أوركسترا القاهرة فى القلعة!

ربما السعادة هى الحالة التى أشعر بها عندما يبدأ المهرجان السنوى لدار الأوبرا المصرية فى قلعة صلاح الدين.. والذى انتهى الأسبوع الماضى.

أن يكون خارج دار الأوبرا مثل هذا النشاط الفنى شيء مهم للغاية لمن لا يستطيعون الذهاب لدار الأوبرا ايضا لأولئك الذين يقطنون فى هذه المنطقة وما حولها خاصة بعض الأماكن الشعبية ذات العبق البديع.

أتذكر بدايات هذا المهرجان عندما كان مصطفى ناجى رئيسا لدار الأوبرا ووقتها أيضا نظم عدة حفلات لأوركسترا القاهرة السيمفونى فى صعيد مصر بدءا من قنا حتى القاهرة.

رأيت نماذج لم يخطر ببالى وقتها أن أشاهدها فى هذه الحفلات التى كانت لأوركسترا القاهرة السيمفونى.

أيضا قبل ذلك بسنوات شاهدت أوركسترا القاهرة السيمفونى وهو يقيم حفلاته فى الحى نفسه أى حى القلعة ولكن فى صالة أحد البيوت القديمة وكانت الصالة مليئة بالمتفرجين وكان معظمهم من قاطنى هذه المنطقة من الذين لا تراهم أبدا فى مثل هذه الحفلات الفنية الراقية.

رحلة الصعيد ورحلة منطقة الجمالية أكدتا لى أن هؤلاء المتفرجين الجدد يشعرون بالسعادة ربما لأنهم يشاهدون أمرا جديدا.. أوركسترا كبيرا وأذكر وقتها كان المايسترو الراحل يوسف السيسى.

لهذا ولأسباب أخرى كثيرة أرى أن يفكر مهرجان القلعة الفنى الذى صاحب نجاحا كبيرا لأكثر من حفل فى اليوم الواحد أن يجرب المهرجان العام المقبل تقديم أوركسترا القاهرة السيمفونى فى حفل أو حفلين لهذه الجموع المحرومة من تلقى هذا الفن الراقى الرفيع من الغناء والموسيقى التى شاهدوها فى كل المهرجانات السابقة وإن زادت عليها بعض من الفرق الأجنبية.

إن مثل هذا الحفل سيقدم لنا شيئا جديدا من تلقى هذا الفن بالنسبة للجمهور ولعله يكون بداية لوصول هذا اللون الجديد إلى جماهيرنا فقد نحصل ولو على عدد قليل يهتم بهذه الموسيقى بما لها من تأثير إيجابى كبير.