رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هرمز.. شريان البترول العالمى

محمد عبد القادر

تصاعدت حدة التوترات مؤخرا بين أمريكا وإيران، مما دفع واشنطن إلى إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، خاصة فى ظل تهديدات طهران المتكررة بإغلاق مضيق هرمز فى وجه الملاحة الدولية، ردا على العقوبات التى أعاد الرئيس دونالد ترامب فرضها عليها عقب الانسحاب من الاتفاق النووى مايو 2018. فما الذى يعنيه إغلاق المضيق؟، وهل تستطيع إيران بالفعل إغلاقه؟، وما هى تداعيات مثل هذه الخطوة؟.

يعد مضيق هرمز واحدا من أهم الممرات المائية حول العالم، حيث يربط ما بين مياه الخليج العربى من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندى من جهة أخرى، بينما يبلغ طوله نحو 63كيلومترا وعرضه نحو 50كيلومترا، كما أن عمق المياه فيه لا يتجاوز 60مترا. ويمر عبر المضيق نحو خمس إنتاج العالم من البترول أى نحو 17.4مليون برميل يوميا، مما يعنى أن إغلاقه هو بمثابة تهديد لأمن أهم شريان للبترول على المستوى العالمى.

وهو ما دفع مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى إلى التعهد بأن تضمن بلاده حرية الملاحة عبر مضيق هرمز، مؤكدا أن إدارة بلاده تدرس خيارات عسكرية لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن الخيارات العسكرية التى تتم دراستها حاليا تهدف إلى بقاء مضيق هرمز مفتوحا وليس توجيه ضربة إلى إيران، مؤكدا أن الرئيس ترامب سبق وأن أشار بوضوح إلى أنه لا يريد حربا مع طهران.

وتأتى تعهدات بومبيو عقب استهداف ناقلات بترول خلال الشهرين الماضيين، مما أعاد إلى الأذهان ما يسمى بـ"حرب الناقلات" التى شهدتها الثمانينيات (1980إلى 1988) بين العراق وإيران، حيث تم استهداف 451 سفينة (259 منها ناقلات بترول أو ناقلة للمنتجات البترولية) آنذاك، ذلك وفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية.

فى الوقت نفسه، أعلن المبعوث الأمريكى بشأن إيران أن 65 دولة ستجتمع خلال أسابيع فى البحرين من أجل بحث الأمن البحرى فى المضيق.

وكانت دراسة لمركز أبحاث الكونجرس الأمريكى، نشرت عام 2012، قد حذرت من أن لجوء إيران لإغلاق مضيق هرمز لن يكون صريحا، وإنما سيعتمد على تطبيق عدة تكتيكات منها التعطيل والتهديد والمضايقة، بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة.

وذكر تقرير المركز أن إيران قد تبدأ بمستوى عنف منخفض ليزيد تدريجيا مع مرور الوقت، ذلك مثل إعلان أن السفن التى تحاول عبور المضيق ستكون عرضة للاعتراض والاحتجاز أو الهجوم، أو استخدام القوارب السريعة أو مركبات بحرية أو جوية أخرى لمضايقة أو سد الطريق أمام السفن والتهديد بإطلاق النار على السفن العابرة للمضيق. وأوضح أنه يأتى أيضا من ضمن التكتيكات الإيرانية استخدام صواريخ منصوبة على الشاطئ ومدفعية وغواصات صغيرة وغواصين لمهاجمة السفن العابرة بشكل ممنهج أو سفن بعينها إذا حاولت عبور المضيق، إلى جانب إمكانية اللجوء إلى تلغيم المضيق، أو أن تتسع خيارات طهران لتشمل توجيه عملياتها العسكرية ضد أهداف فى منطقة الخليج أو خارجها، ذلك فى حالة رد الولايات المتحدة وحلفائها. 

ووفقا للخبراء، فإن الوجود العسكرى الأمريكى فى الخليج، خاصة الأسطول الخامس، يمثل تحديا كبيرا لأى محاولة من جانب إيران لتهديد الملاحة فى مضيق هرمز، حيث كشفت قيادة القوات البحرية والجوية الأمريكية عن أنها أجرت بالفعل استعدادات ميدانية تحسبا لأى صدام عسكرى مع طهران فى المضيق، ذلك من خلال المناورات التى أجرتها على سواحل فلوريدا فى 2017 تحت مسمى "هجوم المطرقة"، وشهدت تدريب قواتها على مواجهة الزوارق الحربية الإيرانية.

وفى السياق نفسه، أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز لفترة طويلة، لعدة أسباب منها التفوق العسكرى الأمريكي، إلى جانب أن إيران مازالت تستخدم المضيق لنقل غالبية صادراتها البترولية، كما أن إغلاق المضيق سيقابله معارضة من شركاء طهران، وعلى رأسهم الصين بسبب خطر ارتفاع أسعار البترول.

وبالنظر إلى حجم وخطورة التداعيات، فإن احتمالية إغلاق مضيق هرمز من جانب إيران فى الوقت الحالى لن يتجاوز حدود التهديد، خاصة فى ظل صعوبة تنفيذه نتيجة ضعف إمكانات طهران العسكرية والاقتصادية مقارنة بالولايات المتحدة، فى الوقت نفسه ترى إدارة ترامب أن استمرار سياسة الضغط والتضييق على طهران عبر سلاح العقوبات هو أفضل الخيارات المتاحة لتجنب اندلاع حرب إقليمية جديدة تبدو غير محسوبة العواقب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق