يحدث فى الوسط الرياضى المصرى أنه عند إبرام التعاقد وإبان عقد مؤتمر صحفى لتقديم الوافد الجديد لرجال الإعلام وجمهور النادى أن يؤكد اللاعب المتعاقد معه أنه حقق حلم حياته بارتداء فانلة النادى الفلاني، ومن ثم فقد وقع على بياض وأن مشاركته أساسيا لا تعنيه بقدر ما يهمه وفى المقام الأول فوز فريقه وحصده البطولات سواء على المستوى المحلى أو القاري.. ولأن دوام الحال من المحال، فإن هذا اللاعب وبعد مضى بضعة أشهر يفاجأ الجميع بالخروج عن النص وإبداء الاعتراض على تغييره فى مباراة أو جلوسه على دكة الاحتياطى فى أخرى أو عدم إدراجه على القائمة الإفريقية أو .. إلخ وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل يبادر مع إشراقة شمس أول أيام «الميركاتو الصيفي» أو الشتوى بمطالبة الإدارة برفع قيمة عقده ومساواته باللاعب الفلانى أو تركه يخوض تجربة الاحتراف الخارجى !! إنه سيناريو متكرر يطل علينا عبر نوافذ جميع الأندية ومع قطاع عريض من اللاعبين المحترفين محليا! وأرى أن نظام الاحتراف فى مصر قد ألحق بنظام الهواية ضررا بليغا وأفرغه من مضمونه، وأضعف غريزة الانتماء لدى اللاعبين الذين باتوا يوجهون بوصلة اهتماماتهم صوب الجهات الأفضل من الناحية المادية !! ومن هنا يمكن القول إن الاحتراف وجد أرضا خصبة فى المجتمعات الغربية التى لا يعنيها أمر الانتماء بقدر ما يهمها أداء اللاعب على البساط الأخضر فى حين يواصل الاحتراف فى مصر مسلسل الفشل الذريع لإهداره عنصرا مهما يتصدر قائمة اهتماماتنا ويتمثل فى الارتباط النفسى بالنادى وجماهيره.
فاطمة عبد العزيز زياد
رابط دائم: