ضريبة واجبة الأداء

طالعت ما نشره بريد الأهرام من رسائل تناولت قضية (التفرقة فى المعاملة بين الأبناء) والتى أثارها حادث مصرع طفلة على يد شقيقتها التلميذة بالصف الأول الإعدادى التى قامت بذبحها انتقاما منها لحب والدها الجارف وانحيازه التام لها ومعاملتها هى - أى المتهمة - بفظاظة وغلظة مما أشعل فى قلبها نيران الحقد والغيرة ورسّب فى نفسها مشاعر الكره والعداء لشقيقتها الصغرى، وأرى أن الأب وهو راع ومسئول عن رعيته يجب أن يقف على مسافة واحدة من الأبناء، وأن يتوخى الحكمة والموضوعية ويتحلى بالتوازن النفسى والثبات الانفعالى إزاء التباين فى سمات الأبناء والاختلاف فى طبائعهم وسلوكياتهم لكيلا يقع فى المحظور فالأبناء أمانة والمساواة بينهم فى المعاملة أمر حتمى وتوجه وجوبى وضريبة واجبة الأداء لحفظ الكيان الأسرى، وتوطيد دعائم العلاقات الطيبة بين أفراده، ونشر الحب والرحمة والمودة والألفة بينهم عبر مشوار الحياة مما يثرى حياتنا الاجتماعية، ويعيد للأسرة المصرية جمالها ونضارتها ورونقها، ويحضرنى في هذا الشأن رأى للشيخ جمال قطب الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، حيث قال: إن كل الآيات التي تتحدث عن العدل في القرآن الكريم يدخل تحتها الجميع بمن فيهم الأب الذي لا يعدل بين أبنائه ويرى أن من لم يعدل بين أولاده أو يساوي بينهم بالمعروف وبالحق والقسطاس المستقيم فقد نكب عن جادة الصواب وغالط نفسه ولم يأبه بالأدلة فهو غاشٌ لأولاده وظالم في عدم التسوية بينهم، ويضيف أن التمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب للعقوق ومبرر لكراهية بعضهم لبعض، ودافع للعداوة بين الإخوة وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص والدونية مما يمهد لبيئة اجتماعية تشهد كل ما لا تحمد عقباه من أصغر الذنوب حتى أكبر الكبائر. !!

مهندس ـ هانى أحمد صيام

قطاع البترول سابقا