رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مأساة الأسرة المنكوبة..
بين قتل الزوجة الشابة وانتحار حماها المسن

حمادة السعيد ووائل سمير

ما بين الحقيقة والخيال دارت أحداث واحدة من أغرب المآسى التى شهدتها محافظة أسيوط، حيث قادت الغيرة الزوجية إلى دمار الأسرة بالكامل بعدما اشتعلت النيران بقلب الزوجة ثم امتدت لتأكل ضرتها وحماها وانتهت بدفع الزوج الثمن غاليا، لتسطر تلك الواقعة واحدة من أغرب القصص والحكايات التى يعجز مؤلفو الدراما عن تخيلها لبشاعتها وأحداثها المتوالية والتى لا تخلو من الإثارة والتشويق، حيث شهدت قرية «الشيخ عون الله» التابعة لمدينة القوصية تلك الواقعة التى بدأت عندما توفى زوج المجنى عليها وهى فى ريعان شبابها تاركا لها أربعة من الأولاد وهى مازالت فى العقد الثالث من العمر.

وهو ما جعل الجد يبحث عن حل لضمان عدم ترك زوجة ابنه أحفاده والبحث عن حياتها، وبعد تفكير عميق، انتهى الأمر بقرار الأب بزواج ابنه الثانى من أرملة شقيقه ليرعى أطفال أخيه ويضمن بقاء الأم لترعى أبناءها، ولكن ذلك القرار كان بمثابة الشرارة الأولى التى انطلقت لتحرق الجميع، حيث لقى ذلك القرار رفض الزوجه الأولى للابن الثانى وما هى إلا شهور حتى أحالت زوجته الأولى البيت كله إلى حجيم لا يطاق حتى وصل الأمر إلى درجة مطالبتها بالاختيار ما بينها هى وأبنائها وبين ضرتها وأبنائها الذين هم فى الأصل أبناء شقيقه، وظلت بزوجها، حتى طلقها ظنا منه أنه ينقذ أسرته الصغيرة، ولكن لم تقنع الزوجة بذلك ولم يعجبها وجود طليقة زوجها معهم فى نفس البيت لترعى الأطفال، خاصة وأنهم يقيمون جميعا فى منزل رب الأسرة الكبير الذى أصر على بقاء أم أحفاده داخل شقتها.

هنا كان الصدام الكبير، فالابن امتلك قرارا فى طلاق أرملة شقيقة ولكن لا يمتلك قرار طردها من مسكن والده وميراثها الشرعى من أخيه، ولكن مشكلات زوجته لا تنتهى حتى بات الأمر كالكابوس المزعج الذى لا يستفيق منه نهائيا، وبحثا عن حل لتلك المشكلة المعقدة وسوس له الشيطان بخطه شيطانية يتخلص خلالها من طليقته دون أن يغضب والده وهى قتل طليقته ومن ثم رعاية أبنائها وسط أبنائه والادعاء بأنها متغيبة فى ظروف غامضة، وبالفعل أخذ الزوج قراره بالتخلص من طليقته فتسلل ليلا إلى غرفتها وقام بضربها بشومة ولم يتركها إلا جثة هامدة وعقب ذلك أخذ جثتها وخرج بها من المنزل وألقاها فى بئر للصرف الصحى، معتقدا أن أحدا لم يره، لكنه لم يكن يدرى أن أباه رآه وهو ينفذ جريمته النكراء ولكن ماذا عسى أن يفعل؟، هل يبلغ عن جريمة ابنه ليفقده هو الآخر، أم يصمت لعدم افتضاح أمرهم وضياع الأسرة بالكامل؟!.

وفى ذات الوقت بدأ يتقطع حزنا على وفاة أرملة ابنه وتركها أطفالها يواجهون المجهول خصوصا بعد فقدهم أباهم ثم أمهم ولكن كيف يتكلم والقاتل هو ابنه، ووسط حالة الحزن والمعاناة اتخذ الجد قراره الأصعب فى تلك المأساة وهو اللحاق بابنه وزوجته وترك هذه الدوامة التى سقط فيها لكى يهرب من عذاب الضمير، فقام بتناول قرص سام من أقراص مكافحة السوس ليلقى مصرعه فى الحال. لكن فريق البحث الذى أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، كشف غموض الحادث وتمكن من القبض على المتهم، حيث كان قد بدأ الشك يراود ضباط المباحث بأن تلك الأمور لا تسير بالشكل الطبيعى من حيث اختفاء زوجة الابن ثم انتحار الرجل المسن رب الأسرة، وما هى إلا ساعات معدودة حتى تلقى العميد حمدى هاشم رئيس المباحث الجنائية، إخطارا من المقدم محمد جمال عبد الناصر رئيس مباحث القوصية، بورود بلاغ من أهالى قرية الشيخ عون الله بالعثور على جثة لسيدة داخل بئر مياه صرف صحى، وبالانتقال والفحص، تبين أنها هى نفسها «ص .م .ص 29 سنة» المبلغ بتغيبها منذ عدة أيام.

وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى القوصية، وهنا بدأت شكوك فريق البحث تتحول إلى حقائق ليكثفوا من تحرياتهم التى توصلت إلى كشف الغموض الذى أحاط بما حدث الأسرة المنكوبة وألقت القبض على القاتل, وتم إخطار اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق