استأمنوه على منزلهم وأسرهم فغدر، خانته عينه فخان الأمانة ولم يقدر المعروف أو الثقة، فكانت نهايته على يد من اعتبروه يوما صديقا لهم.
كان قد بدأ عمله مع عائلة تمتلك مزرعة مذ فترة ليست بالقصيرة، وبحكم عمله اقترب من الجميع صاحب المزرعة وأقاربه وحتى زوجته، لكنه بدلا من أن يغض البصر عما ليس له، سمح لنفسه بالنظرات المختلسة المحرمة التى ألقت به فى طريق التهلكة وبدلا من أن يجاهد هواة ويتراجع، انساق وراء نداء الشيطان واتبع خطواته وظل اقترابه أكثر وأكثر حتى ظن أن تلك الزوجة قد تكون يوما ملكا له دون أن يدرى أنه مقبل على خطر عظيم.
كان الفتى ابن شقيق صاحب المزرعة، شابا فى مقتبل العمر لم يتخط العشرين هو الآخر ببضع سنوات وبحكم تقارب السن كان هو والجنى عليه صديقين، لذا وبمجرد أن تنامى لمسامعه نبأ ما أشاعه الأخير عن علاقته مع زوجة عمه. طار عقله وجن جنونه وبحث كثيرا فى داخله، فلم يجد دافعا أو مبررا للقبول، وهل للخيانة من أعذار.
لم يستغرق الأمر طويلا، فأراد التحقق بنفسه، واستدرج الفتى صديقه، حيث طلب منه فى اتصال هاتفى أن يلتقيه فى المزرعة التى يعمل بها، فاليوم إجازة ليجلسا سويا ويتسامرا، وجاء الأخير فى الموعد المحدد، ليدور الحوار الأخير بعدما بادأه بالحديث وهاله أنه تبجح عليه ولم ينكر، فلم يدر بنفسه وظن أنه لم يعد الحوار مجديا بعد أن اعترته الحمية والغيرة على العرض، وكان قراره أن يقتص بيده أن يمحو عار الخيانة ووصمتها رأفة بعمه المسكين.. فجأة هان عليه كل شيء، شبابه، مستقبله، أسرته، أو حتى ما جمعهما من أوقات ولحظات، كان يحسبه فيها صديقا، فالشرف أعز وأغلى وهو الذى لم يقدر هذا الشرف ولا تلك الصداقة، فباغته وانقض عليه بشومة ثقيلة هوى بها على رأسه لتنهى حياته ثم يقف زائغا حائرا وهو يراه جسدا هامدا بلا حراك، لدقائق طويلة اعتراه القلق والتوتر طاف بخاطره ما دار، لكن سرعان ما استجمع قواه، وحسم أمره، وقرر سحب جثته لمزرعة جده المجاورة لإبعاد الشبهة عن عمه وهناك قام بدفنه، فأهال عليه التراب ثم غادر لتمر الأيام قبل اكتشاف الجريمة .
وكان اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، قد أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث، حيث تم القبض على المتهم فى النهاية، حيث أشرف اللواء جرير مصطفى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الشرقية، على فريق البحث بعد تلقى إخطار بتغيب أحد الأشخاص فى العقد الثالث من العمر، من قرية جلفينا بمركز بلبيس ثم العثور عليه مقتولا داخل إحدى المزارع بدائرة القسم، وقاد اللواء محمد والى مدير المباحث الجنائية بالشرقية والعقيد جاسر زايد رئيس فرع البحث بجنوب الشرقية، فريق البحث، لكشف غموض الجريمة التى سرعان ما اتضحت ملامحها بعدما توصلت التحريات لتحديد شخصية مرتكبها وهو ابن شقيق صاحب المزرعة الذى لم يتحمل ما تردد عن علاقة القتيل بزوجة عمه التى تكبره، ولم يراع تلك الصداقة والثقة التى أولاها الجميع له، فتم تقنين الإجراءات وضبط الجاني وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.
وتم إخطار اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن
رابط دائم: