رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عاشوراء فى ذاكرة المصريين

يرجع الاحتفال بيوم عاشوراء إلى أواخر عهد بناة الأهرام، وكان بين أعياد «منف» الدينية وكانوا يطلقون عليه اسم «عيد طرح بذور القمح المقدس»، ويقع فى اليوم العاشر من «طوبة»، وكان المصريون القدماء يحتفلون بعاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة الخاصة به والتى تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفى مقدمتها (صحن عاشوراء)، و«البليلة» التى لا تزال حتى الآن من الأطعمة الشعبية المتوارثة، ثم (كعك عاشوراء) الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع فى وسط الكعكة قمحة رمزًا للخبز.

ويذكر إبراهيم عنانى ــ عضو إتحاد المؤرخين العرب ــ أن من العادات المحمودة فى الاحتفالات بعاشوراء التوسعة على العيال وذبح الطيور وإقامة الموائد وطبق عاشوراء، وعلل العامة هذه التوسعة فقرنوا بين لفظ توسعة ولفظ تاسوعاء وهو اليوم السابق لعاشوراء مع أن اللفظين من أصلين مختلفين ولا علاقة بينهما إلا التشابه فى الحروف.

بدع منكرة

كما صاحب الاحتفال بعاشوراء بعض البدع المنكرة والاعتقادات الخاطئة، من بينها أن بعض العوام كانوا يعتقدون أن الجن يزورون بعض الناس فى إحدى الليالى العشر من المحرم، وفى اعتقادهم أن الجن يظهرون أحيانًا على هيئة سقا يسمى (سقا العشر) وأحيانًا أخرى على هيئة بغلة تسمى (بغلة العشر)، فإذا ظهر الجنى فى شكل سقا فإنه يطرق باب النائم بعد منتصف الليل فيسأل هذا: من بالباب؟ فيجيبه الجني: أنا السقا.. أين أفرغ القربة؟ فيقول له: أفرغ القربة فى الجرة. وبعد خروجه يجد صاحب المنزل الموعود الجرة ملأى بالذهب. وكان من عادة الناس فى هذا اليوم أن يتبخروا بالبخور الذى يخزنونه طوال السنة لهذه المناسبة وكانوا يعتقدون أن السجين إذا بخر بهذا البخور خرج من سجنه وأن هذا البخور يبرئ من العين والحسد، وكل هذه مجرد أوهام واعتقادات خاطئة.

وأضاف عنانى-كانت صفة الاحتفال بعاشوراء فى العصر الفاطمى أن يحتجب الخليفة عن الناس وفى أول النهار يركب قاضى القضاة ومن معه بملابس عادية ويذهبون إلى المشهد الحسينى فإذا جلسوا فيه ومعهم قراء الحضرة والمتصدرون فى الجوامع جاء الوزير فجلس فى الصدر، وعلى جانبه القاضي، ويبدأ القراء فى قراءة القرآن ثم ينشد جماعة من الشعراء شعرًا فى رثاء أهل البيت عليهم السلام، بعدها يتم استدعاؤهم إلى القصر فيدخل قاضى القضاة ومن معه إلى باب الذهب فيجدون الدهاليز قد فرشت بالحصر بدل السجاد.. فإذا اكتمل هذا الجمع بدأ القراء يقرأون والمنشدون ينشدون للمرة الثانية ثم تمد موائد تسمى «سماط الحزن» (والسماط هو المائدة) لأنه يختلف عن أسمطة الأفراح والأعياد فلا تقدم فيه الحلوى والأطعمة الفاخرة، وإنما تقدم فيه ألف زبدية من العدس الأسود والعدس المصفى والملوحات والألبان والخبز والفطير المصنوعين من الشعير، وقد غير لونهما قصدا،ً ويدعى الحضور والناس للأكل من هذا السماط وفى ذلك الوقت يمر النواح بالأسواق يرفعون أصواتهم بالبكاء والنحيب والإنشاد. وعندما انتهى العصر الفاطمى وبدأ العصر الأيوبى السنى تغيرت طريقة الاحتفال بهذا اليوم واعتبر ملوك بنى أيوب هذا اليوم فرحًا وسرورًا يوسعون فيه على عيالهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى ويكتحلون، وذلك جريًا على عادة أهل الشام التى سنها لهم الحجاج فى أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك أنوف الشيعة. وظل هذا التقليد ـ الاحتفال على نمط العصر الأيوبى متبعًا فى عصر المماليك وفى العصور التالية.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق