رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قرية توشكى منطقة نائية.. يعانى سكانها ارتفاع نسبة الجريمة والبلطجة

ماجدة سليمان
متاعب كبيرة تواجه سكان القرية

العامرية: رصد 4.5 مليون جنيه لتطويرها وربطها بشبكة مواصلات

 

 

أطفال هرمت ورجال ونساء قضوا أكثر من نصف أعمارهم فى منطقة توشكى ، البعض رحل عن الدنيا وهو يحلم فقط بمجرد عيشة آدمية بلا معاناة يومية وموسمية وصراع دائم مع ما فرضته ظروف تلك المنطقة النائية ضعيفة الخدمات وعلى رأسها مشاكل الصرف الصحى وتهالك الطرق وارتفاع نسبة الجريمة والبلطجة…

مساكن توشكى تلك المنطقة السكنية التى تقع بالقرب من الجبل بطريق «الإسكندرية - القاهرة» الصحراوى، وتبعد عن حى العامرية غربى الإسكندرية نحو 2 كيلو متر .

ويسكن أهلها فى مساكن على شكل بلوكات أقيمت على مرحلتين بالقرب من الهضبة التى تم إزالة بعضها نظرا لخطورتها وأخرى عبارة عن مساكن شعبية أنشئت عام 1986 ولكنها تركت سنوات طويلة دون أن تُسكن فأصبحت مهجورة حتى سلمت لقاطنيها منذ 20 عاماً فقط.

ولكن بعد أن تهالكت بسبب العوامل الجوية وعدم الصيانة والترميم لسنوات طويلة وهى تضم 200بلوك ويقطنها ما يقرب من 25 ألف أسرة.

وتقول فاطمة علي، إحدى الساكنات الجدد : انتقلت هناك بعد سقوط منزلى فى منطقة كرموز، ولكنى لم أتوقع أن أجد حال المساكن بهذا الشكل، فهناك شقق بلا أسقف بعد أن انهارت على الأهالى وتآكل الحديد وأصبحت الأسقف مكشوفة وتهدد السكان، والمشكلة أن أغلب المواطنين هنا يخشون قدوم فصل الشتاء وقسوته وتأثيره على مساكنهم وما قد يصيبهم من ضرر، خاصة إذا كان الشتاء بقسوة الأعوام الماضية.

أما المنطقة نفسها فتقول فاطمة إنه بعد الساعة الخامسة مساءً لا يمكن الخروج إلى الشارع، لامتلاء الجبل المحيط بالمساكن بالبلطجية وتجار المخدرات والمتعاطين، مما يجعلنا فى حالة رعب على أنفسنا وأولادنا فنلزم بيوتنا حتى يأتى صباح اليوم التالى فالنهار له عينان على حسب تعبيرها، مطالبة بوجود نقطة شرطة حتى لا يتعرض السكان لأذى من قبل البلطجية. أما محمد سوير، أحد السكان، فيتحدث عن عدم وجود مستشفى يمكن أن يخدم المنطقة ويسعف المواطنين خاصة الحالات الطارئة، وحتى إن حاولنا إدخال سيارة إسعاف إلى المنطقة لإنقاذ أى مريض فهى لن تستطيع المرور فى الطرق لأنها متكسرة وملتوية و غير ممهدة واغلب المستشفيات بعيدة جداً مما يجعلنا نعيش فى خوف دائم من تعرض أى شخص للمرض أو لأى إصابة فأصبحنا نحمل الهم ونضع أيدينا على قلوبنا حتى لا نتعرض لمثل هذه المشاكل.

وعن المدارس يقول إنه لا يوجد سوى مدرسة وحيدة للتعليم الابتدائى بالقرية، وباقى المراحل فى منطقة العامرية، التى تبعد مسافة ساعة عن توشكى حتى يصل الأطفال إلى مدارسهم مستخدمين مواصلات تعرض حياتهم للخطر وتزيد العبء المادى على الأسر التى تسكن بالمنطقة.

ويطالب سوير بضرورة وضع خطة لإنشاء مدارس بمختلف المراحل التعليمية بالقرية لتخدم سكانها الذين يزيد عددهم على الآلاف لرفع المعاناة عنهم، بالإضافة الى ضرورة استغلال المنطقة المحيطة بجبل توشكى وإقامة مركز شباب يقدم لهم بعض الرياضات و الأنشطة التى يمكنها أن تبعدهم عن المخدرات التى ينتشر بيعها بواسطة البلطجية حول الجبل حتى يرحم المنطقة والسكان من البلطجية و تجار المخدرات .

ومن جانبه يقول محمد عبد الله، سكرتير عام حى العامرية، الحى يعانى مشكلات كثيرة يتفق أغلبها فى نقص وضعف الخدمات بشكل عام.

وأرجع ذلك إلى اتساع الرقعة المساحية للحى بشكل كبير جداً ،مؤكدا أنه يعتبر أكبر أحياء مدينة الاسكندرية، بالإضافة إلى وجود مناطق عديدة منه تقع على أطراف الحي. وعن منطقة مساكن توشكي، وما تعانيه أكد فى البداية أن تلك المساكن تنقسم إلى قسمين قسم قديم يعود إلى فترة الثمانينيات وهى المساكن الواقعة بالقرب من الجبل وكوبرى المشاة، أما المساكن الجديدة فعمرها يعود إلى التسعينيات، وتلك مشاكلها أقل جدا.

ويلفت عبد الله أن الحى حاول التصدى لمشاكل الصرف الصحى على فترات زمنية متقاربة بالتعاون مع هيئة الصرف الصحى ولكن سلوكيات الأهالى تزيد من الأزمة ولا تحلها فأغلب السكان خاصة توشكى القديمة معظمهم ممن سقطت مساكنهم يتعاملون مع شققهم باعتبارها ترانزيت وليست سكنا دائما لهم فيهملون فى كل شيء ،وبالتالى تتراكم مشاكلها حتى يصعب حلها .

ويضيف عبدالله أن الحى يقوم حالياً بوضع خطط تطوير جديدة لحل مختلف مشاكل المنطقة من صرف صحى وتعليم وصحة ورصف شوارع بالتعاون مع المحافظة لافتاً إلى أن أهم تطوير سيفيد المنطقة والأطراف المترامية للحى هى شبكة الخطوط والمواصلات التى ستربط جميع تلك الأطراف وستغنيهم عن اللجوء إلى الطريق الصحراوى الذى تكثر الحوادث عليه، ويعتبر غير آمن فى الجزء الجبلى منه .

ومن هذه الطرق كما يقول طريقا الكرنك والنهضة الزراعية اللذان تم تخصيص أربعة ملايين ونصف مليون جنيه لإنشائهما، وقد تم بالفعل البدء فى تنفيذهما ويلفت عبد الله إلى غياب دور المجتمع المدنى فى الحى خاصة منطقة مساكن توشكى، حيث لايوجد فقط سوى جمعية واحدة تضم مستوصفا فقط، ومن هنا ينادي بضرورة تكاتف المجتمع المدنى لمساعدة أهالى منطقة توشكى ولوضعها علي خريطة الحياة فى الإسكندرية من خلال توفير الخدمات ورعاية أهلها وإدماجهم فى المجتمع السكندري، وحمايتهم من البلطجة وتجار المخدرات الذين يتخذون من الجبل مأوى لهم .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق