لموسم الحج ومصر تاريخ طويل وتاريخ محبب، له عند المصريين مكانة خاصة. والأوراق التى توثق هذا التاريخ عديدة، أبرزها ما يرد عن تشكيل أول بعثة حج رسمية تمثل مصر.
تم تشكيل بعثة الحج الرسمية الأولى فى عصر الخديو عباس حلمى فى عام 1901ميلادية. وتم تعيين إسماعيل صبرى باشا الطوبجى أميراً للحج.
كما صدر أمر عسكرى فى 5 ذى القعدة بتعيين اللواء إبراهيم رفعت باشا « قومندان» لحرس المحمل، بالإضافة إلى تعيين 180 ضابطاً وصف ضابط وعسكرياً حرساً للمحمل.
ويوضح إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب، أن احتفالات مصر بإرسال الكسوة للكعبة المشرفة جرت فى 27 شوال سنة 1318هجريا، الموافق 16 فبراير 1901ميلاديا.
وتضمنت الاحتفالات نقل المحمل إلى وكالة «الست» بالجمالية، ونقل الكسوة من مصنعها بالخرنفش إلى المصطبة بميدان صلاح الدين المعروف بميدان القلعة أو ميدان محمد علي. وأصدرت وزارة المالية وقتها قراراً بتعيين الشيخ يوسف المرجاوى إماماً للمحمل.
وأوضح عنانى أن جملة من كان فى خدمة المحمل فى هذه السنة 473 شخصاً، وقد كان الهدف الأساسى لهذه البعثة هو حمل كسوة الكعبة المشرفة التى كانت تصنع فى القاهرة كهدية من الحكومة والشعب المصرى، بالإضافة إلى الخدمة المنزهة لضيوف الرحمن من كل الأجناس بما تضمه البعثة من أطباء وسقائين وطباخين، للعمل على إطعام للفقراء.
ولم تكن الرحلة تكلف الكثير، فمثلاً كان يؤخذ من كل حاج فى ميناء السويس 32 مليماً ضريبة الحجر الصحى وكانت أجرة السفر بالسفينة التى تنقل المحمل وموظفيه 5 جنيهات مصرية.
أما فى جدة فكان يؤخذ من كل حاج ثمانية قروش رسم الحجر الصحى وقرشان رسم إجازة السفر وكانت وسيلة الانتقال من جدة إلى مكة هى الجمال وكانت أجرة الجمل من جدة إلى مكة 6 ريالات، ما يوازى 10 قروش مصرية، وأجرة الجمل من مكة إلى المدينة 33 ريالاً، ما يوازى 660 قرشا.
رابط دائم: