«شايب البنات» منطقة تقع غرب مدينة الغردقة بالبحر الأحمر، واحدة من أهم المناطق المرشحة بقوة للانضمام لقائمة محميات مصر الطبيعية لثرائها بزخم هائل من عناصر التنوع الإيكولوجى النباتى والحيوانى المتميز والجيولوجى المتفرد، ولو صدر قرار إعلانها محمية طبيعية فهذا سيمنح مصر خطوة نحو تحقيق أهدافها للوصول إلى نسبة 17% من أراضيها كمحميات طبيعية،وهو مستهدف يؤكد المصداقية فى وعد قطعته على نفسها فى مؤتمر الأطراف الرابع عشر للتنوع البيولوجى الذى عقد فى نوفمبر الماضى بعاصمة السلام شرم الشيخ.
ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إعداد الملف الخاص بترشيح هذه المنطقة فإن ذلك لم يتم للآن دون سبب منطقى للتأجيل،خاصة أن من أعد الملف ـ نخبة من خبراء المحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى فى مصر، وهم: المهندس طارق القنواتى بوزارة البيئة والدكتور محمد سامح عنتر والدكتور محمد عباس طاحون والمهندس عبدالفتاح عفيفى.
تفرد جيولوجى
من أهم الميزات الجيولوجية لمنطقة «شايب البنات» جبلها الشاهق صاحب أعلى ارتفاع بالبحر الأحمر (2181متراً)، وتتكون من صخور جرانيتية وبركانية ورسوبية والحجر الجيرى والرملى وتتميز منطقة جبل الدخان بصخور السماق الإمبراطورى التى كانت تستخدم فى العصر الرومانى كأحجار زينة وغيرها، كما تتميز بالعديد من الوديان التى تتصل بالبحر الأحمر.
غطاء نباتى ثرى
تعد النظم البيئية بالوديان الجبلية الأهم بين النظم البيئية الرئيسية فى الصحارى المصرية قاطبةً،فهى تمثل نظم صرف لمياه الأمطار والسيول لذلك فهى تستقبل كميات كبيرة من المياه أكثر من البيئات الأخرى ومن ثم يكون الغطاء النباتى أكثر كثافة وأثرياً فى تكوينه،وهذا جعل يابسة وأودية البحر الأحمر على قمة الثراء النباتى البكر الذى يعد مستودعاً رئيسياً للأصول الوراثية النباتية،والكثير منها له فوائد طبية وأهمية اقتصادية هائلة سواء كانت أوراقاً أوثماراً أو بذوراً ومن بعضها تستخلص الزيوت الطبية والعطرية.
وقد تم رصد 24 عائلة نباتية،وعلى قمة العشائر النباتية الرطريط الأخضر ونباتات أبوركبة والسلة والسموه والسيال والأراك والمورنجا والمرخ، وعموماً يحتضن شمال الصحراء الشرقية 540 نوعاً نباتياً منها 72نوعاً نادرة جداً و164نادرة، كما توجد على ساحل البحر 303 أنواع نباتية منها 63 نوعاً نادرة جداً، بالإضافة إلى 105 أنواع نادرة.
التنوع الحيوانى
يقع «شايب البنات» ضمن مسارات الطيور المهاجرة خاصة اللقلق الأبيض وغيره، ويستوطنه الحمام الجبلى وصقر الغروب وبومة بتلر والقطا المتوج، كما يعد موطناً للعديد من الزواحف كالحرادين ومنها حردون البحر الأحمر وحردون سيناء والضب، وبالنسبة للحيوانات الأخرى فمن الطبيعى أن يواكب فترات كثافة الغطاء النباتى جذب للكثير من الحيوانات المميزة لهذه البيئات الصحراوية، فتشاهد فيها حيوانات الرعى، أما الحيوانات النادرة والمهددة بأخطار الانقراض فقد تم رصد الغزال المصرى والأرانب البرية فى الأودية الواسعة والثعلب الأحمر بمناطق المياه والوبر الصخرى بمناطق خيران المياه التى تشق الجبال العالية والمحاطة بأشجار السيال الموئل الرئيس لهذا الحيوان.
السكان المحليون
يمثل السكان المحليون لأى منطقة أهم عوامل الحماية لعناصرها الطبيعية لما لهم من دراية ومعرفة بكل تفاصيلها بل وسبل صونها وتنميتها،وعندما تكون القبائل التى تقطن تلك المناطق عريقة ولها مآثر وبطولات محفورة فى ذاكرة التاريخ فهذا يمثل إضافة ثقافية رائعة،ومن هنا فإن البدو القاطنين للمنطقة المرشحة هنا كمحمية طبيعية من أفراد قبيلة المعازة أو بنى عطية بن معاز ذات الأصول النجدية، وهم الآن القاطنون لجبل شايب البنات منذ خمسة قرون وأصحاب ثقافات وعادات وتقاليد مميزة جديرة بالتوثيق، كما يعملون بصيد البحر والزراعة والرعى فى الأودية، وبالتالى يعول عليهم كثيراً فى أى برامج حماية مستقبلية فى حالة إعلان المنطقة كمحمية طبيعية.
رابط دائم: