أظهرت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة وجود علاقة متشابكة بين الإنسان والحيوان، حيث تؤكد الأبحاث أن وجود الحيوان يرتبط بتحسن الحالة النفسية والتى بدورها تقلل من مضاعفات أمراض القلب.
فوفقا لدراسة فى السويد استغرقت 12 عاما وضمت 3.4 مليون شخص، درس الباحثون الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 80 عاما، وتبين بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، أن امتلاك حيوان أليف يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بنسبة 33% خاصة مخاطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 36%، مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم حيوان أليف.
ويرجع الباحثون السبب فى دفاع البعض عن تربية الحيوانات الأليفة وأنها مفتاح صحة الإنسان، ومحاولات إخفاء الدراسات السلبية لامتلاكها، إلى الربح المادى لشركات التسويق فى صناعة منتجاتها والذى بلغت قيمته 70 مليار دولار أمريكي. د. سمير راشد أستاذ الجراحة بكلية طب بيطرى جامعة الإسكندرية، أكد أن العلاقة بين الإنسان والحيوان علاقة تبادلية نفعية أكثر منها ضررية ولكننا نركز فقط على الجوانب السلبية، فحياة الإنسان قائمة على الحيوان فى مأكله ومشربه وملبسه، وهناك العديد من المراكز الطبية والمستشفيات على مستوى العالم تعتمد على الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب فى علاج العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والضغط والأورام السرطانية، وتعالج أيضا الأمراض النفسية. حيث يتم الاستعانة بكلاب مدربة وذات مواصفات خاصة تقوم بزيارة المرضى وتحسن حالتهم النفسية والآثار السلبية للمرض عليهم. وقد ذكرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة «الديلى ميل» البريطانية أن تربية حيوان أليف وخاصة الكلاب يخفف من أعراض الاكتئاب فى 12 أسبوعا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج، وذكرت الدراسة أن الكلاب على وجه الخصوص تجبر الناس على أن يكونوا أكثر نشاطا جسديا. وأن وجود الحيوان مع الأطفال المصابين بالتوحد قد يحسن من حالتهم النفسية والسلوكية.
ويشير د. راشد إلى إن المشكلة فى تربية الكلاب تتركز فى أنها قد تسبب بعض الأمراض أشدها خطرا هو السُعار والذى يطلق عليه «اداء الكلب» وهو مرض فيروسى ينتقل عن طريق عضة الكلب ويسبب التهابا حادا فى الدماغ ويهدد حياة الإنسان إذا انتقل إليه ويصيبه بحالة نفسية سيئة، أما تربية القطط فتتسبب فى نفس الأمراض أخطرها مرض تكسوبلازم أو «داء القطط» وهو طفيل وحيد الخلية لا يرى بالعين ينزل مع البراز أو يعلق فى شعر القطط ويسبب الإجهاض أو تشوهات الجنين، وقد تحدث الإصابة بهذا المرض عن طريق تناول لحوم غير مطهية جيدا أو اللانشون والبسطرمة غير المضمونة المصدر.
وأوضح أن هناك ما لا يقل عن 200 مرض تنتقل من الحيوان للإنسان سواء من الكلاب والقطط أو الأبقار والأغنام، ومعظم هذه الأمراض سببها هو الإهمال والتلوث، لذا فيمكن تجنبها بإجراءات وقائية بسيطة مثل الاهتمام بنظافة الحيوان والرعاية الطبية وإعطاء التطعيمات السنوية، كما يجب التعامل بحرص مع الحيوانات التى يتم تربيتها فى المنازل، موضحا أن هناك بعض الأمراض تكون فى غاية الخطورة وغالبا لا ينجح معها العلاج مثل داء الكلب «السعار» الذى يؤدى لوفاة الإنسان والحيوان، لذا فمن الأفضل عدم تربية الكلاب أو القطط داخل غرف النوم ولكن يجب أن يكون لها أماكن مخصصة لها، لأن هناك بعض الأمراض تنتقل عن طريق التنفس مثل الحساسية التى تنتقل من خلال شعر بعض أنواع القطط.
رابط دائم: