لو نظرنا إلى خريطة مصر لوجدنا أن لنهر النيل جيبا فى الجنوب يتجه شرقا، ويبدأ من مدينة نجع حمادى شمالا وحتى مدينة أرمنت جنوبا، فلو تمكنا من حفر فرع للنيل (ترعة عريضة) على شكل نصف قوس يصل بين أرمنت ونجع حمادى، لأصبحت لدينا دلتا جديدة فى الجنوب، ومن ثمّ استطعنا زراعة ما بين فرعيها فى هذا الجيب، إلى جانب ضفاف هذا الفرع الجديد، وبالطبع لا أعتبر هذا الطرح مشروعا فريدا، أو يمكن تطبيقه إلا بعد عرضه على المتخصصين فى كليات الهندسة والزراعة ومعاهد مركز البحوث الزراعية، ومعهد بحوث الصحراء، والمركز القومى للبحوث وأكاديمية البحث العلمى .
إن أراضى الدلتا المنتظرة ستكون أرضا بكرا عفية ومنتجة، وستتوافر لها الأيدى العاملة المدربة من المنطقة الموجودة بها، وستسهم فى حل مشكلة البطالة، خاصة فى منطقة الصعيد، كما أن وسط هذه الدلتا الجديدة لن تعانى مشكلات الرى، فنهر النيل يحيط بها من كل جانب، وسيسهل حفر آبار فى المنطقة الوسطى، وأرض هذه الدلتا ستتمتع بميزات تفضيلية منها كون أرضها خالية من متبقيات الأسمدة الصناعية والمبيدات بمختلف أنواعها، والآفات، كما أن الظروف المناخية فيها مناسبة للزراعة، ويوجد فى أراضى المحافظات القريبة منها أفضل أنواع المحاصيل الحقلية والخضر مع الفاكهة، وهناك إمكانية لتربية الدواجن والماشية بكثرة فى بيئة جديدة وخالية من الأمراض، بل إنه يمكن إعداد فرع النهر الجديد ليكون مزرعة لمختلف أنواع الأسماك النيلية بصفة خاصة، وأسماك المياه العذبة عموما، وأعتقد إنه إذا تعذر تنفيذ المشروع بالطريقة المذكورة أعلاه لمشكلات تقنيـة أو صعوبات فنية أو مشكلات فى التمويل، فإنه يمكن تنفيذه بصورة أخرى عـن طريق مد خط أنابيب مياه بقطر مناسب يمتد من جنوب مدينة أرمنت، ويصب فى جنوب أو شمال مدينة نجع حمادى، على أن تقام محطة لرفع مياه نهر النيل جنوب مدينة أرمنت لخط أنابيب نقل المياه هذا، وتعد فتحات فى مسار خط الأنابيب بوسـائل فنية لرى المنطقة حولها، وطبعا بعد عمـل دراسات للجدوى فى هذه الحالة أيضا .
د. عبدالمنعم بدوى عبدالوهاب
رابط دائم: