رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وزير الخارجية اليابانى تارو كونو لـ«الأهرام»: نتعاون مع مصر القوة الإقليمية الكبرى لتنمية القارة الإفريقية

أجرى الحوار - عـــلاء ثـابــت
> وزير الخارجية الياباني تارو كونو > الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى خلال لقائهما فى

  • نتطلع لكى يصبح مؤتمر «تيكاد 7» فرصة لزيادة فرص الأعمال والمشروعات بين إفريقيا و اليابان
  • «الاقتصاد» و«المجتمع» و«السلام والاستقرار» ركائز أساسية لمناقشات المؤتمر
  • نعمل وفق مبدأى «الِملكية لإفريقيا» و«الشراكة للمجتمع الدولى»
  • حان الوقت لتعزيز التعاون فى مجال «تنمية الموارد البشرية»
  • شَرُفنا بزيارة الرئيس السيسى إلى اليابان مرتين فى عام واحد

 

تستضيف مدينة يوكوهاما اليابانية فى الفترة من الأربعاء 28 أغسطس إلى الجمعة 30 أغسطس مؤتمر طوكيو الدولى السابع لتنمية إفريقيا، «تيكاد 7»، برئاسة كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقي، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، وذلك لمناقشة أوجه التعاون الاقتصادى المختلفة بين اليابان والدول الإفريقية، سواء فى ضوء تقييم ما أسفرت عنه مؤتمرات «تيكاد» السابقة منذ إطلاقها عام 1993، وحتى يومنا هذا، أو فى ضوء المستجدات الدولية الراهنة التى تستوجب مزيدا من التعاون فى مجالات التنمية والاستثمار ودعم مشروعات البنية الأساسية ومشروعات الصحة والتعليم فى دول القارة الإفريقية.

> جانب من أعمال مؤتمر «تيكاد 6» الماضى

وكان مؤتمر التيكاد قد بدأ بمبادرة من حكومة اليابان، بهدف تعزيز الحوار السياسى رفيع المستوى بين قارة إفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لمبادرات التنمية الإفريقية، وكان بالفعل منذ نشأته عاملاً محفزاً لزيادة التركيز على احتياجات التنمية فى إفريقيا.

ويشارك فى عملية التيكاد خمسة أطراف رئيسية هم: حكومة اليابان، مفوضية الاتحاد الإفريقي، مكتب المستشار الخاص لشئون إفريقيا التابع للأمم المتحدة، برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، والبنك الدولي.

وتعد هذه هى الزيارة الثانية التى يقوم بها الرئيس السيسى لليابان تحديدا هذا العام، بعد مشاركته الأخيرة فى قمة مجموعة العشرين.

كما تأتى الاجتماعات فى العام الذى تصفه اليابان نفسها بأنه «عام مفصلى فى تاريخ اليابان»، إذ شهد بجانب قمة العشرين، وقمة التيكاد، تنصيب الإمبراطور الجديد، فضلا عن التطورات السياسية المتلاحقة فى شبه الجزيرة الكورية.

وللتعرف على أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال قمة التيكاد، ودلالات مشاركة الرئيس السيسى فى هذا الحدث المهم، سواء على تطور العلاقات المصرية اليابانية، أو على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، والسياسية أيضا، بين اليابان وقارة إفريقيا، كان لـ«الأهرام» هذا الحوار مع وزير الخارجية اليابانى تارو كونو.

فى البداية كان السؤال: معالى الوزير، ما الذى تتوقعه من زيارة الرئيس السيسى ووزير خارجيته السيد سامح شكرى لليابان هذه المرة؟

فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية المصرية - اليابانية، فقد تم تعزيزها بشكلٍ أكثر من خلال زيارة رئيس الوزراء اليابانى آبى لمصر فى يناير 2015، وزيارة الرئيس السيسى لليابان فى فبراير 2016، وأيضًا من خلال العديد من الزيارات المتبادلة بعد ذلك، بما فى ذلك الزيارات على مستوى وزراء خارجية البلدين، وحيث إن مصر تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام، لذلك، فسوف يشارك الرئيس السيسى ووزير الخارجية السيد سامح شكرى فى مؤتمر طوكيو السابع للتنمية فى إفريقيا «تيكاد 7»، وذلك عقب مشاركتهما فى قمة أوساكا لمجموعة العشرين G20 فى يونيو الماضي، وإذا وضعنا فى الاعتبار أننا شَرُفنا بزيارة الرئيس السيسى لليابان مرتين متتاليتين فى عامٍ واحد، وأيضًا أن الرئيس السيسى سيشارك رئيس الوزراء اليابانى آبى رئاسة مؤتمر تيكاد 7 القادم، لذلك فيمكننا القول بأن هذا العام هو عام خاص جدًا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأتوقع أن يقوم الرئيس السيسى ووزير الخارجية السيد سامح شكرى بدورٍ ريادى فى قيادة مؤتمر تيكاد 7 نحو النجاح، بالإضافة إلى ذلك، أود أن أغتنم هذه الفرصة من زيارة الرئيس السيسى ووزير الخارجية السيد سامح شكرى لليابان من أجل تعزيز التعاون بين البلدين، مصر واليابان، مع إفريقيا، والجدير بالذكر أن اليابان تعاونت من قبل، وما زالت تتعاون، حتى الآن مع مصر، كإحدى القوى الإقليمية الكبرى والمحورية فى إفريقيا، وذلك فى المجالات المتعلقة بموضوع «السلام والاستقرار فى إفريقيا»، وهى إحدى الركائز الرئيسية لمؤتمر التيكاد 7، وبالإضافة إلى تلك المجالات، نود هذه المرة أن نعمل على تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال تنمية الموارد البشرية فى إفريقيا، أيضًا، أعرف جيدًا أن الرئيس السيسى لديه اهتمام كبير بالتعليم بصفةٍ خاصة، وانطلاقا من هذا المنظور، أعتقد بأنه حان الوقت من أجل تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال «تنمية الموارد البشرية»، وعلى وجه التحديد، نحن نخطط للإعلان عن التوسع فى برامج التدريب المقدمة للمسئولين الحكوميين من البلدان الإفريقية والتى يتم تنفيذها بالتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى ذلك، سوف نعلن عن قبول 150 طالبا وطالبة جددا من الطلبة المبعوثين من البلدان الإفريقية للدراسة فى الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا E-JUST، التى تقوم بتدريس علوم الهندسة على الأسلوب الياباني، ومثل هذه الأهداف تتماشى مع أهداف التيكاد، وذلك كأحد جهود حل قضايا التنمية فى إفريقيا من قبل إفريقيا ذاتها، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نتمكن من تعزيز دعم تنمية الموارد البشرية فى إفريقيا من خلال التعاون بين البلدين.

> خبرات اليابان العلمية والتكنولوجية متاحة لإفريقيا

فى رأيك، ما هو الفرق بين مؤتمرات التيكاد السابقة والتيكاد 7؟ وما هو تقييمك للتعاون بين اليابان وإفريقيا منذ انطلاق التيكاد؟

لقد مرت 26 عامًا منذ انطلاق تيكاد 1 فى عام 1993، ففى البداية، بدأ التيكاد فى الأصل لجذب وإعادة اهتمام المجتمع الدولى تجاه إفريقيا، ولكن فى أعقاب النمو الاقتصادى المطرد لإفريقيا منذ منتصف العقد الأول من القرن العشرين، تحول اهتمام وتركيز إفريقيا نفسها من دعم التنمية إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال المشاريع والأعمال، وتغير التيكاد أيضًا تبعًا لذلك، لقد نمت البلدان الإفريقية وتحولت من موقع تلقى المساعدة وأصبحت جهات مهمة وفاعلة فى الاقتصاد العالمي، ومن أجل إعطاء دفعة قوية وزخم لهذا التحول وهذا الاتجاه، سوف نركز على الأعمال والمشروعات فى تيكاد، ونعمل على تحقيق وتفعيل الاستثمار وتعزيز الأعمال بين اليابان وإفريقيا من خلال تيكاد 7، وعلى مدار الـ 26 عامًا الماضية، اتخذ التيكاد لنفسه وضعية ومكانة كمنتدى مفتوح وشامل، حيث يمكن للجميع التحدث من خلال هذه المنصة عن إفريقيا، وفى هذه النقطة تحديدًا، تم تقييم التيكاد بشكل جيد للغاية من قبل المجتمع الدولى بما فى ذلك إفريقيا، وتدعم اليابان المبادرات الذاتية النابعة من إفريقيا، وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولى من خلال عملية التيكاد، وفقًا لمبدأين هامين من أجل التنمية فى إفريقيا وهما: أن «الملكية لإفريقيا» و«الشراكة للمجتمع الدولي»، ولقد ترسخ هذا المبدأ وانطبع فى ذهن كل من الجانب الإفريقى والمجتمع الدولى من خلال التعاون بين مجموعة واسعة ومتنوعة من الجهات الفاعلة فى تيكاد، وأيضًا من خلال الجهود والمبادرات الذاتية النابعة من إفريقيا، ومن خلال الحوار الدائم والمستمر، وأعتقد أن هذه النقطة أيضًا يمكن تقييمها بشكلٍ جيد.

فى رأيك، ما هو الدور الريادى الذى ستلعبه اليابان ومصر خلال التيكاد القادم، بما أنهما يتشاركان فى رئاسة مؤتمر التيكاد 7، وذلك من أجل زيادة التجارة والأعمال والاستثمار بين اليابان والدول الإفريقية؟

خلال تيكاد 7، هناك ثلاث ركائز أساسية ستكون محور المناقشات تحت شعار «إحراز التقدم فى إفريقيا من خلال الإنسان والتكنولوجيا والابتكار» وهى الاقتصاد، والمجتمع، والسلام والاستقرار، ولكن تشجيع الاستثمار الخاص من خلال الشراكة والتضامن بين القطاعين العام والخاص وتوسيع نطاق الأعمال والتجارة ستكون أهم الموضوعات بصفةٍ خاصة، وقد قامت مصر التى تلعب دورًا سياسيًا واقتصاديًا رئيسيًا كدولة محورية وكقوة إقليمية كبري، بإدراج موضوع تعزيز التضامن والترابط بين الدول الإفريقية، كإحدى الأجندات الهامة بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقي، ويُعد تعزيز التضامن والترابط بين الدول الإفريقية عاملًا هامًا بالنسبة لليابان أيضًا التى تسعى إلى تشجيع الأعمال والاستثمار فى إفريقيا، وترغب اليابان فى العمل عن كثب والتعاون مع مصر، التى تتفق معها فى نفس الفكرة والمبدأ، وهى ضرورة زيادة الاستثمار والأعمال والتجارة بين اليابان وإفريقيا، كما تود اليابان أن تلعب دورًا قياديًا فى هذه المجالات من خلال مؤتمر تيكاد 7 القادم، وعلى وجه التحديد، سنعقد أول اجتماع عام فى تاريخ التيكاد يختص بموضوع الأعمال والمشروعات، حيث سيجتمع القطاعان العام والخاص من كلٍ من اليابان وإفريقيا معًا تحت سقفٍ واحد من أجل تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص فى اليابان وإفريقيا، وبالإضافة إلى ذلك، سنعمل على تعزيز التواصل والاتصال بين الشركات الإفريقية والشركات اليابانية المشاركة، وذلك من خلال الفاعليات الجانبية المتعددة والمتعلقة بالأعمال والمشروعات مثل «منتدى الأعمال اليابانى الإفريقى وإكسبو» الذى تنظمه هيئة التجارة الخارجية اليابانية «جيترو»، و«فاعليات ريادة الأعمال والشركات الناشئة» التى تقوم بتقديم وتعريف الشركات الناشئة وريادة الأعمال فى اليابان وإفريقيا، من تنظيم «جايكا» و«جيترو» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وغيرها، ونحن نتطلع إلى أن نضع أيدينا فى يد مصر والعمل معها، وأن نتعاون سويًا لكى يصبح تيكاد 7 القادم فرصة لزيادة فرص الأعمال والمشروعات بين اليابان وإفريقيا.

 

  • كونو فى سطور

البروفيسور تارو كونو هو وزير خارجية اليابان الحالى، وتم تعيينه فى هذا المنصب منذ تاريخ 3 أغسطس 2017.

ولد فى عام 1963 فى هيراتسوكا بكاناجاوا، وهو سياسى وأستاذ جامعي، خريج جامعة جورج تاون، وكان عضوا فى مجلس النواب الياباني، وهو عضو فى الحزب الليبرالى الديمقراطى الياباني.

وكان والده سياسيا بارزا أيضا، وأول رئيس للحزب الديمقراطى الليبرالي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق