رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أوائل «الدمج» يروون قصص التحدى والتفوق..
آلاء خيرت: أمنيتى استكمال دراستى العليا بالخارج..
دنيا عادل: أحلم بمنحة دراسية فى الطب

تحقيق ــ نرمين عبد المجيد الشوادفى ــ إجلال راضى
دنيا تتوسط والديها

لم يكن يتوقع أحد من أوائل الثانوية العامة بنظام «الدمج» بشكل خاص أن تتردد أسماؤهم فى وسائل الإعلام وأن يبحث الصحفيون والإعلاميون عن هواتفهم وعناوين منازلهم .. هؤلاء المثابرون بحق ومن على شاكلتهم بمدارس الدمج كتبوا لأنفسهم تاريخا مميزا ليس بين أقرانهم من ذوى الإعاقة فقط، ولكن بين كل طلاب الثانوية العامة.

«صناع التحدى» التقت بثلاثة من أوائل طلاب الدمج المتفوقين هذا العام لننقل قصص وحكايات كفاحهم التى استمرت طوال 16 عاما من الجهد والعرق خلف جدران منازلهم.

فى عام 2017 أصدرت وزارة التربية والتعليم القرار رقم (252) المعروف بقرار «الدمج المعدل» والذى نص على أن جميع المدارس «دامجة» بما فيها الحكومية والخاصة والدولية ومدارس الفرصة الثانية, ومن حق الطالب ذو الإعاقة أن يدمج بأقرب مدرسة لمحل إقامته.. وبعدما ظل لسنوات مجرد إجراء شكلى وحبر على ورق قبل وضع الضوابط اللازمة للتنظيم جاءت نتيجة الثانوية العامة هذا العام لتؤكد أن نظام الدمج أصبح حقيقة وواقعا وتجربة عملية ترفع من قدرات وإمكانات الأشخاص ذوى الإعاقة.

يقول محسن عبد الحميد سعيد مدير إدارة مشتول السوق التعليمية بمحافظة الشرقية إنه بالرغم من أن الهدف الأساسى للدمج هو إتاحة الفرص لجميع الأطفال والطلاب لتعليم متكافىء ومتساو والتقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم وتخليصهم وأسرهم من الوصمة التى يمكن أن يخلفها وجودهم فى المدارس الخاصة وتطوير مهارات التواصل لديهم وتعديل الاتجاهات نحوهم سواء من قبل الأسرة وأفراد المجتمع والمعلمين أيضا فقد نجح الدمج ليس فقط فى تحقيق الأهداف منه بمنحهم فرصا أكثر ومناخا أفضل لنموهم على جميع المستويات بل وفى إثبات و تحقيق الذات الذى كان طريقهم للنجاح والتفوق بدليل تصدر مروان وحيد عبد الله ابن مركز مشتول المركز الأول علمى رياضة «دمج «بنسة 98.7% ودنيا عادل السيد الطالبة بمدرسة بلبيس الثانوية للبنات الأولى شعبة علمى علوم بمجموع 398.5 وكذلك آلاء أسامة خيرت ابنة محافظة القليوبية الأولى بالقسم الأدبي.

قصص التحدى

وأكد والد الطالب مروان أحد النماذج الهامة للدمج هذا العام قائلا: إن أكبر أماله كان أن يتعلم مروان ويتخطى حاجز المرض ويتحدث بطريقة عادية لكنه فاق كل التوقعات واستطاع بفضل الله والمساعدة المتميزة لمعلميه وأساتذته وفريق الدمج والعلاج الوصول للمركز الأول، ويضيف اكتشفنا إصابة مروان بالصدفة فى عمر سنتين فقد كان ماهرا ومهتما بالكمبيوتر ومهاراته بطريقه غير عادية تبين إصابته بالتوحد وتبدأ معاناتنا خاصة مع عزلته وانعدام التواصل لديه ، لذا كانت الوزارة موفقة تماما فى إقرار الدمج انطلاقا من تلمسها لمعاناة هؤلاء الأطفال واحتياجاتهم مشيرا إلى أن الأخصائية النفسية هى من أوصت بإلحاقه بالمدارس العامة منذ أن كان عمره 6سنوات لمزيد من الاندماج والتفاعل وتخطى العزلة، وبالفعل منحه الدمج الفرصة للمزيد من التواصل خاصة مع البرامج الخاصة التى أعدها مدرسوه تحت إشراف لجان المتابعة ومساعدة وتطوع المدرسين لتعليمه ومنهم احدى الموجهات التى تطوعت لتعليمه المواد النظرية التى كان يواجه بها بعض الصعوبات خاصة وأنه يدرس المناهج ذاتها التى يدرسها العاديون ..

أما محمد على متولى مدير الإدارة التعليمية ببلبيس والتى احتضنت الطالبة دنيا عادل السيد الأولى على الثانوية العامة علمى علوم فأكد أن نظام الدمج بمثابة حلقة وصل بين ذوى الاحتياجات الخاصة والمجتمع وهو نتيجة لجهود حثيثة للدولة للارتقاء بالمنظومة التعليمية عبر تطبيق المعايير الدولية الأمر الذى انعكس بشكل جيد على نتائج الطلاب وتحقيق المراكز الأولى على مستوى الجمهورية مشيدا بدور أسر الطلاب المتفوقين فى رعاية أبنائهم والاهتمام بهم وتهيئة الأجواء المناسبة للحصول على أعلى الدرجات.

آلاء مع والدتها

وقالت الطالبة دنيا عادل السيد: إن نظام الدمج ساهم فى تنمية مهارات التعامل الحياتية خاصة مع مواظبتها على الحضور وما لاقته من دعم نفسى وتشجيع من أسرتها ومدرسيها فكان حافزا لها على الاجتهاد والتفوق لتتكلل جهودها بالتفوق،

وأضافت: درست طوال السنوات الماضية فى مدارس عادية وبمرور الوقت زادت معاناتى فى تحصيل المواد الدراسية، ودائما كنت أشكو من نسيان كل المعلومات رغم مذاكرتى لها جيدا، لذلك لازمنى الشعور بالتوتر والضغط النفسي، لكن العام الماضى علمت أسرتى بنظام الدمج والتحقت به هذا العام حيث أعانى من «صعوبات تعلم» مما ساعد فى تخفيف المناهج وتبسيطها، أصبحت لا أدع فرصة للمذاكرة حتى التقطها وأذاكر بأقصى جهد.

مؤكدة: سوف ألتحق بكلية الطب وأحلم بالحصول على منحة دراسية للجامعة الأمريكية أو البريطانية، وأقول لأى شخص يطمح فى تحقيق النجاح بقدر السعى والصبر الذى تتحمله تصل إليك هدايا الله التى لا تنفذ.

فيما اعتبرت آلاء خيرت أسامة الأولى علمى علوم «دمج» أن هذا نظام فرصة لتشجيع ذوى الإعاقة على التفوق والاندماج مع أقرانهم والاجتهاد فى تحقيق المنافسة واثبات أنفسهم خاصة مع الدور الايجابى الرائع للأسرة ورعايتها لهم.

آلاء كانت تعانى من صعوبة فى الكلام والحركة، ونظام الدمج ساعدها كثيرا فى تحقيق النجاح بتفوق، وأكدت أنها اعتمدت فى طريقة المذاكرة على مبدأ تنظيم الوقت، قائلة: كنت أذاكر ساعة مقابل خمس دقائق راحة واكتب المعلومات الصعبة فى ورقة لتقوم والدتى بمساعدتى فى استيعابها حتى تستقر فى ذهنى ولم احرم نفسى من شىء، وأحيانا كنت أخرج للتنزه أو اقضى بعض الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، والخطأ الذى ارتكبته هو السهر الذى جعلنى أقل نشاطا فى فترة الامتحانات، وحلمت بالحصول على مجموع كبير لأسعد أسرتى التى توفر لى كل الدعم، لذلك كنت حريصة على الصلاة وأدعو الله أن يحقق لى حلمى، وأقول لكل صاحب حلم، أفعل ما بوسعك وحافظ على الدعاء باستمرار.

واختتمت حديثها قائلة: امنياتى كثيرة أهمها استمرار التفوق حتى التخرج والسفر إلى الخارج بهدف الدراسة والعمل.

 

مجهودات الوزارة

 

وأشارت الدكتورة هالة عبد السلام مدير الإدارة المركزية للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، إلى المجهودات التى تقوم بها الوزارة لضمان الاستفادة القصوى من عملية الدمج, ومن أهمها برامج تأهيل المدرسين بالتعاون مع وزارة الاتصالات ومنظمة «اليونيسيف» وبعض مؤسسات المجتمع المدنى, مشيرة إلى أنه قد تم بالفعل تدريب أكثر من 35 ألف معلم منذ عام 2015 وحتى الآن, كما أن هناك خطة لتدريب أكثر من 25 ألف خلال هذا العام سواء فى مدارس الدمج أو فى مدارس التربية الخاصة, بجانب تأهيل مدرسى المعاهد القومية, كما أشارت إلى أن هناك نحو 700 غرفة مصادر لطلاب الدمج على مستوى الجمهورية, وهذا الرقم قليل بالمقارنة بعدد المدارس, إلا أن هناك خطة لزيادة أعداد هذه الغرف وتهيئتها بشكل يناسب احتياجات الطلاب ذوى الإعاقة, كما أكدت وجود غرف للوسائط فى جميع المدارس الحكومية لتكون بديلة عن غرف المصادر.

وحول مؤشرات نجاح «منظومة الدمج» بعد مرور عامين على تعديل القرار قالت الدكتورة هالة: إن القرار رقم 252 لسنة 2017 جاء ببعض الامتيازات أدت إلى تزايد أعداد طلاب الدمج بشكل كبير, فقد تم دمج حوالى 37800 طالب فى مدارس التعليم العام والفنى منذ عام 2015 وحتى عام 2018.

من جانبه يرى الدكتور عادل عبد الله عميد كلية علوم الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق ان الدمج الشامل بات محورا هاما وأساسيا فى التنمية البشرية لقطاع ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث يسهم بشكل فعال فى اندماج الأفراد من ذوى الاحتياجات مع اقرانهم وبالتالى انخراطهم فى المجتمع ويساعدهم على التصرف بشكل مستقل ما يوفر لأسرته الوقت والجهد كما يسهم فى استغلال ما لديهم من قدرات وينميها فضلا عن اكتساب المهارات الأكاديمية والوظيفية بسبب التوقعات العالية والمستوى المرتفع من الإثارة الذى يتوفر فى الفصل العادى ومع الوقت تحويلهم لطاقة منتجه، لذا كان من المهم التأكيد على تطبيق الدمج منذ المراحل الأصغر سنا مع توفير تناسق جيد للحاجات الفردية لهؤلاء الأطفال لتحقيق الفائدة المرجوة.

كما يرى الدكتور سعيد عبد الرحمن مدرس التربية الخاصة بكلية علوم الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق أن سياسة الدمج هى الطريقة المثلى للتعامل مع ذوى الاحتياجات التعليمية الخاصة لكل الطلاب بمدارس التعليم العام لما توفره بشكل تلقائى من خبرات التفاعل بين ذوى الإعاقة وأقرانهم، وبالتالى زيادة فرص التقبل الاجتماعى للفئة الأولى وتمكينهم من التفاعل المتواصل مع أقران عاديين وزيادة دافعيتهم للتعلم وتكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الغير فضلا عن تحرير تلك الفئة من أسر المؤسسات الخاصة التى طالما عزلتهم عن الحياة الاجتماعية وأن يتاح لهم من فرص الحياة وظروفها العادية ما يتاح لأقرانهم من أفراد المجتمع لأن التربية الشاملة هى حق انسانى يتفق مع جميع الأسس التربوية والنفسية والاجتماعية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق