هبطت أسعار الدولار بنحو 55 قرشا خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتسجل حاليا نحو 16.48 جنيه للشراء و16.58 جنيه للبيع، مقابل 17.03 جنيه للشراء و17.13 جنيه للبيع فى 13 مايو الماضي، وذلك بسبب زيادة تدفقات النقد الأجنبى من مختلف الموارد وتحسن مؤشرات الاقتصاد.
وقالت مصادر مصرفية للأهرام إن التراجع المستمر فى سعر الدولار وتحسن الجنيه، يعكس نجاح سياسات البنك المركزي، وعودة التعاملات للقنوات الشرعية، موضحة أن السوق يشهد وفرة كبيرة فى موارد النقد الأجنبي، خاصة مع تحسن ايرادات السياحة وزيادة الصادرات، بالاضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وهو ما أعطى حالة من الاطمئنان والثقة لدى المتعاملين بالسوق خاصة المستوردين بقدرة البنوك على تلبية احتياجاتهم من الدولار فى أى وقت.
وأضافت المصادر أن السوق يشهد حالة من الاستقرار الشديد، حيث لم يشهد لشهور طويلة أى أزمات أو ارتفاعات فى أسعار الدولار، بل يشهد انخفاضا متواصلا أسبوعا بعد آخر، حيث تراجع الدولار بنحو 130 قرشا منذ أواخر ديسمبر 2018 أى خلال 8 أشهر، حيث كان قد سجل فى 28 ديسمبر 2018 نحو 17.78 جنيه للشراء و17.88 جنيه للبيع.
وأوضحت المصادر أنه منذ ذلك التاريخ، اتخذ الدولار اتجاهه الهبوطي، وبدأ الجنيه يتحسن بشكل واضح مدعوما بالكثير من العوامل، والتى تتركز فى زيادة موارد النقد الأجنبي، مشيرة إلى أن ما أعطى أيضا حالة من الارتياح فى السوق ارتفاع الاحتياطى الأجنبى إلى 44.9 مليار دولار بنهاية يوليو الماضى محققا أعلى مستوى فى تاريخه، لذلك فان كل المؤشرات تشير إلى مزيد من التراجع فى سعر الدولار فى الفترة المقبلة.
وشددت المصادر على أن تحديد سعر العملة الأجنبية بالبنوك يتم عن طريق البنوك وطبقا لآليات العرض والطلب، كما أنه يتسم بالمرونة الشديدة، مؤكدة أن البنوك لديها حصيلة كبيرة من النقد الأجنبى وهذا مؤشر يؤكد اتجاه المتعاملين للقنوات الرسمية وأنه لم يعد هناك أى وجود للسوق الموازي، حيث نجح المركزى فى القضاء عليه تماما.
وقالت مصادر بشركات الصرافة، إن الفترة التى سبقت عيد الأضحى المبارك شهدت وفرة كبيرة فى جميع العملات وخاصة الدولار، وذلك بسبب عودة المصريين لقضاء العيد فى مصر، ونشاط السياحة العربية، بالاضافة إلى قيام الكثيرين من حائزى الدولار بالتخلى عن بعض ودائعهم الدولارية لتلبية احتياجات العيد من ناحية، والتخوف من مزيد من التراجع فى سعر الدولار من ناحية أخري، خاصة أن اتجاهه النزولى لم يتوقف منذ أكثر من 8 أشهر.
واشار إلى أن اللافت فى التعاملات أن الطلب على الدولار بكميات كبيرة يكاد يكون متوقفا تماما، واقتصرت التعاملات على مبالغ محدودة لزوم موسم الحج أو السفر للسياحة أو غير ذلك، وذلك نتيجة قيام البنوك بتلبية احتياجات عملائها من المستوردين بشكل كامل.
وأكد أن المعروض من النقد الأجنبى يفوق حجم الطلب عليه، لذلك تتجه الشركات لبيع الفائض إلى البنوك، مشددا على أن شركته باعت مبالغ كبيرة من الدولار والعملات العربية للبنوك خلال فترة ما قبل العيد، لعدم وجود طلب عليها من العملاء.
وأكد أن الهبوط لم يتوقف على سعر الدولار فحسب، بل طال جميع العملات الأخري، حيث هبطت أسعار اليورو بنحو 172 قرشا خلال 8 أشهر لتسجل 18.46 جنيه حاليا، مقابل 20.18 جنيه فى أواخر ديسمبر الماضي.
ونفس الحال بالنسبة للجنيه الإسترلينى الذى فقد نحو 245 قرشا ليسجل حاليا 19.98 جنيه، مقابل 22.43 جنيه قبل 8 أشهر، كما فقد الريال السعودى نحو 35 قرشا ليسجل 4.40 جنيه، مقابل 4.75 جنيه، اما الدينار الكويتى فقد تراجع بنحو 4.25 جنيه ليسجل 54.25 جنيه، مقابل 58.50 جنيه.
رابط دائم: