أنا سيدة عندى خمسة وثلاثون عاما، وكان والدى رحمه الله تاجرا ميسور الحال، ووالدتى سيدة فاضلة لم تنجب غيرى أنا وأختى، وتوفى والدنا وأنا فى الصف الثالث الإعدادى، وتولت والدتنا تربيتنا، وتزوجت أختى بعد انتهاء دراستها الجامعية، ثمّ رحلت أمنا عن الحياة، وأنا فى السنة الأخيرة بالجامعة، وعشت مع أختى فى بيتها، وكان زوجها لى نعم الأخ، وقد تقدم لى عدد من الشباب للزواج، ولم أكن أفكر فى الزواج فى تلك الفترة حتى تقدم لى جار لنا، وكان شابا فى بداية حياته، وأقنعتنى أختى به، ووجدته إنسانا مهذبا وطيبا، ولكن ظروفه صعبة، ولا يستطيع توفير تكاليف الزواج، فتركت لنا أختى شقتها التى تزوجت بها وهى شقة العائلة، وسكنت فى شقة أخرى، وساعدته فى إعداد شقة الزوجية، وتزوجنا ببعض أجهزة أختى، وفرشنا شقتنا بالتقسيط ووقفت إلى جواره خطوة بخطوة فى كل شىء، ومرت بنا الأيام وأنا أحاول مساندته ليكون له شأن فى مجال عمله، فأدخر ما أستطيع جمعه من مصروف بيتى لأعطيه له ليزيد حجم تجارته، وسلّمته ما معى من ذهب وأموال خاصة بى من والدى.
وفى أثناء ذلك لم يحدث حمل، وذهبنا لأطباء كثيرين فقرروا أن لديه مشكلة، ولن نستطع الإنجاب إلا من خلال الحقن المجهرى، وبدأت مرحلة العلاج للبحث عن الأمومة، ولكن مرضه كان سببا فى فشل العملية أربع مرات تحملت خلالها الألم النفسى والعضوى وجزءا كبيرا من النفقات، ولمّا فشلت العملية نسيت موضوع الأمومة واخترته هو ابنا لى، ومر على زواجنا خمسة عشر عاما تغيرت فيها أحوالنا المادية بشكل كبير، وأصبح من المشاهير فى مجال عمله.. وهنا بدأت المأساة، حيث علمت خطيبته السابقة بذلك وهى مطلقة ولديها ثلاثة أبناء، فاتصلت به، وقابلها وعادت علاقته بها من جديد، وتعرضت لصدمة كبرى، فهى التى تركته من قبل لظروفه المادية، وعندما واجهته خيرنى بين الاستمرار معه على هذا الوضع أو الطلاق والعيش وحيدة.. أنا منهارة مما حدث، فهل هذا هو جزاء الإحسان والحب والاهتمام والجهد وحلم الأمومة الذى تخليت عنه من أجله.. فماذا أفعل؟، هل أستمر معه، وأتجاهل علاقته بها، أم أتركه وأبدأ حياتى من جديد؟، وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل إنسان ظالم وجاحد فى زمن ليس فيه للأوفياء مكان.
> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لقد أخطأ زوجك عندما استجاب للحديث مع من رفضته من قبل لظروفه المادية الصعبة وقتها، وأغلب الظن أنه يريدها ليثبت أنه مرغوب، بعد المتاعب النفسية التى انتابته لعدم قدرته على الإنجاب، وللأسف لم يقدر تضحياتك من أجله ووقوفك إلى جواره، وربما يكون قد شعر بالملل من الحياة الزوجية، وبأنها أصبحت روتينية ورتيبة، فراح يبحث عن الإثارة التى لم يجدها فيك فى امرأة أخرى.
وأعتقد أيضا أنه أصبح لديه شعور بتضخم الذات والأنا الذكورية، فأراد إثبات أنه مازال قادراً على اجتذاب امرأة أخرى.
إن ما يفعله زوجك نوع من الخيانة التى هى كبيرة من الكبائر، وقد قال رسول الله فى الحديث الشريف: «وإذا أؤتمن خان»، والمقصود بالخيانة الزوجية ليست الخيانة الجنسية فقط، فهذا هو الشائع عند الناس، ولكن حتى اللقاءات والكلام يُعد خيانة وعلاقة غير مشروعة.
إن زوجك يلعب بالنار، وسوف يدرك ذلك إن عاجلا أو آجلا، فعليك أن تكسبى وده، وتشعريه بأنك تحبينه، ولا يمكن أن تتخلى عنه، وسوف يتغير مع الوقت، فعلاقته بخطيبته السابقة سرعان ما سوف تنتهى.
رابط دائم: