رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«العرائس» تدمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع

سالى حسن

الدمية أو «العروسة» أول صديق للطفل يلعب معه ويأنس به ويتحدث إليه، وبرغم ظهور ألعاب أكثر تطورا تظل العروسة أو الدمية لعبة محببة مقربة للأطفال يصحبها فى كل مكان، وقد دفع الوعى بأهميتها فى تشكيل شخصية الطفل مصممى العرائس الهواة والشركات الكبيرة إلى تصنيع عرائس بفكر يحقق تقبل ودمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى مجتمعاتهم ويسعد أصحاب الإعاقات أنفسهم لوجود شبيه لهم.

فقد أعلنت مؤخرا الشركة المصنعة للعروسة الأشهر «باربي» أنها بصدد إنتاج خط جديد من العرائس يمثل أصحاب الإعاقات الحركية لتمثيل الأشخاص الواقعيين الذين يراهم الأطفال حولهم التزاما منهم بفكرة التعدد والاختلاف، وذكرت أن تصنيع «باربي» صاحبة الكرسى المتحرك كانت الأكثر طلبا من المستهلكين.


تقول د.أمل عزت «معالج لغة وكلام» إن هذا النوع من العرائس مهم جدا فى مجتمع كمجتمعاتنا لا نجد فيه توعية كافية سليمة لكيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة وكيفية تقبلهم، وللأسف هذا الوعى غائب عند الأطفال والآباء أيضا، فكثيرا ما نرى ردود أفعال من الأباء كمنع أبنائهم من اللعب مع زملائهم من ذوى الاحتياجات الخاصة أو نسمع عبارات مثل «خد بالك حتى لا يؤذيك» أو ترفض فكرة دمج طفل ذى احتياجات مع ابنها بالفصل وتصر على إخراجه، أما الأطفال أنفسهم فقد يسخرون من الطفل سواء من شكله أو طريقة العرج أو طريقة حديثه أو يلقونه بالحجارة أو يرفضون اللعب معه.

وتوضح أن كل هذه الأشكال المرفوضة وغيرها يواجهها أطفالنا كل يوم هم وأباؤهم على الرغم من وجود قوانين تنص على دمج هولاء الأشخاص كحد أدنى من حقوقهم ويسعون إلى مجتمع يضمن لهم المزيد من حقوقهم ويتيح لهم المزيد من الخدمات فى المواصلات والشوارع والأرصفة والحمامات والمبانى وغيرها.

وتضيف أن وجود مثل هذه العرائس فى مجتمعنا له فوائد كثيرة جدا توفرها هذه الدمية أهمها التوعية خاصة فى السن المبكرة وهى السن الأهم بأن هناك أشخاصا مختلفين ولكنهم يتمتعون بنفس الحقوق سواء هذا الطفل صاحب الإعاقة الذى يرتدى سماعة أو يجلس على كرسى متحرك أو يضع طرفا صناعيا.

وتؤكد د.أمل دور هذه العرائس فى تنمية انفعالات الطفل تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة فلايخاف منها ويتعلم كيف يحبها فنحول خوفه إلى انفعالات إيجابية فيصبح قادرا على تكوين علاقات إيجابية مع زميله المدمج فى الفصل فهو رآه من قبل من خلال العروسة وبهذا تكون هذه الدمية حققت فكرة الدمج فى الصغر، كما تعلم الطفل كيف يساعد زميله، فهو يعلم كيف يركب السماعة فى أذنه وكيف يدفع الكرسى المتحرك وغيرها من الإعاقات التى نراها من خلال نموذج مصغر على هيئة عروسة.

وتشير إلى فوائد أخرى كبيرة للطفل نفسه صاحب الإعاقة فعندما يلعب بدمية يشعر كأن هناك شخصا آخر مثله فهو ليس الوحيد وليس غريبا فى المجتمع فتزيد ثقته بنفسه ويألف هذا المجتمع وبالتالى لا يخجل من السماعة ويكون اتجاهات إيجابية نحوها، كما تساعدنا هذه العرائس كثيرا فى الجلسات الخاصة بتعليم الطفل استخدام المعينات المختلفة سواء سمعية أو بصرية أو حركية لتساعده فى أنشطته اليومية، ففى جلسة السمعيات نستطيع تعليم الطفل كيفية لبس السماعة لأننا دائما ما نجد رفضا من الطفل للبسها حيث يشعر بأنها غريبة فيرميها ولكن يمكن بالعروسة تنمية انفعالاته فيقبلها.

وتدعو الدكتورة أمل المهتمين بحقوق ذوى الاعاقة إلى تخصيص الميزانية والوسائل اللازمة لتصنيع مثل هذه العرائس وتوفيرها بأسعار مناسبة لأنها وسيلة فعالة فى توعية المجتمع وتغيير اتجاهاته من الصغر بفكرة الدمج وبحقوق أصحاب الإعاقات بطريقة مبتكرة، بدلا من الأموال الطائلة التى تصرف لتحقيق الدمج بطرق تقليدية أثبتت فشلها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق