رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فخ الابتزاز.. مصيدة المشاهير

رشا عبد الوهاب

لا يستطيع أحد أن ينكر أن ظهور حركة «أنا أيضا» أو «مي تو» كان له تأثير حاسم في كشف حجم عفن «الهوس الجنسي» والجرائم الناتجة عنه من تحرش واعتداءات وصولا إلي الاغتصاب، وهي الظاهرة التي يعانيها كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية علي السواء. وكما كان للحركة نتائج إيجابية فيما وصف بأنه «تأثير واينستين»، في إشارة إلي الاتهامات التي لاحقت منتج هوليوود الشهير هارفي واينستين، التأثير الذي تحول إلي اتجاه عالمي «تريند» لفضح هؤلاء المتحرشين، إلا أنه كانت له جوانب سلبية تمثلت في ملاحقة الجميع خصوصا من مشاهير السياسة والكرة والفن، سواء للتشهير أو الابتزاز أو غيره من الأسباب، في اتهامات تعود إلي عقود أحيانا.

ملاحقة المشاهير ليست جديدة، ولكنها تحولت إلي موضة في زمن «مي تو»، فرجال كثيرون في قفص الاتهام، منهم من ضاع مستقبله السياسي، ومنهم من لم تمنعه الفضيحة من الصعود، فالمتهم بريء حتي تثبت إدانته، وهو حق قانوني مكفول للجميع في كل أنحاء العالم.

ولعل أول فضيحة من العيار الثقيل في التاريخ السياسي الحديث نسبيا، كانت في صيف عام 1797، حيث تورط ألكسندر هاميلتون، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وأول وزير للخزانة، في علاقة غير شرعية مع ماريا، التي كانت متزوجة من شخص يدعي جميس رويندولز، وهو ما استغله الأخير من أجل ابتزاز الثري هاميلتون وتقاضي ألف دولار في ذلك الزمن.

هاميلتون، الذي وضع أساس النظام البنكي الأمريكي وامتلك المزيد من السلطات التي لم يمتلكها سوي الرئيس جورج واشنطن، قضت الفضيحة علي طموحاته بأن يكون رئيسا للولايات المتحدة. وعلي الرغم من سقوط هاميلتون السياسي المحافظ في بئر الفضيحة، فإن الفضائح التالية، نجا منها كثيرون، ومن بينهم، علي سبيل المثال، بيل كلينتون الذي خرج من فضيحة مونيكا لوينسكي، أكثر قوة.

ومن بين الفضائح التي كانت علي الهواء مباشرة، الاتهامات التي لاحقت القاضي بريت كافانو بعد اتهامه من قبل ثلاث نساء بالاعتداء الجنسي، واللائي بدأن في ملاحقة مرشح ترامب للمحكمة العليا قبل أيام من تثبيت تعيينه أمام مجلس الشيوخ. لن ينسي أحد دموع الدكتورة الجامعية كريستين بلاسي فورد التي قالت خلال جلسة استماع أمام «الشيوخ» إنها «مرعوبة، ومن واجبها أن تدلي بتفاصيل ما حدث لها» منذ 36 عاما عندما كان الاثنان في المدرسة الثانوية حيث اغتصبها زميلها. ولجأ كافانو، الذي دخل فى نوبة بكاء أيضا، إلي نظرية المؤامرة علي اعتبار أنه ضحية عملية اغتيال من قبل الديمقراطيين، مرددا عبارة «أنا بريء». هذه الفضيحة لم تعرقل المسيرة السياسية لكافانو، بل العكس تم ترشيحه في المحكمة العليا، واعتذر ترامب له ولأسرته باسم الأمة، مهددا بأن الديمقراطيين سيدفعون الثمن في صناديق الاقتراع. ترامب نفسه قال إن 4 نساء من بين 18 تتهمنه «بسوء السلوك الجنسي» تقاضين أموالا «لصناعة قصص عنه». العام الماضي، كاد روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية أن يقع في الفخ بعد أن قرر شخص من اليمين المتطرف دفع 20 ألف دولار لسيدة حتي تدعي أن «أكثر رجل أزعج ترامب» تحرش بها واغتصبها، وفي سياق متصل، قام يميني آخر بفعل مماثل مع المرشح الجمهوري وقتها لمجلس الشيوخ روي مور.

وهناك حكايات انتهت بالبراءة بحكم القانون، وينطبق ذلك علي دومينيك شتراوس كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي والذي دفع الثمن غاليا، بعد أن اتهمته نفيساتو ديالو عاملة في أحد الفنادق بالتحرش، مما دفعه إلي الاستقالة وتبديد حلمه وطموحه السياسي في أن يصبح رئيسا لفرنسا. السلطات الأمريكية اسقطت التهم عن شتراوس كان بسبب شكها في مصداقية المدعية، كما تمت تبرئته من تهمة توريد نساء لحفلات إباحية فيما عرف بفضيحة «كارلتون» لعدم كفاية الأدلة. وفي عالم الساحرة المستديرة، سقط كثير من النجوم ضحايا الغواية، إلا أن بعضهم نجا أيضا من المصيدة. وقبل انطلاق بطولة «كوبا أمريكا»، أكد نيمار نجم «باريس سان جرمان» ومنتخب البرازيل أنه وقع ضحية فخ نصب له بعد تقدم سيدة بشكوي ضده في مدينة ساو باولو البرازيلية تتهمه باغتصابها في باريس، قائلا إن العلاقة كانت بالتراضي. وقرر محامي ناجيلا تريندادي، التي اتهمت نيمار بالاغتصاب ونشرت فيديو لمواجهتها مع النجم البرازيلي، الانسحاب من القضية بسبب عدم تقديم موكلته مستندات كافية تثبت دعواها،كما تم إسقاط قضية مماثلة ضد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم نادي يوفنتوس الإيطالي، بعد أن اتهمته كاثرين مايورجا باغتصابها في 2009، اللاعب كان مهددا بخسارة مليار دولار نتيجة هذه الادعاءات. ونتيجة كثرة الادعاءات الزور، اتجهت ولاية آلاباما الأمريكية إلي تجريم الادعاءات الكاذبة حول الاغتصاب بالسجن 10 سنوات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق