هوس التجميل والشباب الدائم بين الجنسين، خاصة مع تقدم أحدث تقنيات التجميل لإعادة الرشاقة والجمال، أصبح تجارة وفوضى ومخاطر صحية كيف يراها المتخصصون وخبراء التجميل والصحة النفسية ؟ فى البداية أكد أحد أطباء التجميل رفضه رغبة إحدى المترددات على عيادته لتجميل الأنف ووجهها مع تأكيده جمالها بكل المقاييس
د. أحمد نائل أستشارى جراحة الأورام والتجميل يقول: لقد أصبحت عمليات التجميل هوسا وتجارة تحقق أرباحا طائلة ولاتوجد أى إحصاءات ثابتة لحجم الإنفاق على عمليات التجميل فى مصر، لان لا أحد يحب أن يفصح أو يعلن عنها، لأنها تعد مجالاً خاصاً وأوضح أن هناك بالفعل حالات مرضية تحتاج لجراحة التجميل كما أن المريض يكون محددا ما هى مشكلته مثل بنت صغيرة عمرها 18 سنة تعانى من ضمور فى الثدي، فهنا يجب إجراء جراحة تعويضية لعمل ثدى سيلكون وهى مشكلة عدد كبير من البنات حاليا فى مصر، ومن أعلى النسب عالميا بسبب خلل تغيير الهرمونات من الوراثة وطبيعة الأكل المحتوى على الهرمونات والتوتر والقلق والحالة النفسية. كما أن هناك مقاييس علمية تلائم طبيعة كل إنسان، جسمها، طويلة، وممتلئة، تريد تصغير حجم ثديها، لأبد عمل مايناسبها، وهناك مريض يريد تصغير وتجميل عظمة الآنف لأنها تسبب له مشكلات تنفس مع إرتداء النظارة.. أخيرا هناك حاجة مهمة يجب على المريض أن يسأل نفسه لماذا يريد عمل التجميل؟ هل هو غير راض عن شكله وجسمه؟ لهذا من الضرورى الاستعانة بطبيب نفسى أولا مع جراح التجميل وضرورة توعية المجتمع - لأن هذه العمليات ليست سهلة ولها مخاطر صحية وتنتج عنها مضاعفات خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة.
د منال سيد استشارى الجلدية والتجميل تقول بالتأكيد أن الأهتمام بالمظهر والشكل الخارجى ينعكس على الجوهر، ويحدث حالة التصالح مع الذات، واللجوء لعمليات التجميل فى حالات صحية تستدعى بالفعل اجراؤها، أما تغيير الملامح لتقليد النجمة الفلانية فهذا مرفوض وكثير منها يفشل على الرغم من الثورة العلمية الكبيرة فى مجال التجميل، وزيادة الوعى بفرص التجميل والإقبال على نحت الدهون والبلازما والبوتكس والفيلر لكن الصادم أن يتحول التجميل إلى هوس وفوضى وتجارب فاشلة وتشوهات، وهناك العديد من القضايا والشكاوى المقدمة إلى وزارة الصحة ونقابة الاطباء نتيجة اللجوء إلى مراكز التجميل لغير المنتسبين لمهنة الطب أوالمتخصصين من أطباء الجلدية والتجميل والاستخدام العشوائى للمعدات الطبية وغير الخاضعة للتعقيم، مثال ليزر إزالة الشعر والمتسبب فى العديد من الحوادث والمشكلات حيث تخضع المريضة لجلسات كثيرة دون نتيجة وقد تعرضها للعديد من المخاطر والأضرار والإصابة بالميكروبات وبأمراض معدية بسبب استخدام الأدوات غير المعقمة أو مواد للحقن ممنوعة دوليا - وايضا عدم التشخيص السليم لكثافة الشعر، ووجود خلل فى الهرمونات وأمراض جلدية تمنع أستخدام الليزر مثل الصدفية والبهاق وامراض تستدعى الحذر كالسكرى وسيولة الدم وأيضا الحقن الخاطئ من غير المتمرسين لمعرفة هيكلة الوجه، وبالنسبة الى الليزر المجدد للبشرة يجب اتخاذ عدد من المعايير للسلامة من فحص الجلد ولون البشرة وميلها للتصبغ والتبقع ومكان ونوع التجاعيد وتضيف أن المشكلات التى تحتاج الحقن بمادة فيلر للوجه وأسبابها غالبا ما تواجه الكبار او من تخطو الثلاثينات من أعمارهم، ولا يعنى تقدم السن الوصول للشيخوخة، فهناك الكثير من الشباب المقدمين على أستخدامها للوجه بهدف تعديل مشكلة جمالية بسيطة، وللحصول على مظهر جمالى أكثر تألقا مثل حقن الشفاه لزيادة حجمها - ايضا من تلك المشكلات التى تحتاج للحقن بالفيلرعلاج بعض العيوب بسبب الوراثة، وهى تبدأ خلال فترة الصغر والشباب، ولا تنتظر حتى تصل الى عمر الثلاثينات والأربعينات وهناك مشكلات بفعل الزمن تظهر آثارها على جميع مناطق البشرة من تعب ووهن نتيجة كل ماتتعرض له من ضغوط حياتية ووتوتر وحزن، ومن التعرض لأشعة الشمس الضارة وإلى التلوث فى البيئة، كما ستجد أن المدخنات هن أكثر من يعانين من تجاعيد حول أفواههن وايضا عدم الاعتناء بالصحة والغذاء وشرب الماء والسوائل والعناية اليومية بالبشرة، ومع الوقت تختلف الملامح قليلا وتفقد البعض من جاذبيتها التى كانت موجودة من قبل ويصاب بعض الناس بالقلق من فقدان جمالهم والتغيرات، ويعد فيلر الوجه هو الحل والعلاج السحري، وهى مادة طبيعية الغرض الأساسى منها هو ملء تجويف فارغ فى الوجه أو اليدين ليحل محل الخلايا والآنسجة الهزيلة او الغائبة، وايضا يمكن تحفيز الخلايا الموجودة فى المكان الذى تم حقنه بذلك تساعدها على التجدد وإنتاج الكولاجين، ومع مرور الوقت تبدأ الخلايا فى استعادة وظائفها والأنسجة باستعادة حجمها الطبيعى السابق، بهذه الطريقة يساعد على شد الجلد مرة أخرى منع أى ترهلات وأعادة الوجه الى حجمه الطبيعى السابق كما تمكن فيلر الوجه فى بعض الأحيان من علاج مشكلات وعيوب الأنف منذ الولادة ومن تعديل وتجميل عيوبه المختلفة منها الآنف غير المستوى والبارز والمعوج والصغير أكثر من اللازم والمنخفض. وأخيرا يجب أولا التأكد ان المرشحون لحقن الفيلر للوجه هم من الذين يعانون من مشكلات جمالية بدون أسباب صحية، فلو كان صحيا يجب علاج المشكلة، قبل اللجوء الى حقن الفيلر، وثانيا أن بعض أنواع الفيلر قد تسبب الحساسية لبعض الناس ويجب التأكد قبل البدء فى الحقن أن الشخص لا يعانى من أى حساسية لذلك النوع ولا يعانى من أى مشكلة جلدية أو عدوى او التهابات لأن إجراء الحقن مع وجودها قد يؤدى لمشكلات أكبر كما ينطبق على وجود حبوب الشباب فيجب علاجها أولا حتى لا يحدث انتقال للعدوى وفى بعض الأحيان تزداد وتسوء المشكلة بعد الحقن، والاختيار الصحيح للنوع والتركيز المناسب حسب المنطقة المراد تصحيحها وعدم استخدام المواد الدائمة حيث توجد عدة أنواع مختلفة منه وليست كل الانواع مناسبة لجميع الناس فلكل بشرة وتجاعيد نوع
د محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يقول بالتأكيد هناك حالة من الهوس لها عدة أسباب منها عدم الثقة بالنفس والرضا عن الذات، وعدم الثبوت على قيم تجاه الذات مما يجعل الشخص يتشبث بالتقليد وبآراء الآخرين، ولا ننسى أن التربية والتنشئة داخل الآسرة عليها عامل كبير فى تكوين الصورالذاتية للفرد إما إيجابا أو سلبا، إيجابا من حيث اعتداله مع ذاته وهيئته وشكله وثقته بنفسه، أما لو الصورة سلبية تصبح شخصيته مهزوزة مشوهة مرجعيته دائما للآخرين غير واثق من نفسه وشكله رغم أنه مقبول من الآخرين وايضا يعكس تأثير الميديا على الإنسان التى تسببت فى هوس التجميل وعليها، دور خاصة عندما تكون الشخصية مهيأة للاستجابة للتقليد وخاصة الدعاية عن التجميل وينصح أولا بالبحث عن اهتمامات وجماليات أخرى فى الحياة غير الشكل تعتمد على الاهتمام بجمال الروح، نظافة المظهر العام والسلوكيات والقناعة الداخلية ان لكل مرحلة عمرية جمالها وأن الجمال شئ نسبى.
رابط دائم: