رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عرفة.. عيد أهل الموقف

حسـنى كمـال

يوم عرفة يوم عظيم من أيام الله تعالي، بعده يأتى يوم النحر، يوم عيد الأضحى المبارك، وفى يوم عرفة يعظم الأجر، فيشمر المخلصون والمشتاقون عن سواعدهم، ويلهجون بالدعاء، رغبة ورجاء رحمة الله ومغفرته عز وجل.

ويقول الدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة الإسلامية، إن يوم عرفة هو أفضل أيام العام كما قال أهل العلم. ويعود فضله على سائر أيام العام لأنه يكفر سنتين ماضية وقابلة، كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة، قال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة).

ويعظم يوم عرفة لأنه يمثل يوم عيد لأهل الموقف (الحجيج) يوم تمام ركن الحج الأكبر وهو الوقوف بعرفة. وقال النبى صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام). وفى هذا اليوم أيضا يكثر العتق من النار فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة).

ويسن إحياء ليلة عرفة بالإكثار من الدعاء، فقال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء هو يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). كما يسن التكبير عقب الصلوات من بعد فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، هذا بالإضافة إلى التكبير بشكل عام من أول ذى الحجة، حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضى الله عنهما يخرجان إلى السوق يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

ويقول الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر: خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم عرفة وفيه يباهى الله بأهل عرفة أهل السماء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء، يهبط الله تعالي، إلى السماء الدنيا، فيباهى بالحجيج ملائكته، ويتفضل عليهم بالمغفرة، ويشهد الملائكة أنه قد غفر لهم، بعد أن أتوه شعثا غبرا).

ويوضح د. أحمد حسين أن المقصود بتكفير سنة مستقبلة لمن صام يوم عرفة أن الله تعالى يحفظ العبد الذى قبل صيامه من المعاصي، ويكرهها له، ويبغضها له، فيبتعد العبد بتوفيق الله عنها، مشيرا إلى أن هذا اليوم منحة ربانية عظيمة تأتى فى العام مرة واحدة، كما هو الحال فى ليلة القدر عظيمة القدر والأجر، فها هو يوم عرفة، الذى يتخلل العشر الأول من ذى الحجة، ومن قبلها العشر الأخيرة من رمضان، والعشر الأول من المحرم، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، فهى أزمنة فضلها الله، ومنحها لنا، فمن تحراها بصدق وإخلاص وأدى حق الله فيها، وبذل جهده لنيل المقصود من مغفرة الله ومثوبته، كان له ذلك بإذن الله (ولمثل هذا فليعمل العاملون).

ومن حكمة صيام يوم عرفة لغير الحجاج، أن يستشعر غير الحاج الروحانية فى هذا اليوم، ويشارك الحجاج الشعور بالقرب من الله، أما الحاج فعدم صيامه أولي، كى يتقوى على أداء المناسك، وكى لا تجتمع عليه المشقة المضاعفة، مشقة الصيام، ومشقة أداء النسك. فلو صام الحاج لشقت عليه المناسك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق