رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الملوثات الخطيرة

بريد;

استهدفت حملات عديدة الأكياس البلاستيكية وعلب الطعام، ولكن تبين أن هناك ملوثات بلاستيكية أخرى تستأثر بنسبة أكبر من التلوث وهى أعقاب السجائر «الفلاتر» ويتم التغاضى عنها، ولم تلحظها الحملات العديدة من الناشطين والجمعيات البيئية، وأظهرت دراسة علمية فى أمريكا أن أعقاب السجائر «الفلاتر» تعتبر من أخطر النفايات والملوثات، وتفوق فى أضرارها البيئية الأكياس البلاستيكية وسائر المخلفات، وتمثل النفايات والملوثات الأكثر انتشارا فى العالم، ومن جهتها قالت اليزابيث سميث الناشطة ضمن مجال مكافحة التبغ فى جامعة كاليفورنيا إن أعقاب السجائر منتجة من أساسيات السليولوز تتحلل فى غضون عشر سنوات، وتشير الإحصائيات فى جميع أنحاء العالم إلى أنه يتم شراء ما يقرب من 10 ملايين سيجارة فى الدقيقة، وترمى 137 ألف عقب سيجارة كل ثانية، ويتم بيع 15 مليار سيجارة يوميا، ويتم انتاج 5.6 تريليونات واستخدامها سنويا، وتم تقدير عدد أعقاب ألسجائر والمملوءة بمواد كيميائية سامة من دخان التبغ بخمسة تريليونات فلتر سنويا يفوق وزنها مليون طن، وكلها تلقى بشكل غير مسئول، وهى كافية لملء 2.5 مليون حوض مسبح اولمبى بأعقاب هذه السجائر.. إن هذه النفايات تتفتت إلى ميكروبلاستيك الذى يقدر حاليا أنه يوجد فى معظم الكائنات الحية البرية، وقد وجد بالفعل فى 70% من الطيور المائية، وفى 30 % من ألسلاحف البحرية.

وفى دراسة حديثة اكتشف باحثون أن نصف الأسماك التى وضعوها فى مياه غمرتها أعقاب ألسجائر قد ماتت بعد أربعة أيام فقط، وكشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أنجليا روسكين فى كامبريدج ببريطانيا، عن أن أعقاب السجائر التى تترك فى الحشائش والتربة يمكن أن تضر بنمو النباتات، وقللت أعقاب السجائر من نجاح إنبات العشب بنسبة 10% والبرسيم بنسبة 27%، وليس هذا أسوأ ما فى الأمر بل هناك ما هو أكثرسوءا لهذه الأعقاب المليئة بالسموم التى يمكن أن تتسرب إلى الأرض والمجارى المائية مما يؤدى إلى إتلاف أى كائنات حية يمكن أن تتلامس معها.

وقد أجمع ألباحثون على أن الفلاتر تزيد المرض عن طريق تشجيع الناس على التدخين أكثر من غيرهم، وأن يستنشقوا بعمق أكثر عندما يدخنون، وفى مقال فى مجلة المعهد الوطنى للسرطان  جاء «أن النفخ المتغير والاستنشاق قد يجعل الدخان متاحا بصورة أكبر لخلايا الرئة المعرضة  للأورام السرطانية».

والجميل سرده فى هذا الصدد، هو أن مسئولى حديقة «بو دى فو» التاريخية بغرب فرنسا قد تمكنوا بتدريبات مكثفة من الاستعانة بستة غربان مدربة لالتقاط أعقاب السجائر مقابل إطعامها، ويقوم فريق الغربان بجمع القمامة وأعقاب السجائر بمناقيرها من جميع أنحاء الحديقة، ثم وضعها فى صندوق كبير، وقال رئيس ألحديقة: إن الهدف ليس التنظيف فحسب لأن زوار الحديقة يحرصون بشكل عام على إبقاء الأماكن نظيفة، بل أن المبادرة ستظهر للزوار أنه من الضرورى العناية بالبيئة، وأن الطبيعة تعلمنا كيف تعنى بنفسها، وقد أدركت الدول ألأجنبية خطورة أعقاب السجائر وتحركت تجاه الحد من عادة القائها غير  المسئولة، وفرضت غرامات مالية منها على سبيل المثال ألمانيا وفرنسا وأيطاليا، وأيضا هناك دول عربية مثل الإمارات  طبقت غرامة 500 درهم على رمى أعقاب ألسجائر فى غير أماكنها المخصصة، كذلك الكويت حددت غرامة بقيمة 200 دينار ونأمل فى تطبيق غرامة لدينا على فوضى إلقاء أعقاب السجائر.

د. عوض حنا سعد 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق