نحات سكندرى يجسد واقع المهمشين على طريقة « سلفادور دالى»
الواقع الصعب الذى قد ينفر منه بعض البشر هو بالنسبة لناصر الشربينى النحات السكندرى ملهماً بامتياز، ذلك الواقع الذى يُجسد معاناة البسطاء والمهمشين فى حياتهم اليومية هو ما يميز تماثيل الشربينى التى تحاكى عصور السريالية الأولى فى عصر النهضة، وأقرب ما يكون لرسومات سلفادور دالى أحد رواد المدرسة السريالية لما كانت تمثله رسوماته من غرابة واندهاش للجمهور فى ذلك الوقت، لدرجة أنه تم اتهامه بالجنون بسبب هذه الرسومات الرافضة للواقع .
ومن بين منحوتات الشربينى التى تتشابه ورسومات دالي، تمثال وضع بعناية فى مكان مكشوف لشخص متدين بذقن كثيف وطويل وجلباب أبيض، ومكتوب فى لافتة أعلى التمثال «شركة الأمانة والصدق للنصب والاحتيال» وتمثال آخر للساحرة الشريرة بملامح مرعبة، وهى تختطف أحد البشر رمزا للعالم وتطير به إلى المجهول، هذه المنحوتات قام النحات السكندرى بوضعها فى أحد المتاجر بمنطقة الإبراهيمية، ومع الوقت أصبح المكان أشبه بمتحف يضم ما لا يقل عن 60 تمثالا، بالإضافة لبعض الحيوانات المحنطة، مثل الأسد والنمر وبعض الطيور والقردة والنسانيس..
وعن هذا المتحف وتاريخ تأسيسه وقصته يقول الشربينى «46سنة»، إن متحف «تمر حنة» هو حلم عشت سنوات لكى أحققه وهو يجسد واقعا أليما وحقبة زمنية مهمة، ويضيف إن متحف تمر حنة هو الحقيقة الهاربة .. هو الكلمات الباكية هو التماثيل الناطقة.
فمنذ 12 عاما بدأت فى تجسيد معانى الفقر والظلم والجهل التى يواجهها الإنسان على ظهر الكرة الارضية، من خلال تماثيلى لكى أوضح الإنسانية الغائبة فى العالم والتناقضات التى يحياها البشر على ظهر الأرض وتراجع القيم والأخلاق والضمير وانتشار معدلات الكذب والنفاق والانتهازية والمتاجرة بكل شيء.
وللمتحف مجموعة أركان منها حارة الكذابين ومرفوع عليها شعار الجميع يكذب على الجميع، وركن آخر مكتوب عليه «أخلاق للبيع» وركن ثالث «لو كنا طيورا لكنا رحلنا«، وركن أخر« لا تأمن للنساء ولو عبدوك« وركن دموع التماسيح.
ويضيف الشربيني قائلاً: لدى أعمال تحنيط تنافس أى متحف تحنيط فى أوروبا أقوم بها بالمشاركة مع أحد الأطباء أصدقائي، وبعضها عمره سنوات طويلة والمتحف بتماثيله وحواديته وحيواناته المحنطة مثار إعجاب واهتمام للمواطن العادى والمثقف، فالجمهور يقدس معنى الإنسانية ويتأثر بمعظم أعمالى النحتية ويعتبرون أننى قدمت لهم شيئاً جديداً مختلفاً عما هو سائد ومعروف ، ولكن للأسف المتحف ليس لديه صدى لدى المسئولين برغم ما يحتويه من حيوانات محنطة بدرجة فائقة الدقة.
ويضيف الشربينى أن الفنانين فى العالم كله لديهم جاليريهات ومعارض توضع على قسائم شركات السياحة، واتمنى أن تصبح مصر مثلهم أيضا، ويلفت إلى أن واجهة المتحف الخاص به مصممة على هيئة المعابد الرومانية القديمة وبها تماثيل تحاكى عصور الإسكندرية القديمة.
وقد حصل الشربينى على جائزة أحسن عمل فنى فى معرض إيزيس الدولى بمحافظة الأقصر منذ أربع سنوات، ويستعد خلال أيام للاشتراك فى معرض شادو الدولى المزمع عقده بالقاهرة، والذى يضم أعمالا فنية ومنحوتات لفنانين من 22 دولة.
ويشارك خلالها نحاتنا السكندرى بتمثال يحمل عنوان «الإرهاب لادين له»، وهو أشبه بشخص يحمل ملامح بغيضة تعكس شخصيته، انسان عنصرى تخرج من رأسه افعي، فهل يجد هذا المتحف اهتماما من المسئولين لوضعه على خريطة السياحة للمدينة.
رابط دائم: