رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خيرى بشارة: كل عصر له فرسانه وأنا لست فارس هذا الزمان

حوار ــ ولاء جمال

لا أستفتى إلا قلبى 

صيغة أفعل التفضيل تحجر على سحر تنوع البشر

أكبح ذاكرة الألم وأطلق قدرتى على التسامح
 

 

عندما ذهبت للمخرج خيرى بشارة كان فى مخيلتى حديث طويل عن تلك الفترة التى نحبها جميعا من أفلامه: (الطوق والأسورة ) (يوم مر ويوم حلو) (العوامة رقم 70) (آيس كريم فى جليم) وغيرها من أفلامه المهمة، ولكن وجدت أمامى كائنا يعيش فى الحاضر معطيًا ظهره للماضى ومتصالحا مع ما يأتى به المستقبل الذى لا يعرفه وهو حاضر بكل كيانه الآن فى مشروع طموح يعكف على كتابته.

الحقيقة أنى وجدت مبدعا عنيدا متحديا ومع ذلك متصالحا مع الزمن الحالى وسلاحه لامبالاة خلاقة تتقبل ما يدور حوله ولكن بدون استسلام.


بادرته بالسؤال: مخرج كبير مثل خيرى بشارة هو جزء مهم من تاريخ السينما، يهمنا أن نسترجع معك الجماليات التى ترى أننا افتقدناها الآن مقارنة بالماضى؟

رغم أن الحنين إلى الماضى جزء من التركيبة الوجدانية والذهنية لأى إنسان على الأرض سواء فى مصر أو أى مكان آخر، إلا أننى لست من النوع الذى يعيش وهو يقتات الحنين للماضى.

معقول كيف يكون ذلك ممكناً؟

استدعى الحنين للماضى فقط كى أتذكر تجربة لإلقاء الضوء على شيء فى الزمن الحاضر من أجل الفهم والاستيعاب من خلال الجدل والمقارنة، فأنا يعنينى ويهمنى الحاضر وليس الماضى، الحاضر، أنا لا أحب أن أكون سجيناً فى الماضى، ومن ثم أسعى إلى التحرر من أثقاله دوماً. طبعا لا أنكر أن الحنين للماضى شيء جميل وله متعته وسحره ولكنى أرى أنه يمكنه أن يكون عبئاً على حاضر الإنسان ويشل قدرته على التكيف ومواصلة تجدده، ولهذا أنا أنزعج من واقعى الآن، ولن أكف عن المحاولة دائماً كما لو كنت أبدأ من جديد، من أنا فى الماضي؟!.. لا يهمنى، كل زمن وكل عصر يفرز دائماً ناسه وفرسانه ومنظومته الأخلاقية ومزاجه العام وثقافته السائدة وقيمه السائدة، وعلى ألا أعيش فى هذا الزمان كفارس من الماضى، بل أفرض على نفسى الاجتهاد، ليكون لى موطئ قدم ولست ذكرى من زمن بعيد.

حتى إذا كانت قيمه وثقافته سيئة؟

ما نراه سيئاً قد يراه غيرنا فى زمن آخر بأنه ذو قيمة، فعلى سبيل المثال أتذكر أن أبى كان لا يعترف بغناء عبدالحليم حافظ ويتساءل أين هو من غناء محمد عبدالوهاب؟!.. هذا بالطبع لأن أبى لا ينتمى للجيل الذى يمثله عبدالحليم حافظ، أبى كان سجيناً فى حنينه للماضى ولم يعترف بأن كل عصر يفرز ناسه وطابعه الخاص، وبالتالى أنا ضد كلمة أننا فى الزمن الأسوأ، لابد أن ننظر للزمن الحاضر بأفق أكثر رحابة ليمكننا إدراكه، ولتكن نظرتنا تتحلى برحابه كونية، فلو تكلمنا عن السياسة أو الاقتصاد مثلاً فسنجد أن العالم كله يعيش فى مأزق وأزمة، ومعظم دول أوروبا تعانى اقتصاديا حتى ألمانيا التى من المفترض أنها أقواهم اقتصاديا لديها معاناة كذلك، ولهذا أكرر أننى ضد أن نقول إننا نعيش فى الزمن الأسوأ، فهذا ينعكس عليناً سلبا; لأنه يمثل طاقة سلبية تعطلنا وتكبلنا وقد تشل حركتنا فى الواقع وبالتالى تقود حتماً للاكتئاب، ونحن نعلم أنه يوجد اتجاه بصورة مخيفة صوب تعاطى المخدرات، وهذا أشد الطرق سوءاً للهروب من التعامل مع الواقع والتحليق فى الأوهام، وهو ما يقود الإنسان فى الوقت نفسه إلى تدمير نفسه بنفسه.

من ضمن السلبيات التى تحدث الآن والمناخ السيئ، أنك لم تحصل على باقى مستحقاتك - وهو مبلغ كبير- فى مسلسل (لعنة كارما) بطولة هيفاء وهبى، هل هذا جيد من وجهة نظرك، وهذا حدث ويحدث مع غيرك كذلك، مع معظم الفنانين وفى غالبية الأعمال؟

لا طبعاً ولكن ماذا أفعل؟!.. لكن لن أسمح بتسليم نفسى للطاقة السلبية ليصيبنى القلق وأكتئب وأقع مريضاً ولا أجد مصاريف علاجى.

والبديل؟

أنا أتعامل مع ما يحدث حولى على أساس «ما الدنيا إلا مسرح كبير» على رأى يوسف وهبى.

يعنى ما هو أقصى رد فعل لك عندما يحدث هذا معك؟

لقد أعطيت منتج مسلسل (لعنة كارما) مهلة طويلة تجاوزت العام ثم اضطررت إلى تفويض محام لرفع الأمر للقضاء، فلم يعد الأمر يشغلنى وأتبنى فى حياتى نوعاً من اللامبالاة أسميها لامبالاة خلاقة وهى تطلق خصوبتى وتمكننى من الحلم والعمل واللعب، تمكننى من أهم شيء فى الحياة ألا وهو الاستمرارية، أنا بطبعى شخصيتى خاصة جداً وعنيد ومتحد ولا أعترف بالسقوط أو الفشل والهزيمة، لن يسلب منى طاقتى وسوف أموت واقفاً لو شاء المولى حين يأتى الأجل المحتوم وسوف أعطى لك مثلاً، لقد ظللت أكتب كثيراً وأجهدت يدى، فجاء وقت لأجد نفسى استيقظ لأجد يدى فقدت مرونتها الطبيعية وكفاءتها الوظيفية، وصرت عاجزاً عن فتح زجاجة المياه المعدنية لأشرب أو حتى أداء طقوس الاستحمام الطبيعية، ووصلت إلى درجة أننى لم أعد قادراً على دفع أكرة باب البيت ليفتح كى أخرج إلى الشارع، لم أصب بفزع أو ضيق بل صرت أضحك على نفسى وأسخر منها وأقول لنفسى مبتسماً: ها أنت صرت عجوزاً الآن يا خوخة ( وخوخة اسم دلعى الذى يستخدمه الأصدقاء) وذهبت لثلاثة أطباء: أوعية دموية وعظام وأعصاب، وقمت بعمل تحاليل وأشعة، الحمد لله كانت جيدة، واتضح انه إجهاد شديد لليدين والرقبة، والرقبة تحديداً هى مركز كل المشاكل التى كنت أعانى منها، وحين ذهبت لجلسات العلاج الطبيعى أخبرت الطبيب ما أخبرته للأطباء الثلاثة الآخرين: لن أستسلم لما أعانيه ولن أستخدم مسكنات الألم وسوف أستيقظ كل صباح لأمارس روتينى اليومى فى البحث والكتابة، أنا لن أتوقف عن العمل اليومى كما تعودت، وسأتكيف بكل الصور الممكنة مع عجزى الذى يضحكنى، ابتسم الطبيب وأجاب باقتضاب: اشتغل مادام هذا ما تريده ولديك تلك الإرادة، هذا هو أنا وتلك هى طبيعتى، تحد نفسى قبل أى تحد آخر، كان من الممكن أن استسلم وأقول أنا كبرت وعجزت، وسيأتى الوقت حين لا يكون فى يدى شيء لأصنعه، أنا أيضاً أقبل ما تأتى به الأقدار.

ما هو أقسى شيء يمكن أن يحزنك أو يغضبك؟

الحروب الكبيرة لا تغضبنى أو تحزننى، لكن أحيانا أشياء تافهة تثير غضبى، كأن يظن أحدهم أننى أقل ذكاءً منه، للأسف كثير من الناس تعانى ذلك التوهم ويرى فى الحديث أو المعاملة أنه أذكى من الذى يقف أمامه أو يجلس معه، عن نفسى لا أرانى أذكى من حارس العمارة أو من الذى ينظف الحمامات العمومية، لا أحب الاستخفاف بالبشر وعلى الأخص ذكاؤهم، فى حياتى العادية أحب اللعب والدلال، لكننى حين أعمل أكون شديد الإخلاص لعملى وأصنعه بأمانة أخلاقية صارمة وأتحمل المسئولية تماماً مهما كانت الظروف، ومن ثم لأننى أحترم التزاماتى وكلماتى ووعودى ومواعيدى مع الصغير كما الكبير، فإننى أنزعج بشدة ويتملكنى الغضب لمن لا يبادلنى الاحترام باحترام مثله، من وقت ليس ببعيد طلب منى شخص ما سيناريو لينتجه وتحمست على الفور وأرسلت له السيناريو لكونه شاباً يبدأ طريقه ولم أعبأ بأنه لا يملك مالاً للإنتاج وإنما سيبحث عنه، ماذا حدث؟، اختفى فترة طويلة ولم يرد على رسائلى، ثم فجأة يظهر بعد رسالة حادة منى ويقرأ السيناريو فى نصف يوم ليدلى برأيه، هذا شخص يهرج ولا أعتقد أنه سينجح مستقبلاً، وبعد أن كان رد فعلى غاضباً وحاداً سرعان ما صفحت ونسيته، أنا لا أستطيع تذكر الكثير مما أزعجنى; لأننى ببساطة قد محوت ذاكرة الألم إلى حد كبير بفعل القدرة على الصفح واللامبالاة الخلاقة.

منذ زمن بعيد تعرفت على فتاة من سوريا تقيم فى لندن وتعد رسالة دكتوراه عن السينما العربية، بعد عدة لقاءات قالت لى وأنا شاب ما أفادنى جداً فى المستقبل وحقق توازناً لطيفاً فى شخصيتى، قالت: لا تخلق عداءات مجانية للاشيء، لا تحاول أن تتوهم عداء الناس لك وتستعديهم عليك، لأننى قابلت معظم الناس التى تعرفك، ولا أحد منهم يكرهك أو يكن عداءً نحوك، فحين أذكر اسمك يبتسمون ثم يذكرون بعض التحفظات الطبيعية المشروعة على أفلامك أو شخصيتك أو مواقفك، إنهم ببساطة يحبونك ولكن لهم ملاحظاتهم وهذا أمر طبيعى، لا تخلق عداءات من هواء الأوهام، هذه الفتاة منذ زمن بعيد أفادتنى جداً، واستيقظت ذات يوم ووجدتنى اقول لنفسى سأتعامل مع الناس بأريحية ولن أكون فى حالة عداء مع أى شخص، هكذا حدث تحولات مهمة فى حياتى المهنية المبكرة لم تجعلنى أسقط فى هوة الإحباط والاكتئاب، لأننى كنت منفتحاً مع الحياة ومتجددا دوماً عبر طاقتى الإيجابية ولا مبالاتى الخصبة والقدرة على التعامل مع نفسى بتحد وجدلية.

كنت «تحبط عادى» إذن مثلما يحبطون الآن، فهل مررت بإحباطات كثيرة؟

إحباطاتى كانت قصيرة العمر للغاية، أنا أعشق الحياة وأقدس العمل كما أقدس اللعب، وسامحينى إن قلت على نفسى إننى شخص طيب جداً، كما أننى عفوى إلى أقصى حد وما أشعر به أقوله أو أفعله، ومن السهل أن يقرأنى الناس لو أرادوا، فأنا لست بالشخص المنغلق على ذاته، ومن النوع الذى يبحث كثيراً فى كل شيء ولا شيء لأفهم، ولكنى فى النهاية لا أستفتى إلا قلبى.

هل تحب الكتابة؟

لا أستطيع أن أقول إننى أحب الكتابة ولكنها نوع من التحدى; لأنها مرهقة وليست سهلة وفى الوقت نفسه ممتعة للغاية، لأنها عالم من خيالك يولد ويتشكل أمامك ويثير دهشتك، وأحيانا أشفق على مخرج مثل داود عبدالسيد الذى كتب تقريباً كل أفلامه الرائعة، هذا كان مجهوداً خارقاً أنا لا يمكننى تحمله، كتبت بعض أفلامى مع أصدقاء، والمشروع الذى اكتبه حالياً هو ثانى سيناريو أكتبه وحدى.

يمكن أن تحدثنا عن تفاصيل مشروعك هذا أكثر؟

«كان نفسى اعمله من زمان» ولأنه مشروع طموح بميزانية كبيرة يبدو تمويله صعباً للغاية فى أوضاع السوق الحالية، لهذا قررت نشره فى البداية كرواية، أولاً حتى لا يضيع جهدى فى أدراج الرياح، وثانياً قد يغرى منتجين من مصر أو الخارج بتمويل إنتاجه.

وهل لنا أن نعرف بعض أحداثه؟

استلهمت حكايتى من حكايات صديقى هانى يان عن أبيه وربما أخبرك إهداء الرواية ما أعنيه بالضبط:

»قصة مواطن صينى فى مصر منذ أواخر الثلاثينيات

رحلة فى الوعى إلى الصديق العزيز هانى يان الذى كانت حكاياته عن أبيه مصدراً أساسياً لإطلاق عنان الخيال كى أنسج حكايتى»

بطلنا الصينى جاء من قرية فى مقاطعة شاندونج بالصين إلى مصر عام 1937 وهو العام الذى شهد الغزو اليابانى وبداية الحرب اليابانية الصينية الثانية وربما تنتهى الأحداث عام 1995.

وانتهيت من كم منها تقريبا وهل اتفقت مع دار نشر؟

أنا فى الثلث الأخير من الأحداث، ولا أبحث الآن عن دار نشر ولكنى بالطبع سأبحث عن أكثر دار نشر تتمتع بمنافذ توزيع.

النشر بالنسبة لك خطوة أولى للتمويل؟

نعم، إنها طريقة خبيثة للبحث عن التمويل، فكما قلت سابقاً لن استسلم ولن أنهزم.

ما هى رؤيتك للنجوم الكبار الذين عملت معهم وما رأيك فى أن نقول إن فنانا بعينه هو أفضل واحد بين الفنانين مثلما يقال مثلا إن فاتن حمامة هى سيدة الشاشة العربية؟

نحن نميل دائما فى مصر لأفعل التفضيل، بوضع شخص ما أعلى من الجميع به، وهذا يمثل حجراً شديداً على سحر البشر الذى ينشأ عن التنوع، ونظرة مجحفة وقسرية فى فهم الكون والحياة والإنسان، معايير التفرد الإنسانى نسبية للغاية، وأنا لا أعتد ولا تستهوينى ألقاب مثل (الزعيم)، (سيدة الشاشة العربية)، (أمير الطرب).. هذه الألقاب محض تجارية وتسطيح ولا تعنى تقييماً حقيقياً، بالنسبة لى حين يثار الجدل من الأفضل: فاتن حمامة أم سعاد حسني؟، أسأل ما الأفضل: المانجة أم الفراولة، أكيد أن لا أحد منهما أفضل من الآخر، لأن لكل منهما مذاقه الخاص، قد أفضل ممثلاً عن آخر ولكن ليس لأنه الأفضل ولكن لأنه ينسجم مع رؤيتى وأسلوبى.

كيف اكتشفت واخترت جيل الشباب… فأنت من اكتشف سيمون فى فيلم «يوم مر ويوم حلو» مثلا وأخذتها مرة أخرى فى فيلم «آيس كريم فى جليم»؟

الشباب هم الذين جعلونى أذهب صوب عمرو دياب الذى يعشقونه وابنتى ميراندا تحديداً - وكانت وقتها فى الثامنة عشرة من العمر- هى التى حمستنى للمغنية سيمون التى كانت مفتونة بها هى وصديقاتها.

ولم تخيب ظنى سيمون حين عملت معى، فقد عشقتها; لأنها تنتمى إلى نوع التمثيل الذى يرتبط بصورة عضوية مع السينما التى أصنعها، سيمون عفوية جداً ومشاعرها متدفقة وحقيقية وصادقة، كما أنها مجتهدة للغاية، سيمون ممثلة موهوبة جداً، تبدو فاتن حمامة على النقيض أكثر احترافية بحيث توحى لك بالعفوية دون أن تكون عفوية، هذا نوع آخر من التمثيل أتذوقه أيضاً وأحب التعامل معه، أنت تشاهدين وودى آلان وآل باتشينو وروبرت دى نيرو وجاك نيكيلسون، فمن منهم الأفضل؟.. لا أحد.. كل منهم له مذاقه الخاص المميز وأدواره التى تألق فيها.

اتفقنا أنه لا توجد مسألة أفضل ممثل؟

أكيد، ولأدلل على ذلك، كان ممثلى المفضل هو أحمد زكى، لأننى كنت أراه يجسد البطل الذى أحلم بتقديمه للناس وهو بطل يمثل الناس العاديين، لأننى لم أكن مولعاً بنظام النجم السوبر ستار، لعب أحمد زكى فى البداية دوراً صغيراً جداً فى فيلمى الأول الأقدار الدامية، ثم لعب الدور الرئيسى فى فيلمى الثانى العوامة رقم 70 وهو أول فيلم له يكتب على الأفيش وفى تترات الفيلم كأول اسم، ثم عمل معى فى فيلم كابوريا، نعم؛ أحمد زكى هو ممثلى المفضل، ولكنه ليس أفضل الممثلين، البعض يتجادل من الأفضل: محمود عبدالعزيز أم نور الشريف أم أحمد زكي؟!.. هذا هطل شديد، لا يعنى أن ذلك الممثل الذى أعمل معه هو ممثلى المفضل أنه بالتالى وأوتوماتيكياً يصبح الأفضل.

هل يعرض عليك أعمال كثيرة أم لا؟.. وهل يعجبك ما يعرض عليك؟.. أى ما هى ظروف عملك حاليا بما أنك مخرج كبير فى رؤيته تاريخه؟

أنا أدير ظهرى للماضى كما قلت، فلا أحب أن أنظر خلفى ولا أرى من أنا وما كنته فى الماضى، أنا أتعامل مع نفسى كمواطن عادى، أنا سعيد لكونى إنسانا عاديا جداً واستمتع بعاديتى إلى أقصى درجة، وأدرك أن هذا ليس زمنى وهناك أجيال جديدة من حقها أن تعمل وتجد فرصتها فى الحياة، لماذا أحياناً تحدث ثورات؟؛ لأن هناك أناسا يشعرون أنهم مهمشون فى الواقع ويريدون أن يأخذوا مكانهم تحت الشمس.

لكن الأجيال الجديدة تسير مع القديمة هذا لا يمنع؟

أنا مازلت أعمل ولكنى مدرك أن هذا ليس زمنى، فى عصرى الذهبى الذى هو زمنى فى الماضى كان معظم النجوم حتى من أجيال سابقة تريد العمل معى، أحد فرسان ذلك الزمان وكنت حصاناً رابحاً، هذا الحصان الآن صار عجوزاً لا يصلح للسباق ولكنه يمتلك طاقة هائلة يستمدها من روحه المتحدية التى لا تقبل الاستسلام، ولأنه متحرر من أوهام الماضى فهو قانع بوجوده خارج بؤرة الاهتمام.

هل استمتعت بمسلسل «لعنة كارما» بطولة هيفاء وهبى رغم عدم حصولك على كامل أجرك؟

لو أزعجنى من حولى ولو أزعجنى حتى المنتج ولو كان المناخ سيئاً، فإن واجبى يدفعنى إلى أن أجعل عملى ممتعاً ولطيفاً، أنا لا أجلب الضجر أو الضيق لنفسى، وأجتهد ضد الحماقة والهطل والغباء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق