رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصطفى محرم: فخور بأننى مكتشف محمود ياسين وأحمد زكى

فاطمة شعراوى
تصوير ــ محمد مصطفى

أحتفظ بـ 5 مسلسلات فى مكتبى تجاهلها المنتجون لعدم وجود الإسفاف والابتذال فى أحداثها

الدراما تسير فى إطار الشللية والنجم الأوحد

 

 




أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو المصريين..عمل مع أغلب أدباء مصر وحول أعمالهم إلى أفلام تعد بصمات وعلامات فى تاريخ السينما المصرية، هو الكاتب الكبير مصطفى محرم الذى مثلت أفلامه مصر فى مهرجانات دولية ونالت أكبر الجوائز، كما كان سببا فى اكتشاف موهبة كبار النجوم وظهورهم ومنهم محمود ياسين فى الفيلم المهم «أغنية على الممر» وأحمد زكى فى فيلم «الباطنية» وغيرهما من كبار النجوم الذين شاركوا فى أفلام كتبها ومنها الراقصة والطبال وليل وقضبان وأهل القمة وليلة القبض على فاطمة والحب فوق هضبة الهرم، وانتحار صاحب الشقة والغرقانة والهروب والتحدى والإمبراطورة وامرأة فوق القمة وحارة برجوان ويا عزيزى كلنا لصوص، وفى التسعينيات اتجه مصطفى محرم للدراما التليفزونية التى استطاع أيضا من خلالها تقديم أعمال تعد بصمات فى عالم الدراما العربية ومنها مسلسلات لن أعيش فى جلباب أبى وعائلة الحاج متولى وريا وسكينة والعطار والسبع بنات وزهرة وأزواجها الخمسة وغيرها من الأعمال.

وفى حوار لملحق الأهرام تحدث الكاتب الكبير عن رأيه فى المشهد الفنى حاليا وغيابه عن الساحة وأشياء كثيرة بدأها قائلا: أعمالى السينمائية تتعدى الـ 150 فيلما منها 90 فيلما مثلت مصر فى المهرجانات الدولية وكلما تشاهدت فيلما «حلوا» اعرفى إنه بتاعى..


من هم أهم النجوم الذين تعاملت معهم؟

لم أهتم طيلة مشوارى باستقطاب النجوم، ولكننا صنعنا النجوم الكبار واكتشفناهم فى بدايتهم، وأذكر المخرج أشرف فهمى الذى كان يتحمس لفكرة صناعة النجم، وهو ما حدث مع محمود ياسين وأحمد زكى ونبيلة عبيد ونادية الجندى ومحمود عبدالعزيز ونجلاء فتحى وغيرهم، فقد كان يكفى أن نعمل ويعمل معنا موهوب، وهؤلاء كانوا موهوبين ولذلك أصبحوا نجوما.

ومن هو النجم الذى اكتشفته أو تنبأت له بالنجومية وحقق ما تمنيت؟

محمود ياسين والذى قدمناه فى فيلم «أغنية على الممر» أول فيلم له وكان إخراج على عبدالخالق وأثبت نجاحا وموهبة عظيمة فقدمناه بعد ذلك مباشرة فى فيلم «ليل وقضبان» و قدمناه فى البطولة بعدها فورا، وقد توسمت فيه منذ بدايته أنه سيصبح بطلا مهما فى السينما المصرية بشكله وصوته العظيم، حتى إننا كنا نطلق عليه العندليب لصوته، وقد كتبت له 22 فيلما وهو ما لم أقدمه لممثل آخر أو ممثلة فكل فيلم منه كنت أكتبه، أتصور فيه محمود ياسين بطله، وبالفعل كان يؤدى أكثر مما أتمنى بالإضافة إلى الالتزام وفهم الشخصية فهما جيدا جدا، كما كان يتميز بأنه يجيد تجسيد كل الأدوار.

وهل كان يؤدى كما توقعت منه منذ بداية كتابتك العمل السينمائى؟

بالطبع كان يؤدى أكثر مما توقعت، وأخص هنا أبرز أفلامه «السادة المرتشون» فلم يكن أحد يمكن أن يشك فيه أبدا لأنه ممثل سمعته الفنية إيجابية وناصعة، ولا أحد يصدق أنه سيظهر مرتشيا، وتلك كانت الصعوبة فى الدور.

كان لديك استشراف ببعض الأفكار والتيمات التى قدمتها فى الأفلام السينمائية، فهل جاء ذلك مصادفة أم مقصوداً؟

بالطبع الكاتب لابد أن يكون استشرافيا فى أعماله ولا ينظر تحت أقدامه فقط وأن يقوم بتحليله الواقع ويستشرف أحداثا فى المجتمع، ومن الأعمال التى ينطبق عليها ذلك فيلم «السادة المرتشون» عن الأغذية الفاسدة، وهو ما نفتقده الآن على الشاشات سواء فى السينما أو التليفزيون.

وما رأيك فى المشهد الدرامى الآن؟

الأعمال سطحية للأسف، وأغلب الناس عندما يقابلوننى ويسألوننى أين أنت؟، لا أستطيع الرد لأن هذا التوقيت يفتقد كبار الكتاب والمخرجين ومنهم على عبدالخالق.. مثلا لماذا لا يعمل؟ وكذلك على بدرخان وسمير سيف ومحمد فاضل وإنعام محمد على وغيرهم ممن قدموا روائع الدراما المصرية، وأنا بدورى أتساءل ما السبب، وهل يوجد رضا بهذا المستوى الذى نراه من الأعمال الفنية، فتأثير هذه الأعمال أقوى من تأثير الإرهاب فتلك الأعمال تحول الناس إلى وحوش، ولا أجد تبريرا لعدم الاستعانة بكبار الكتاب والمخرجين، وأرى أن المشهد الفنى ككل الآن لا يتعارض مع النهضة العمرانية التى تقوم بها الدولة فبناء الإنسان والبشر أهم من بناء الحجر.

إذن دعنى أسألك لماذا لا تطرح أفكارك وموضوعاتك فى أعمال فنية وتسير بها فى الطريق المعروف لظهورها للنور.. ألا ترى أن هناك تقاعساً منك ومن الكبار فى اتخاذ هذه الخطوة؟

ليتنى تقدمت بعمل ويتم رفضه ولكننى تقدمت بعمل وتم تجاهله وعدم الرد لإنتاجه، فالدراما الآن تسير فى إطار من الشللية والنجم الأوحد الذى تبنى عليه الأعمال الفنية، فالعمل يبدأ من النجم أولا وهو الذى يختار الكاتب والمخرج والمصور وزملاءه من الممثلين وربما القصة التى تكتب له خصيصا وهى ظاهرة الهرم المقلوب فى الدراما.

نعود للسينما وذكرياتك معها ومع أحلى نجومها ومنهم نبيلة عبيد..هل كنت تتوقع أن تصل لهذه النجومية؟

الغريب أننى لم أكن أؤمن بنبيلة كممثلة حتى جاءنى أشرف فهمى لأقدم فيلما لها وهو «لا يزال التحقيق مستمرا»، وتباطأت فى تقديمه حتى عرضوا القصة على بعض كتاب السيناريو وفشلوا فى تحويلها، فصمم أشرف فهمى على أن أقدمها وظل ورائى حتى وافقت وانتهيت من كتابة سيناريو الفيلم الذى حققت به نبيلة عبيد نجاحا كبيرا وكان أول فيلم لها معى ومثلت فيه ببراعة ونالت إعجاب الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وأصبحت نجمة مصر الأولى، وكذلك لى ذكريات مع نادية الجندى أبرزها قطيعة استمرت 8 أعوام عدنا بعدها فى فيلم امرأة فوق القمة وكنت أراها دائما ممثلة تهتم بكل تفاصيل العمل منذ الفكرة الأولى وحتى عرضه فى السينما حتى إنها تأتى فى عرضه الأول بحفل العاشرة مساء لتبخر السينما، وتوالت أفلامها معى، حتى إن أى سيناريو يأتيها كانت تأخذ رأيى فيه أو أضع لمساتى به.

أيضا عادل إمام لدى معه ذكريات وكان رأيى فيه دائما أنه ليس مجرد كوميديان ولكنه يتمتع بموهبة مثل نجيب الريحانى الذى يمثل الكوميديا والتراجيديا، وهو ما أثبته فى أعماله، وكذلك نور الشريف تجمعنى به ذكريات جميلة لأنه كان جارى وتميز بالثقافة العالية وكان يجيد المناقشة، وعندما فكرت فى أن أقدم مسلسلات كان نور الشريف هو البطل الذى يشغل ذهنى وبالفعل كان بطل غالبية أعمالى الدرامية وحقق نجاحا كبيرا فى عالم الدراما التليفزيونية أضافت لنا كفريق درامى وللدراما المصرية، وكذلك محمود عبدالعزيز الذى قدمته فى 8 أفلام من أهم أفلامه فجمعتنى به ذكريات جميلة رحمهما الله.

أيضا أحمد زكى الذى صممت على تقديمه فى فيلم الباطنية بدور سفروت برغم اعتراض نادية الجندى إلا أن تصميمى جاء فى محله، وفى الفيلم الأول للحفل الذى حضره كل الممثلين فريد شوقى ونادية الجندى وفاروق الفيشاوى وغيرهم من أبطال العمل والوحيد الذى خرج محمولا على الأكتاف هو أحمد زكى، وبعد ذلك شاءت الظروف أن أعمل الطبال مع أشرف فهمى، وكان المفروض أن عادل إمام هو بطله ولكنه طلب دور عادل أدهم وكان الرأى بالنسبة لنا أن عادل أدهم هو المناسب فلم نتفق مع عادل إمام ولم يتوافق مع العمل والدور الذى رشحناه له، وبعدها فكرنا فى محمد صبحى الذى اعتذر وقتها لانشغاله بمسلسل سنبل، فسألنى أشرف فهمى وقمت بترشيح أحمد زكى له وكان فى بداياته الأولى، حتى إن أشرف فهمى قال لى وقتها هل تضمنه فقلت له بالفعل على ضمانتى، وكان الحظ حليف أحمد زكى الذى تعلم على الطبلة وأتقن الدور وكان فى دوره بالفعل هو الشخصية المناسبة جدا.

فى رأيك ما هى مقومات السيناريست والكاتب الناجح؟

أن يلم بكل ما يكتبه من معلومات، فعلى الكاتب أن يعى جيدا ما يناقشه من قضية بل ويتعايش معها فى مكانها ومع أطرافها حتى يستطيع توصيلها للجمهور كما ينبغى وحتى لا يفشل.

ما الفرق فى الدراما بين زمان والآن؟

زمان كان الالتزام هو رقم واحد وكان المؤلف يعرف ما هو المفروض أن يقدمه للناس، وكان العاملون فى المجال دارسين للدراما ويعرفون قواعدها وأصولها، وكانت الدولة ترعى الدراما وكان وزير الإعلام وقتها يعرف جيدا قيمة الدراما وتعمل الأعمال الفنية لمصلحة هدف مجتمعى فالقوة الناعمة لا يمكن الاستهانة بها وبقيمتها، ولذلك لابد أن تقوم الدولة بالإنتاج عن طريق قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى وصوت القاهرة.

ما رأيك فى الورش الفنية؟

لابد أن ننبه إلى خطورة ورش الكتابة التى أتلفت الدراما وهو رأى الكاتب الكبير وحيد حامد أيضا، وأرى أن الورش لابد أن تكون عبارة عن تدريب من الكبار للمبتدئين فى الكتابة ليتعلموا أصول وقواعد الكتابة للدراما، ولكن بشكل عام فإن الورش الفنية موجودة منذ زمن وأتذكرها منذ أيام المخرج صلاح أبو سيف وهى متوارثة منذ فترة طويلة ولكن نظام الورش لابد أن يخضع لأصول حتى يكون العمل منظماً ويكون به الدراماتورجى رئيس الورشة لديه خبرة كبيرة جدا ويستفيد منه أفراد الورشة استفادة كبيرة، ومن خلال هذه الورش يظهر كتاب مبدعون.

هل تشعر بالغياب عن الساحة الفنية؟

تعوضنى عن هذا الغياب أعمالى التى تذاع على الشاشات بشكل مستمر، فمسلسل مثل عائلة الحاج متولى والذى أنتج منذ 17 عاما فإنه يذاع شهريا، وكذلك مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى الذى أنتج منذ 20 عاما يذاع أيضا شهريا، وكذلك ريا وسكينة يذاع منذ أنتج وحتى الآن والباطنية والعطار والسبع بنات وزهرة وأزواجها الخمسة وغيرها من الأعمال التى تعرضها الشاشات دائما.

هل ترى تحويل الأفلام للمسلسلات الدرامية أمراً ناجحاً أو فى مصلحة الدراما والمشاهد؟

بالطبع ولم لا، مادام العرض الجديد سيكون برؤية جديدة ففى السينما فى أمريكا هناك أفلام كل 20 عاما يعيدونها بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وعلى سبيل المثال من أعمالى مسلسل ريا وسكينة الذى قدم من قبل فى فيلم وفى مسرحية، والمسلسل حقق نجاحاً كبيرا لا يقل عن السينما والمسرح، فالرؤية فى العمل الدرامى اختلفت تماما وأوضحنا الصورة الحقيقية وهى رجال ريا وسكينة الذين قتلوا وأجرموا وليس ريا وسكينة.

وماذا عن مشروعاتك الفنية الجديدة؟

لدى 5 سيناريوهات لمسلسلات موجودة بالدرج منذ عامين، وتقدمت بها لعدة جهات وتجاهلوها للأسف لأنها ليس بها دم وعنف وضرب وقتل وإسفاف فى الحوار فتم تجاهلها، بالرغم من أنها أعمال تلقى الضوء على النهضة العمرانية والمشروعات الجديدة ومنها العاصمة الإدارية الجديدة وأوثق فيها حقبة مهمة فى تاريخ مصر نشهدها حاليا رأى العين.

وما رأيك فيما نسمعه عن أجور الفنانين؟

أجور الفنانين العالية هى التى أودت بحياة الدراما وأثرت على الإنتاج، خاصة أن هناك أسماء لا تستحق كل هذه الأجور العالية، فقد كانت السينما من قبل هى التى تصنع النجم ثم يذهب إلى التليفزيون، أما الآن فتغيرت الحال وأصبح الفنان يبدأ بالتليفزيون ويصبح نجما.

ما رأيك فى مسلسلات الأجزاء؟

هناك أعمال تستوعب ألف حلقة، ولكن هناك أعمال تمل منها بعد مشاهدة 4 حلقات فقط، فالكاتب والموضوع هو الذى يحدد عدد الحلقات والأجزاء التى يتناولها الموضوع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق