فى 2/12/1995 صدر قرار المجلس الأعلى للآثار بضم وتسجيل قصر ألكسان باشا بأسيوط إلى قائمة الآثار الإسلامية كما أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بتحويل القصر إلى متحف كشاهد على ملامح عصر كامل مضى، تميز بالجمال والروعة والإبداع والفن الجميل، وليسقط القصر فى يد المحافظة، ولا يحدث تحرك فعلى على الأرض، وما بين إصدار القرار والتنفيذ الفعلى ننتظر...
............................................
والسؤال الآن، متى يصبح قصر ألكسان متحفا قوميا ومزارا يطلع فيه المواطنون والسياح والوافدون لأسيوط على ملامح حقبة فريدة وعريقة من تاريخ شعب وحضارة أمة من خلال هذا القصر الأثرى؟.
تأتى أهمية القصر / المتحف لإمكانية احتوائه على أكثر من 2500 قطعة أثرية تحكى تاريخ محافظة أسيوط عبر العصور القبطية والرومانية والفرعونية والإسلامية، هذه الآثار موجودة داخل إحدى المدارس ولكنها غير متاحة بصورة جيدة للزائرين، بالإضافة إلى ما كان يحتويه القصر فعليا من لوحات ومقتنيات نادرة لصاحبه ألكسان باشا، وإعادة آثار أسيوط المكدسة فى المتحف المصرى بالتحرير، والتى كان سيد بك خشبة قد استخرجها من الجبل الغربى بأسيوط، فى أوائل القرن الفائت.
إن الهدف من تحويل هذا القصر لمتحف قومى و الإسهام فى إنشاء مكتبة عامة فى الطابق الأرضى منه تدعم للواقعين الثقافى والسياحى من جهة ويعزز الهوية الوطنية، هذا القصر الأثرى الفريد أنشئ فى أسيوط عام 1910م.
شيد القصر على مساحة 7000 م 2 تقريبا مبنى وحديقة ويتكون مبنى القصر من طابقين، وواجهات القصر تحتوى على زخارف و كرانش مميزة وعقود نصف دائرية وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف على الطراز الإغريقى ويتوج الشبابيك كرانش غاية فى الروعة والدقة وأسفلها زخارف بارزة بشكل مستدير وشكل نصف كروى لا مثيل له مما أضفى على مبنى القصر رونقا وجمالا معماريا وفنيا متميزا.
القصر له طراز فنى ومعمارى فريد من نوعه، تم بناؤه وأعد وفقا لنظام الحوائط الحاملة، وشارك فى البناء فنانون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز مما أكسبه تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا جعله يتفرد ويكون واحدا من أكبر المعالم المميزة لمحافظة أسيوط بحق. ويعد قصر ألكسان باشا واحدا من أقدم وأفخم القصور التى كانت تزخر بها مدينة أسيوط، وطالتها يد الهدم ومعاول الإزالة لإقامة أبراج سكنية ضخمة بدلا منها، لا يحمل بناؤها أى لمسة جمالية أو ملامح إبداع فنى أو معمارى، لكن قصر ألكسان من القصور القليلة والنادرة الذى نجا بأعجوبة من مقصلة الهدم والإزالة ليقف عملاقا شامخا بموقعه الفريد والمتميز وحديقته الكبيرة فى شارع الثورة بحى شرق أسيوط.
ومن المعروف أن ألكسان باشا كان محاميا من أثرى أثرياء أسيوط وقد نزل فى ضيافته الملك «فؤاد الأول» أثناء زيارته لأسيوط خلال عام 1935م.
كيف نجا القصر من معاول الهدم؟
تروى هنا فى أسيوط حكاية غير مؤكدة بأن مافيا فساد المحليات قديما طلبوا مبلغ مليون جنيه من ورثة صاحب القصر حتى ينهوا القضية المرفوعة ضدهم لعدة سنوات، وعند رفضهم لتقديم هذه الرشوة لكبيرهم كما هو متبع فى قصور أسيوط التى هدمت فى الفترة السابقة، توعدهم وأقسم بأن القصر سيكون للمحافظة، وهكذا شاءت الأقدار.. أن يستقر القصر أخيرا لمحافظة أسيوط.
أسيوط بلا مكتبة عامة
وأخيرا تزداد الدهشة عندما نعلم ان محافظة بمكانة وحجم أسيوط لا تمتلك مكتبة عامة واحدة منذ بداية سبعينيات القرن الفائت تقريبا.
لا نحلم بمكتبة تضاهى دار الكتب المصرية، أو متحف قومى كمتحف التحرير، ولا يصل الحلم لإنشاء دار أوبرا كأوبرا الإسكندرية أو أوبرا دمنهور، فقط متحف للبلد ومكتبة عامة يكون لهما نشاط تنويرى للمنطقة، وحتى لا نتعجب ونسأل كمن لا يعلم:
من أين يأتى العنف والسلوك العدوانى؟!
وليبقى هذا القصر تائها ما بين المحافظة ووزارة الآثار ووزارة الثقافة ويبقى شعب أسيوط يفتقد تحفة غالية وجزءا من تاريخه. ويبقى فقط محبو أسيوط وعشاقها ومن يقدر قيمة القصر الواضحة للعيان، وتاريخه الطويل، يلتقطون له الصور من وقت للآخر، وكلهم ألم وحسرة على القصر... قصر ألكسان باشا أو متحف ومكتبة أسيوط.
رابط دائم: