ما كانش مصاحب الجامع
ولا حافظ من القرآن
غير الفاتحة وسورة العصر
و كان يصحى مع العصافير
ويرجع فى المسا شايل فى كفه الخير
صديق للكل
حنون على بقرة كان دايما ينادبها بأم السعد
يمرر كفه بالراحة على راسها كأنها طفل
يقول لأمى بؤونة حر
هنعمل ليها ضليلة
أبويا كان ما بيحبش ساعات اليد
وتقويمه لا هو هجرى ولا ميلادى
حصاد الغلة تقويمه
ظلال الشمس بتحدد ساعات يومه
وكان دايما بشوش الوجه يحب المغنى
ويدندن مع الصيييت وحافظ شعر
ويتمزج بعزف الناى
يحس بروحه مرتاحة فى ساحات الذكر
وكنت ساعات اشوفه يغنى للقمرى
بصوت يمكن ما كانش جميل لكنه كان يخش القلب
مواويله حافظها بالسماع يمكن ما يعرفش اللى كاتبها
لكنه كان يدندنها بسعادة وحب
أبويا كان طويل حبة وله هيبة وله طلة
تحس كأنه نهر النيل تشوف دايما فى وشه الخير
وكان يشبه غيطان القمح
وكان قادر يجيب دايما معاه الفرح فى لمتنا وسهرتنا
وحواديتنا عن الشاطر وست الحسن
وعن نداهة بتنادى الشباب فى الفجر
وعن زينة الشباب مرعى
اللى صابه السحر
وكنا ننام ونطلق خيل خيالنا البكر فى الاحلام
أبويا كان تملى يتابع النشرة ويفهم حبة فى الكورة
وفى القيالة يسند راسه على كتف الزمان الأخضر
ويتمدد فى ضل التوتة مطمن وهادى البال
فلا صراعات و لا انتماءات و لا تعقيد
بسيط جدا على الفطرة
بياض القطن من قلبه
خضار الأرض من كفه
شعاع الشمس من روحه
ومتصالح مع روحه
يسبح ربنا فى قلبه ودينه الحب
برغم انه ما كانش مصاحب الجامع
ولا حافظ من القرآن غير الفاتحــة وسورة العصر
رابط دائم: