قلم رصاص

يروى لنا الكاتب البرازيلى الشهير «باولو كويليو» قصة فيها حكمة وعبرة - يقول فيها: «كان صبى يراقب جدته، وهى تكتب رسالة، فسألها خلال ذلك هل تكتبين قصة حدثت لنا»؟، وتوقفت الجدة عن الكتابة، وابتسمت وهى تجيب حفيدها: «أنا أكتب عنك فعلا، لكن الأمر الأكثر أهمية من الكلمات، هو قلم الرصاص الذى استخدمه فى الكتابة، وآمل أن تصبح مثل هذا القلم عندما تكبر».. شرع الصبى يتأمل قلم الرصاص فلم يجد فيه شيئا مميزا. فخاطب الجدة: «لكنه عادى، ويشبه أى قلم آخر رأيته فى حياتى، فردّت: «هذا يعتمد على كيفية نظرتك إلى الأشياء. هناك خمس خواص للقلم، وإذا تمكنت من الحفاظ عليها، ستعيش فى سلام مع العالم.

الأولى: أنك قادر على القيام بأشياء عظيمة وأنت تستخدمه، ولكن يجب ألا تنسى أن هناك يدا تقود خطواتك، ونطلق على هذه اليد تسمية «اليد الإلهية».

الثانية: فى بعض الأحيان أتوقف عن الكتابة لأبرى القلم، وهذا ما يجعله يتألم قليلا، لكنه فى النهاية سيصبح مسنوناً أكثر، فيؤدى وظيفته بشكل افضل، ولذلك تعلم كيف تتحمل القليل من الألم، لأنها قضية تجعلك شخصاً أفضل».

الثالثة: فتتمثل فى أن القلم يتيح لنا أن نستعمل الممحاة لإزالة أى خطأ، ويتعين عليك أن تدرك أن تصحيح شىء فعلناه، ليس بالضرورة عملا سيئا؛ إنما هو حيوى لأنه يساعدنا للبقاء على درب العدالة.

الرابعة: المهم فى القلم، ليس الخشب أو شكله الخارجى، وإنما المادة الموجودة فى داخله، ولذلك عليك دائما الاهتمام أكثر لما يحدث فى دواخلك.

الخامسة: تتمثل فى أن القلم يترك أثرا دائما، وبالطريقة نفسها، وعليك أن تعرف أن كل شىء تفعله فى الحياة، سيترك وراءه آثارا، فحاول أن تكون واعيا لكل عمل تؤديه واترك أثرا طيبا يعطر ذكرك.

محمد مدحت لطفى أرناءوط