رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قبل «مكيفات الهواء»..
ذكريات آرثر ميلر مع «الحر»

ميلر ومارلين مونرو التى اقترن بها لعدة سنوات

قبل «مكيفات الهواء»، تحت ذلك العنوان كتب الكاتب المسرحى الأمريكى آرثر ميلر مقالا له، ونشر أول مرة منتصف يونيو عام 1998، وحكى فيه عن ذكريات طفولته فى مواجهة «حر» الصيف بمدينة نيويورك.

والطريف أن بعض التجارب التى أوردها الكاتب الكبير فى مقاله، الذى أعادت نشره مجلة «ذا نيويوركر» الأمريكية ضمن تغطية خاصة لمواجهة الحر العنيف الضارب للعالم شرقا وغربا هذه الأيام، لاتزال حية ومازال يجرى استخدامها من قبل كثيرين حتى مع بداية عصر «مكيفات الهواء».

يحكى ميلر، صاحب روائع «كلهم أبنائى» و «مقتل بائع متجول»، أنه مارس فى طفولته خلال العشرينيات ذات ألاعيب رفاقه للتغلب على الحر بمطاردة سيارات بيع «المثلجات» المتجولة ببطء فى شوارع نيويورك، سعيا للفوز بقطعة أو أكثر من طيباتها.

ويحكى عن قاطنى الشوارع الراقية بنيويورك، والذين لم تسمح لهم مكانتهم الاجتماعية، بالرضوخ أمام سطوة الحر واحتلال الأرصفة المواجهة لمنازلهم سعيا وراء «نسمة» هواء. ولكن ذلك العند لم يعانه قاطنو الشوارع الأقل رقيا بالمدينة الأمريكية، والذين التزموا بافتراش الحدائق المختلفة.

لكن نسمات تلك المناطق فى وقتها كانت «حكرا» على الأمريكيين من أصحاب العرق الأبيض، حيث كان ذوو الأصول الإفريقية يهربون من لهيب الحر فقط داخل حى «هارلم» الذى كان «جيتو» مغلق عليهم أيام الفصل العرقي. وهناك من كان يختار «ترام» نيويورك ذا النوافذ المفتوحة، فيسدد التذكرة ويركبه مع الأسرة أو الأصدقاء فى رحلة مفتوحة لا هدف لها، إلا «نسائم» الهواء.

«ولكن مواسم الصيف باتت أكثر حرارة»، وفقا لوصف ميلر أحوال الأمريكيين خلال سنوات «الكساد» الاقتصادى بالثلاثينيات. فيحكى عن معاناة عمال مصنع والده لإنتاج «المعاطف الشتوية»، والذين كانوا يفيضون بـ «العرق» مع غياب وسائل تهوية فعالة تعينهم على الحرارة المضاعفة من الأقمشة الصوفية. وتسبب ذلك في تكرار حوادث وإصابات للعمال المصرين على مواصلة العمل، مخافة فقدان مصدر الرزق .

ويشير ميلر، الذى وافته المنية عام 2005، إلى أن أول تعارف له مع «المكيفات» كان فى الستينيات خلال فترة إقامته بأحد الفنادق. وكان المكيف هناك من النوع الذى يعمل بــ «الماء»، فيغرق الحجرة برذاذها قبل أن يبدأ محاولة «ترطيب» يائسة للجو.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق