رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أعاد توزيع الأغنيات القديمة وقدم للسينما 70 فيلما..
«عزت أبوعوف».. متعدد المواهب الذى أحدث «ثورة موسيقية»

أحمد السماحى
عزت أبوعوف

توقف يوم الإثنين الماضى قطار الفنان متعدد المواهب و«جنتلمان» السينما المصرية عزت أبوعوف، عن الحركة، بعد أن ترك للمكتبة السينمائية نحو 70 فيلما سينمائيا، يمجد فيها إنسانية الإنسان ويستقى منها عطر التفانى والإخلاص.. كان ابتسامة على شفاه الحياة، وكانت ابتسامته تتسع لكل الناس،

وقلبه يتسع لحب الإنسانية، لهذا نعاه كثير من زملائه الفنانين، وأيضا مهرجان القاهرة السينمائى الدولي. نعوا ابتسامة تتوارى فى مواجهتها الأحزان، وبكوا تواضعا يستحى أمامه الكبرياء، فكل من عرفه لا يملك إلا أن يحبه، لأنه أحب كل انسان، ولم يكن عطوفا وحنونا على الانسان فحسب بل على الحيوان أيضا.


بيت فني

عشق «أبو عوف» الفن منذ طفولته إذ نشأ فى بيت مفعم بالموسيقى والغناء، فوالده «شفيق أبو عوف» رائد من رواد الموسيقى الشرقية، وفى هذا البيت استمع وتعرف إلى عمالقة النغم مثل «أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وزكريا أحمد وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وغيرهم من نجوم الاربعينات والخمسينييات».

وفى بداية الثمانينيات، كون مع شقيقاته فرقة غنائية حملت اسم «الفور إم»، قدمت العديد من الألبومات الغنائية، المتطورة موسيقيا، وأعادوا للأجيال الجديدة ــ وقتها ــ بعض الأغنيات التراثية مثل «حكيم عيون» للموسيقار محمد عبدالوهاب، وأوبريت «الليلة الكبيرة» لسيد مكاوي، و«يا حبيبى تعالى الحقني» لأسمهان، و«أنا قلبى دليلي» لليلى مراد، و«ياسارية خبريني» لطلال مداح وغيرها.. وفى أثناء رحلتهم لم ينسوا الطفل المصري، فقدموا له «ألبومين» غنائيين، الأول «دبدوبة التخينة» والثانى «الفور ليجز» وشاركهم فيهما المذيع الراحل طارق حبيب، كما قدموا للمسرح الغنائى مسرحيتين هما: «أربعة غجر والخامس جدع»، و«عشرة على باب الوزير» فضلا عن العديد من المسلسلات الدرامية.


إعادته للغناء القديم

وعن سر إعادته للأغنيات القديمة قال لى فى حديث دار بيننا ونشر وقتها: «إعادة توزيع الأعمال القديمة علم يُدرس فى كل معاهد الموسيقى فى العالم، وهو أصعب من تلحين أغان جديدة، وما دفعنى الى تقديم هذه الاعمال أننى كنت أريد نشر تراثنا الغنائى للأجيال الجديدة التى كـانت تسمـعنا ومعـجبة بما نفعله، بالاضافة إلى أننا عندما ظهرنا كان يبدو على مظهرنا الخـارجى وعلى آلاتنا الموسـيقية أننا أجانب، فأحببت أن أقول للكل إننا مصريون «قوي» ونعشق الأعـمال العـربية، وتلك الفترة التى استمرت نحو خمـسة عـشر عاماً لم تُقـيّم بشكل سليم ومرت على النقاد والمهتمين بالغناء مرور الكرام، وتجاهلوا الدور الذى قمنا به، وما يحـزننى أننى قُدّرت كممثل ولم أقدّر كمـوسـيقى برغـم الـدور الذى قمت به ورغم أننى «موسيقى هايل»


ريادة الموسيقي

فى الحوار نفسه قال عن تجربته الموسيقية والغنائية: أعتقد أننا كنا رواداً، ولست وحدى فى هذا، كان معى «عمار الشريعى وهانى شنودة ومحمد نوح»، ولم نكن نمزح أو نرتزق من وراء هذا، بل كان وراء عملنا علم ودراسة، وكنا عازفين وموسيقيين «هايلين» وأحدثنا ثورة فى الموسيقي، انتشرت على مستوى العالم العربي، حتى إن «عبدالحليم حافظ» فى آخر أيامه، وبعد أن استمع إلى عزفى فى أحد الفنادق، طلبني، وقال لي: «بعد عودتى من رحلة العلاج سأقدم أغنيات بالطريقة التى استمعت إليها منك» لكنه سافر ولم يعد!والتطور الذى أحدثناه فى الموسيقى كان صحيحاً لكنه لم يُحَس.

يقفز من السفن القديمة

ومع بداية التسعينيات سرعان ما تشتت فرقة «الفور إم»، وانشغل أبو عوف فى مجال التمثيل وترك الغناء، وكانت البداية على يد المخرج «خيرى بشارة» الذى قدمه فى فيلمه الغنائى «آيس كريم فى جليم» مع عمرو دياب، وسيمون، وبعد النجاح الكبير الذى حققه فى هذا الفيلم توالت عليه الأفلام السينمائية حتى إنه كان يمثل فى العام الواحد ثلاثة وأربعة أفلام برغم قلة إنتاج السينما المصرية فى التسعينيات.

وعن تركيزه فى السينما والتمثيل قال لي: تعلمت من والدي، أننى عندما أطرق مجالاً جديداً، لا بد أن أتفرغ له وأحرق سفنى القديمة، حتى أقدم أفضل نتائج فيما اخترته، لأن «صاحب بالين كداب»، فمثلاً عندما احترفت الغناء تركت كل ما يتعلق بالطب وتفرغت للموسيقي، وكذلك عندما احترفت التمثيل تركت الموسيقي.

أسرار البنات

ونحن نتحدث عن أفلامه السينمائية إلا ننسى دوره الإنسانى الرائع فى فيلم «أسرار البنات» للمخرج مجدى أحمد علي، ففى هذا الدور قدم دور الأب المصدوم بما فعلته ابنته التى كان يراها طفلة بريئة، وكان ظهوره كضيف شرف فى فيلم «الجزيرة1» مميزا للغاية، إذ أدار معركة النهاية بين الحكومة، ومنصور الحفني، وترك وقوفه أمام أحمد زكى فى فيلم «أرض الخوف» علامة فارقة فى تاريخه السينمائي، وكان من أكثر الأدوار التى يحبها، ورسم الابتسامة على شفاه الجمهور وهو يمثل مع تامر حسنى فى فيلم «عمر وسلمي» بأجزائه حيث قام بدور الأب » المودرن».

طيور الظلام

وبعيدا عن ما سبق، قدم العديد من الأفلام السينمائية نذكر منها «حلم العمر»، و «واحد من الناس» ، «السفارة فى العمارة»، و «عبود على الحدود» ،و«امرأة فوق القمة»، و»علاقات مشبوهة»، و«امرأة هزت عرش مصر» ، و«بخيت وعديلة»، و«إشارة مرور»، و«ليلة ساخنة»،و «طيور الظلام»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، و «بنات وسط البلد».

نعى مهرجان القاهرة

من جهتهم، نعى عدد كبير من نجوم الفن الفنان الراحل، كما نعى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رئيسه السابق الفنان القدير عزت أبو عوف، قائلا: «كان القامة الفنية الكبرى التى قادت دفة المهرجان بين عامى 2006 و2012 ليسهم بكل جهده قى دفع المهرجان للأمام، رحمه الله وتغمد أهله وجمهوره ومحبيه بالصبر والسلوان».

كما نعته نقابة المهن التمثيلية واصفة اياه ان «نموذج للفنان المحترم الخلوق».




 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق