رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوس عمليات التجميل وأخطاء المراكز

تحقيق ــ نهال قمر ــ علاء عبدالحسيب
يجب مصارحة المريض بالمضاعفات والمخاطر والنتائج المتوقعة

  •  مستحضرات مجهولة وأخطاء تسبب تشوهات.. والخبراء يحذرون من التركيبات
  • رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر السابق : يجب التأكد من «باركود» وزارة الصحة على المستحضرات
  •  الغرفة التجارية : مواد التجميل المستوردة تضاعفت 3 مرات خلال 10 سنوات 
  • د. هانى الناظر : انتشار غير المؤهلين بالمراكز ظاهرة خطيرة.. و«الليزر» يسبب تشويه الجلد

 

 

 

ما أصعب ان تتحول رحلة البحث عن قوام ممشوق أو وجه جميل ذى بشرة نضرة ما بين عشية وضحاها إلى صدمة كبيرة تحول حلم الجمال إلى كابوس مخيف ومرعب، بعدما تكتشف الضحية خاصة من السيدات أنها أمام عملية نصب حولت جزءًا من جسدها إلى عاهة مستديمة أو حدوث خطأ طبى ربما يؤدى إلى التشوه.. نعم هذا ما يحدث للسيدات اللاتى يقررن اجراء جراحات تجميل.. عمليات شفط..

صنفرة وتقشير.. تقليل وتكبير حجم بعض أعضاء الجسد.. ومسميات أخرى دونت على لافتات وإعلانات مراكز و «سناتر التجميل».. بعبارات رنانة ومغرية تستقطب هواة البحث عن وجه مختلف أو جسد متناسق.. تزايدت «البانرات» لرواد شبكات التواصل الاجتماعى وعلى المواقع المبوبة.. ولا أحد يعلم من القائم عليها ولا مصدرها.. هل هم مختصون يعملون تحت غطاء قانوني؟.. أم أن هذا العمل بالفهلوة. ؟..

 

تحقيقات «الأهرام» رصدت حالات عديدة لضحايا تعرضوا للنصب باسم «طب التجميل».. والتقت خبراء بهذا المجال، وطرحت تساؤلات مهمة حول حقيقة ما يدور فى الكواليس، وتنامى حالة الهوس لدى الكثيرين،وبرغم أهمية الأسئلة إلا أن الإجابات جاءت مفاجئة، حيث أكد خبراء التجميل أن 40% من المقبلين على هذه الجراحات من الرجال، ووضعوا العديد من المحاذير حول استخدام بعض المواد داخل أروقة مراكز التجميل المختلفة.

بداية، تقول «ندي.م» (سيدة تبلغ من العمر 28 عامًا) : قرأت إعلانًا عن مركز تجميل فى الشيخ زايد بالجيزة، ودون تردد توجهت إليه لعلاج حب الشباب فى وجهي، وبعد الكشف على طلب منى الخضوع لجلسة «تقشير»، وبالفعل خضعت للجلسة المطلوبة وبعد مرور 3 أيام اكتشفت المفاجأة، حيث تبين وجود آثار حروق شديدة ناتجة عن الجلسة، وبدأت أماكن التقشير فى التغيير من لون البشرة إلى اللون الأسود..

تضيف «الضحية» على الفور توجهت إلى مدير المركز وعرضت عليه النتيجة الكارثية التى تعرضت لها فأبلغنى بأن هذه الآثار نتيجة طبيعة لجلسة التقشير وستزول بالتدريج، إلا أن هذه الحروق استمرت وزاد الألم فى هذا الجزء من وجهي، فقررت التوجه مرة أخرى إلى المركز وهناك أبلغنى أحد الأطباء بأننى تعرضت للإصابة ببكتيريا فى منطقة الوجه نظرًا لتلوث أماكن الحروق، و طالبنى بالخضوع لجلسة علاج عاجلة لإنقاذ حالتى من التدهور، وقد أكد لى أننى تعرضت لجلسة التقشير بشكل خاطئ مما تسبب فى هذا التدهور وقررت تحرير محضر بالواقعة..

أما «سامية.م» فتاة أخرى تبلغ من العمر 25 سنة، يصل وزنها إلى 85 كيلو، ذهبت إلى أحد مراكز التجميل بمنطقة العجوزة لإجراء جلسة شفط دهون، وقد أخبرها الطبيب قبل إجراء الجلسة بأن المدة نصف ساعة نظرًا لبساطة العملية، كما أن نتائجها قوية وإيجابية جدًا، لكنها فوجئت بأن الطبيب وضع لها «بنجا كليا» قبل إجراء العملية، تقول: العملية استمرت ساعتين تقريبًا وقد اكتشفت أن الفتحة التى تم إجراؤها للعملية غير طبيعية رغم أن الطبيب أخبرها بصغر الحجم، كما اكتشفت وجود كدمات وتعرجات واضحة بالجلد.

وتضيف أنه بعد مرور عامين على إجراء العملية ظهرت لديها آلام جديدة فى منطقة الجراحة، واستمر ظهور التعرجات بالجلد، وقد توجهت إلى المركز مرة أخرى فأخبروها بأن هذه آثار طبيعية وليست هناك خطورة فى ذلك، و قررت اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المركز.

«الأهرام» فتحت هذا الملف وناقشت مع المختصين فى مجال طب وجراحة عمليات التجميل الأسباب التى أدت إلى هذه الأخطاء.. وكيفية تجنب الكوارث التى تخلفها عمليات التجميل.. والمحاذير حول استخدام بعض المواد داخل أروقة «سناتر» ومراكز التجميل التى انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت خطرًا يحيق بكل من يقترب من أبوابها.

وعن كيفية تأثير مستحضرات التجميل على جلد الإنسان.. سألنا الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، والذى قال : إن انتشار غير المؤهلين فى عيادات التجميل مؤشر خطير بل ويمثل خطورة كبيرة على صحة المواطنين، خاصة من السيدات اللاتى يقدمن على هذه الجراحات، حيث يقوم هؤلاء بممارسات طبية قاتلة كالحقن واستخدام الليزر، والتى ربما تؤدى فى بعض الأحيان إلى تشويه بعض الأوتار والأنسجة الجلدية، حيث ان الطبيب المتخصص فى جراحات التجميل هو الملم بسير الأعصاب والشرايين أسفل طبقات الجلد، والتى تحتاج إلى عناية من نوع خاص، كما أن البعض يلجأ إلى استخدام «الفيلر» فى بعض الشرايين، والذى يمكن أن يتسبب فى تشوه الجلد أو انسداد تلك الشرايين.

يضيف د0 هانى : عند إجراء جراحات باستخدام الحقن أو الصنفرة والليزر لا بد من الوضع فى الاعتبار أن هذه الأصناف تحتوى على مواد كيميائية وينبغى أن يكون القائم عليها طبيبًا متمرسًا فى هذا المجال، خاصة أن هناك بعض المواد التى قد تتسبب فى إحداث تشوهات جلدية وبقع سوداء وتصل فى بعض الأحيان إلى حدوث حروق، مشيرًا إلى أن هناك أصنافا من الكريمات المستخدمة فى عمليات تقشير البشرة تتم صناعتها بتركيزات مختلفة بدون وجود إشراف طبى عليها ويتم تداولها فى منافذ غير شرعية، وهنا يأتى دور الأجهزة الرقابية فى محاصرة هذه الظاهرة.

ويناشد الدكتور الناظر المواطنين عدم الإكثار من جلسات فرد الشعر بالكريمات المركبة أو التى يتم استخدام «الكرياتين» أو «الفورمالين» باختلاف المسميات، والتى تسبب أضرارا بالغة لفروة الشعر، بل يصل الأمر أحيانا إلى الإصابة بالأمراض السرطانية الخطيرة علاوة على التعرض لمشكلات تساقط الشعر والحساسية وغيرها من مسببات الإفراط فى تلك المواد، محذرًا الفتيات والسيدات بعدم الاعتماد على شراء المواد التى يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام المجهولة ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنها لا تخضع لرقابة وزارة الصحة، و تكون مجهولة المصدر ومسببة لأمراض خطيرة جدًا.

الدكتور رامى العناني،استشارى جراحة التجميل والليزر، يرى أن المشكلة فى مجتمعاتنا الشرقية أننا نعتقد أن طبيب التجميل ساحر وليس مجرد طبيب، أو أن فى استطاعته أن يصنع المستحيل،و أنه يملك عصا سحرية تحول كل مستحيل إلى ممكن.. ولذلك هناك إقبال كبير على مستوى العالم على مراكز التجميل من النساء والرجال أيضًا.. ولكن نسبة النساء تصل إلى 60% بينما الرجال 40%، وهذا يحدث فى مصر بشكل واضح، كما أن زيادة اللجوء إلى جراحات التجميل خلال الوقت الراهن مؤشر يتزامن مع التغيير الذى طرأ على الطب فى العالم والتقنيات الحديثة التى تم إدخالها على هذا القطاع،حتى أصبح الأمر يلقى رواجا لدى شريحة عريضة من الناس، وهو ما تترتب عليه زيادة المخالفات فى ذات الوقت بالمقارنة بالسابق..

وأضاف العنانى أن هناك فروقا كبيرة بين «البوتوكس» و»الفيلر»، فالبوتوكس يعمل على العضلات الداخلية للوجه لتقليل نشاطها وبالتالى تقليل الخطوط التعبيرية الموجودة بالوجه، أما الفيلر فهو مادة تعويضية يتم حقنها تحت الجلد وتساعد على تحفيز الكولاجين والقضاء على الخطوط الثابتة بالوجه والبلازما تعمل على الطبقات الخارجية للجلد.

ويضيف: فى بعض الأحيان يكون المريض فى احتياج الى طبيب نفسى وليس طبيب تجميل، حيث يعانى من اكتئاب ورغبة فى التغيير من خلال التجميل وعندما لا تحدث معه النتيجة المرجوة يزيد لديه الاكتئاب، مشيراً إلى أنه يتم استيراد كل الاجهزة المستخدمة من الخارج، وأنه ليست لدينا آليات لتصنيع هذه الاجهزة ولكن يتم التدريب على التعامل معها، ونحن نملك أطباء ذات كفاءة عالية فى التعامل معها واستخدامها.

وأضاف ان اخطاء عمليات التجميل موجودة على مستوى العالم وليس فى مصر فقط، وهناك نسبة 5% من هذه الاخطاء، وهى نسبة طبيعية حددتها منظمة الصحة العالمية وتتوقف على خبرة الطبيب وكفاءته ومدى التزامه بالمعايير الطبية والمواد المسجلة والآمنة، وبعض المرضى يعتقد ان مضاعفات ما بعد العملية هى اخطاء طبية، ولكن هناك فرقا بين الاثنين، ويجب على الطبيب توضيح هذه المعلومة جيداً، حيث ان كل حالة تختلف عن الأخرى من حيث طبيعة الجلد والخيوط المستخدمة فى العملية، مؤكداً أنه يجب ان تكون هناك شفافية بين الطبيب والمريض وتوضيح كل المعلومات والنتائج المتوقعة بصراحة حتى لا يحدث خيبة امل لدى المريض.

وكانت لمجلس النواب وقفة فى هذا الأمر.، وهو ما أوضحته الدكتورة شادية ثابت، عضوة لجنة الصحة بمجلس النواب، والتى أكدت أن المجلس وافق أخيرا على مشروع قانون هيئة الدواء المصرية، وقد جاء فى البند الثانى من المادة الأولى بالنسبة للمستحضرات الطبية أن كل منتج أو مستحضر يحتوى على أى مادة أو مجموعة من المواد والتى تستخدم بغرض العلاج أو الوقاية أو التشخيص فى الإنسان أو الحيوان، أو يوصف بأن له أثرا طبيا آخر أو بهدف استعادة أو تصحيح أو تعديل الوظائف الفسيولوجية من خلال القيام بتأثير فارماكولوجى أو مناعى فى الصحة العامة، وذلك طبقا للمرجعيات والمعايير وكذلك أى مستحضرات أو مواد قد تستحدث طبقا لمستجدات العلم أو المعايير والمرجعيات العالمية، ضرورة مراجعة المواد الفعالة لهذه العناصر.

وأضافت عضوة لجنة الصحة بمجلس النواب أن عمليات «البالون» التى يتم إجراؤها بهدف التخسيس خطيرة،وقد أودت بحياة العديد من المرضى لما يمثله هذا النوع من حساسية فى التعامل ومشاكل فى العمليات، كما أننى أحذر المرأة الحامل من عدم التعرض لمواد الكرياتين والتى تمثل خطورة فى إحداث التشوهات للجنين، بل تؤدى فى بعض الأحيان إلى حدوث فقدانه، نظرًا لانبعاث رائحة نفاذة من هذا النوع من المواد التى تخترق أنسجة الجسم وتصل إلى الجنين داخل بطن الأم ويتعرض لهذه الأضرار، مضيفة : ضرورة اللجوء إلى استخدام الأصناف «الأورجانيك» فى تجميل البشرة وإن كانت أقل تأثيرًا لكن تظل أكثر أمانًا وجودة من المواد الكيميائية التى تهدد صحة الإنسان.

الدكتور على محروس، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص الطبية بوزارة الصحة السابق، أكد أن الأجهزة المعنية لا تألو جهدًا فى مطاردة وضبط العديد من المخالفين، لكن هذه الجهود لم تكن الحل القاطع والمانع من انتشار هذه الظاهرة، وهنا يأتى دور المواطن فى إبلاغ وزارة الصحة عن الحالات حال رصده لأى أماكن تعمل بالمخالفة فى طب التجميل أو المنافذ التى تروج لبيع مثل هذه المواد، كما أن انتشار مستحضرات التجميل المجهولة المصدر والإقبال عليها يرجع إلى ارتفاع أسعار المواد المسجلة أو التى تحمل ترخيص وزارة الصحة، وهنا يجب على المواطن الاطلاع على «الباركود» المسجل على العبوة أو المادة التى يستعملها للتأكد من مدى صحتها وخضوعها لكل اشتراطات الأمان التى تحددها الوزارة ومنظمة الصحة العالمية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من مستحضرات التجميل المصنعة تحت «بير السلم» تتسبب فى حدوث التهابات وتشوهات البشرة والجلد بل وربما يتطور الأمر إلى الإصابة بالأمراض الخبيثة.

ويضيف الدكتور محروس، أن مفتشى الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة مسئولون بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية عن التفتيش على سلامة هذه العبوات داخل المنافذ المعتمدة والصيدليات، ومحاصرة المصانع غير المرخصة التى تقوم بصناعة هذه المستحضرات، واتخاذ الإجراءات القانونية مع كل من يخالف الضوابط، أو يبيع منتجات مجهولة المصدر، وذلك عن طريق سحب العينات مع توقيع غرامة مالية على المخالفين فى أول مرة ثم سحب الترخيص فى المرة الثانية، كما تمنع الوزارة مراكز التجميل أو العيادات الطبية المتخصصة فى الجراحات والعلميات من بيع الأدوية ومستحضرات التجميل أو أى أدوية أخرى تتعلق بأى تخصص، وذلك فى قرابة 100 ألف منشأة طبية معتمدة على مستوى الجمهورية لضمان الالتزام بشراء هذه الأصناف من أماكنها المخصصة وهى الصيدليات.

الدكتور مدحت رزيق، صاحب إحدى شركات المستلزمات الطبية، يقول:لاحظت تضاعف استيراد منتجات التجميل  فى الفترة الاخيرة بنسبة كبيرة، حيث كانت تمثل فى السابق 1% وأصبحت الان 3% حيث تضاعفت 3مرات فى خلال 10سنوات،وهذا يدل علي  زيادة الإقبال على عمليات التجميل بصورة كبيره وهذا الرقم يعتبر كبيرا لأنه يمثل شريحة معينة من المجتمع.

ومن ناحية أخرى يقول  احمد سامي، رئيس شعبة المستلزمات الطبيه والتجميل باتحاد الصناعات، ان مصادر المنتجات الطبية نوعان: الاول يكون مهربا بصورة غير قانونية عن طريق الطبيب، والنوع الثانى من خلال شركة طبية مسجلة،ويكون المنتج مسجلا لدي  وزارة الصحة.. وبعض المستلزمات الطبية تكون بدون ترخيص أو تسجيل مثل الأربطة والشاش وأحزمة البطن، ووزارة الصحة لا تسجل هذه المنتجات. 


احدى الحالات المصابة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق