رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تونى موريسون.. سرد التاريخ بمداد نبذ التحيز

كتبت ــ هبة عبد الستار

أنا افضل عدم التكيف مع بيئتي.  أرفض سجن «أنا» واختار المساحات المفتوحة لـ «نحن».. ككاتب، ما نقوم به هو أن نتذكر. ولتذكر هذا العالم يجب أن نصنعه.. هكذا كانت تؤمن الكاتبة الأمريكية تونى موريسون، التى رحلت عن عالمنا عن عمر 88 عاما، مخلفة إرثاً أدبيا ونقديا ثريا يتحدى الاضطهاد والتهميش، ويناضل من أجل حقوق الأمريكيين السود، فكانت كتاباتها تعبيرا عن جميع المضطهدين والأقليات.

وُلدت لأسرة من الطبقة العاملة السوداء. ودرست الأدب الإنجليزي لتنال شهادة الماجستير من جامعة كورنيل. وفي مسيرتها الروائية، غلبت «التجربة الأمريكية السوداء» على جوهر رواياتها، التي كانت تتناول فكرة المجتمع غير العادل، حيث تكافح شخصياتها لتجد نفسها وهويتها الثقافية. ووظفت موريسون «الأسلوب الشعري» و «الأساطير الفلكلورية».

كانت أول كاتبة أمريكية سوداء تفوز بجائزة نوبل للأدب، ولكن كتاباتها تجاوزت حدود «لون البشرة»، لتعبر عن القيم العالمية دون انحياز. فضحت موريسون ما وصفته بــ « فقدان الذاكرة الوطني»، في إشارة إلى الانتقائية في عمليات التوثيق والاحتفاء الأدبي والتاريخي، وذلك على أسس عنصرية. أتت روايتها الأولى «العين الأكثر زرقة»، لتصور فتاة سوداء مراهقة مهووسة بمعايير الجمال الأبيض، معتقدة أن تلك المعايير ستحل مشاكلها، فكانت إدانة لفشل العالم فى رؤية الجمال الأسود حتى بين السود أنفسهم.

حول أولى روايتها، أكدت موريسون في إحدى اللقاءات أنها كتبت الرواية التي ظلت تفتش عنها بالمكتبات لأشهر، على أمل أن تجد مثل هذه الحبكة ولم تجدها أبدا. وركزت رواية » صولا« على أزمة عدم قبول الاختلاف بالمجتمع، والصراعات بين العرق والطبقة والجنس.

أما روايتها الشهيرة «محبوبة»، فقد نالت عنها جائزة «بوليتزر للأدب» والتي تحولت إلى فيلم عام 1998 من بطولة الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري . فيما ركزت «جاز» على الثقافة البيضاء. واشتهرت روايتها «أغنية سليمان»، بأنها واحدة من الكتب المفضلة للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، لتناولها عهد الحقوق المدنية في الخمسينيات والستينيات.

وتأتى روايتها الأخيرة «يساعد الله الطفلة» ليتناول معاناة «برايد» الفتاة السمراء لأبوين من ذوى البشرة البيضاء مع مشاعر الرفض وعدم التقبل. ويعد «الكتاب الأسود» من أبرز كتابات موريسون النقدية، وهو مختارات عن حياة الأمريكيين من أصل إفريقي، كان له تأثيره الكبير على الأنثروبولوجيا والثقافة السوداء، وكذلك «فم ممتلئ بالدم» الذى يضم منجزها خلال 40 عامًا من مقالاتها وخطبها وتأملاتها ، بما في ذلك أفكارها حول السياسة والفن والكتابة. 

كما أن دورها كمحررة بدار «راندوم هاوس» للنشر، طور من دورها «التنويري وجعلها» أم روحية« لجيل كامل من المؤلفين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. وشغلت منصب أستاذ للأدب الانجليزى بجامعة برينستون، حتى تقاعدها عام 2006، وفي 2008 أعلنت دعمها لباراك أوباما، وبعد أربعة أعوام، منحها أوباما "وسام الحرية" الرئاسي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق