط بشكل منتظم بعد سن الأربعين، مع تناول الدواء باستمرار فى حالة التأكد من المرض لتجنب تأثيره على أعضاء الجسم، ويعد التشخيص السليم منذ البداية بالغ الأهمية لأن قرار تناول العلاج يكلف صاحبه الكثير ولا يمكن التراجع فيه. وعندما يسبب الدواء آثارا جانبية للمريض، يجب عليه إبلاغ الطبيب فورا لتغيير العلاج، عندما يكون العلاج مرهقا للمريض ماديا، فمن الممكن مراجعة الطبيب لإعطائه البديل المناسب.
رابط دائم: