رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحذر واجب

بريد;

أحيانا يعجز اللسان عن التعبير عما يُصيب النفس من ألم وما يمس القلب من حزن وما يفاجئ العقل من ذهول .. ومن ذلك خبر مقتل أربع سيدات (جِدَّاتْ) مُسِنِّات مُسالمات أكل عليهن الزمن وشَرِب، حتى لم يَعُد لهن في الدنيا مِن مَطلب أو مَطمح سوى حسن الخاتمة، وما يزيد النفس ألماً والقلب حزناً أنهن لم يَكُنَّ من ذوات المال أو الحسب أو الحُسن والجمال أو كُنَّ مصدر مضرة أو إيذاء لغيرهن، وذلك لتقدمهن في العمر وطعنهن في السن وضعفهن في البدن .. وقد استوقفنى ما كتبه د. هواف عبد الحكيم في بريد الأهرام عن هذه الفاجعة، ودور الأمن وخطر المجرمين وأهمية الوقاية منهم والسلاح غير المرخص، وأقول تعليقا على هذه القضية: لا خلاف على خطورة المجرمين الهاربين وانتشار السلاح، ولكن الجريمة هنا خَلَت من استعماله، إذ لم يكن الجاني بحاجة لسلاح مع نساء تجازوت أعمارهن سن المقاومة أو الاستغاثة، كما أن هذه الجريمة ببشاعتها مخالفة لـ «القواعد الإجرامية» إن صح التعبير ـ فالجانى مسجل سرقات، فضلا عن تقدمه في العمر فلا يتوقع من أمثاله ما أقدم عليه من وقائع دنيئة الدوافع، عصية على الفهم، فهى تمثل استثناء من القاعدة وشذوذا عليها، ولذلك فمن غير الإنصاف إلقاء اللوم على الجهات الأمنية لما تقوم به من عمليات استباقية لبؤر الإجرام ومجرميها، وما تقدمه من تضحيات وشهداء بسبب انتشار السلاح المسرب والمهرب، وأرى الحل في الخطوات التالية:

أولا: استعمال القضاء سلطته بالارتفاع فى العقوبة وإطالة مدة المراقبة الشُّرطِيِّة لذوي السوابق والعائدين للجريمة عقب تنفيذ العقوبة لكيلا يُتركوا أحرارا طُلقاء فيعيثون في الأرض والأمن فسادا، وذلك مُجاراةً للتزايد المشهود في جرائم العنف، فيكون الجزاء مناسبا للجُرم والعقوبة مناسبة للمجرم.

ثانيا: لفت نظر ذوى كبار السن وأقربائهم خاصة السيدات إلى خطورة وسوء عاقبة إهمال الأهالي لهم أو عدم متابعتهم دوريا.

ثالثا: تبني المجلس القومي للمرأة برامج تثقيفية وحملات إعلامية لتوعية أمهاتنا وتبصيرهن بجرائم العنف وزرع روح الحيطة والحذر فيهن، وبأن السلوك قد تدنى ومعه الأخلاق.. وقانا الله وإياهن شر الأشرار، ورزقنا جميعا الأمن الأمان في الحِل والتِرحال.

حسام العنتبلى ـ المحامى بالنقض

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق