رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«تأخر الأكل» وراء 75٪ من أسباب ضرب الزوجات

سارة طه أبوشعيشع

تقوم الحياة الزوجية على الاحترام المتبادل وللوهلة الأولى يبدو استمرار هذه الحياة مع سلوك مهين مثل الضرب أمرا فى حكم المستحيل، لكن الواقع يقول لنا غير ذلك حيث إن هناك زوجات يضطررن لتحمل هذا السلوك الشاذ وأزواج يستمرئون هذا السلوك فكيف ذلك؟وما الحل؟.

تقول إحدى السيدات المتزوجات و هى تروى مأساتها مع زوجها إنها تتعرض للضرب منه باستمرار رغم أنها تعلم أنه يخونها فإنها كانت تتجاوز عن ذلك وتتحمل الضرب والإهانه فليس لها معين على مشاق الحياة، ووالدها لا يساندها مع عدم وجود مصدر مادى خاص بها فأصبح قبول هذا الوضع هو السبيل الوحيد للمضى امامها، وتقول أخرى إن زوجها أحيانا عندما يغضب يلقى بالأشياء فى وجهها وأنها تفر إلى غرفتها لتحتمى فيها منه.

وفى هذا الشأن يحدثنا الدكتور وليد هندى إستشارى الصحة النفسية قائلا أن هناك دراسة تؤكد أن زوجة من كل 3 زوجات تتعرضن للضرب وهى حامل أى وهى فى أقصى لحظات الضعف، وأنه كلما تقدم العمر بالزوجين انخفض العنف فيما بينهما

ويشير إلى أن هناك أسباباً حقيقية و كامنة للعنف و من تلك الأسباب: زرع ثقافة العنف لدى الرجل من خلال البيئة المحيطة أو الانترنت أو مشاهد العنف بالدراما أو بعض منصات الإعلام التى تؤكد الصورة العنيفة للرجل الذى لا يتردد فى سب وصفع الزوجة باعتبارها الصورة الأكثر واقعية له والتنشئة الذكورية بتفضيله على أخته أو مشاهدته الاب يهين ويضرب الأم.

كل هذا بالإضافة إلى بعض السمات الشخصية لديه كاضطرابات نفسية وسلوكية، كمتلازمة القلق، وعدم تحمل المسئولية، ومتلازمة كراهية المرأة وتعاطى المخدرات.

ويضيف أنه حسب الدراسات فإن 75 %من حالات الضرب تكون بسبب تأخر الأكل أو حرقه! و25% فى حالات الجدل والعناد كما فى حالة.. إسراف المرأة أو بخل الرجل أو التحدث فى التليفون أو استخدام الانترنت لوقت طويل.

السباب بداية الطريق للضرب

ودائما ما يبدأ الضرب على مراحل المرحلة الأولى هى ما قبل الضرب كالصوت العالى والسباب والإلقاء بالأشياء والتهديد. والمرحلة الثانية بداية الضرب حيث يبدأ الرجل فى دفع الزوجة ومحاولة تقييدها عن الحركة. المرحلة الثالثة (الضرب المتوسط) وتشمل الاعتداء بالضرب على الوجه و شد الشعر.

والمرحلة الأخيرة الضرب العنيف وتشمل محاولة الخنق والضرب بأشياء كالعصا والحزام وقد تتطور إلى استخدام سكين أو زجاج مكسور. وعلى الزوجة الحذر والعمل على منع تطور المراحل المذكورة من البداية.

ورغم ما تتعرض له المرأة من ضرب من الزوج، فإنها كثيرا ماتوجد مبررات لتحمل ذلك كعدم وجود مصادر للرزق أو سكن مستقل أو من اجل الأبناء أو وجود ما يسمى الخلاص العاطفى كادعاء طيبة الرجل أو حنيته فى أوقات أخرى أو حبها له، كما أن الخوف من فكرة الطلاق يجعلها تتحمل ما تتعرض له من ضرب.

وتقول الكاتبة والإعلامية الحقوقية رباب كمال إن هناك حلقة مفرغة من الجدل حول ضرب الزوجات قد جعل النساء تحت سطوة الموروث وجعل من الضرب غير المبرح شيئًا مقبولًا وأخذنا هذا الجدال اليوم ونحن فى الألفية الثالثة لمناقشة ما هو مباح وما هو ليس مباحًا فى ضرب المرأة، ووجدنا أنفسنا فى مأزق وبدلا من الدفاع عن المرأة ضد الضرب اغرقنا انفسنا فى جدال ثقافى ودينى وسط سيل من المرادفات والتفسيرات التى تتعامل مع النص الدينى ومن يريد استغلاله لتبرير هذا العنف أو من لا يعنيه إلا اتخاذ موقف الدفاع أو رد الشبهات و هناك من يحاول إمساك العصا من النصف بدعاوى أن الضرب حق للرجل مادام غير مبرح.

إن أردنا حلا لهذه المشكلة حقا يجب أن نتفق أن العنف بشكل عام ضد الطبيعة الإنسانية السوية ولا بد من تأكيد ذلك بمناهج تعليمية واضحة المعنى وبخطاب إعلامى يناهض خطاب الكراهية ضد المرأة والفتيات الصغيرات وبحملات توعية، وبالتمكين الاقتصادى والمالى للمرأة وقد لا تكون هذه حلولًا نهائية للتحرر من سطوة الموروث، ولكن على الأقل هى مجرد بداية لتنشئة جيل يتمتع بالصحة النفسية ولا يجد مبررات لضرب الزوجات أو العنف ضد المرأة أيًّا كان السبب أو المبررات.

التطبيع مع العنف ضد المرأة

المشكلة هنا هى معاملة المرأة معاملة الملكية الخاصة والأصل أن المرأة حرة العقل والجسد ولا يحق لأحد أن يلمس لها طرفًا ليس تعطفًا وتنازلًا من الرجل؟ وإنما بمقتضى حقها الأصيل كمواطنة وإنسانة.

وعلى صعيد آخر كان من أخطر الرسائل الإعلامية التى تم توجيهها فى العالم العربى للنساء ما أذاعته إحدى القنوات العربية عام 2016 فى اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة وبدلا من إذاعة مواد إعلامية عن خطورة ممارسة العنف ضد النساء، أذاعت فقرة عن كيفية إخفاء آثار الضرب بالماكياج فى برنامجها!. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق