رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اليسار بلمسة «خضراء».. الخضر قادمون

مها صلاح الدين
> شعارات أحزاب الخضر فى أوروبا وأستراليا

خلافا للسائد، "الخضر" ليست مجرد مرادف لأحد أقوى الأحزاب الألمانية بل إنه فكر سياسى قديم منذ سبعينيات القرن الماضى، تتبناه العديد من الأحزاب فى قرابة ٩٠ دولة حول العالم، ويقوم على عدة مبادئ رئيسية، هى الحفاظ على البيئة، والعدالة الاجتماعية، ونبذ العنف، وتبنى القرارات السياسية بالإجماع.

فأحزاب "الخضر" ليست معنية فقط بقضايا البيئة ومشاكلها، وإن كانت هى قلب سياستها ومحورها، بل لها أجندة واسعة تتضمن أيضا ملفات أخرى كالدفاع عن حقوق الفئات الاجتماعية المهمشة، وحقوق المرأة والأقليات، فضلا عن الدعوة للسلام ونبذ العنف، وغيرها من الأفكار، التى تعرف بالسياسات الخضراء.

وإذا تم تصنيف أحزاب الخضر، وفقا للتصنيف الأيديولوجى التقليدى الذى يتراوح ما بين اليمين واليسار، فهى أحزاب تنتمى إلى اليسار، لكنها استطاعت تطوير نفسها وأفكارها على نحو مكنها من بناء قاعدة شعبية كبيرة لها.

فالفكر الأخضر، على سبيل المثال، يدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق المزيد من التشريعات التى تحد من الثراء الفاحش، ودعم الأوضاع المعيشية للأقل دخلًا، فضلا عن سعيها للحد من استخدام الطاقة النووية فى الأغراض السلمية لما لها من آثار سلبية على البيئة، وتغليظ الضرائب المفروضة على الصناعات الملوثة للبيئة والمنتجة للكربون، ودعم عملية البحث العلمى للتقليل من هذه الآثار.

والبيئة التنظيمية لأحزاب الخضر مختلفة عن تلك المعتادة فى الأحزاب السياسية الأخرى، إذ ترفض غالبيتها تعيين رئيس لها بالمفهوم التقليدى، وتستعيض عن ذلك بالمتحدث الرسمى للحزب، فيما تبقى عملية صنع القرار مسئولية الهيئة العليا للحزب.

كل هذا جعل من الفكر الأخضر جذابا لفئات اجتماعية كثيرة، ولا سيما بالنسبة للشباب ومن يتمتعون بمستويات تعليمية مرتفعة ، فضلا عن النساء والعاملين فى قطاعات الخدمات الاجتماعية والثقافية، كالفنانين والأطباء وأساتذة الجامعات والمعلمين.

وتاريخيا ، يعد أول الأحزاب السياسية الذى دشنت حملتها الانتخابية بالدعوة لسياسات خض راء، كان حزب "تسمانيا المتحد" بأستراليا، الذى تأسس فى مارس ١٩٧٢، واستطاع الحصول على قرابة ٤٪ من أصوات الناخبين فى أول انتخابات يخوضها بالبلاد، تلاه "حزب القيم" بنيوزيلندا الذى تأسس نهاية العام ذاته. أما على الصعيد الأوروبى، فكانت بداية الأحزاب الخضراء من بريطانيا تحت مسمى "حزب الشعب" ، الذى تأسس عام ١٩٧٣، وحمل فيما بعد اسم "الحزب الأخضر"، لكن تظل أكبر الأحزاب الخضراء فى أوروبا على الإطلاق هو حزب الخضر الألمانى الذى تأسس عام ١٩٨٠، واستطاع تصدر المشهد السياسى فى ألمانيا لفترة طويلة تراوحت ما بين عامى ١٩٩٨وحتى عام ٢٠٠٥، عبر تشكيله ائتلافا حكوميا مع الحزب الديمقراطى الاجتماعى.

واشتهر حزب الخضر الألمانى بمعارضته للاستخدامات السلمية للطاقة النووية فى البلاد. وتمكن عام ٢٠٠١ من تمرير اتفاقية تنهى اعتماد البلاد على مصدر الطاقة الجدلى تلك. لكنه أثار حفيظة خضر العالم، ودخل فى خلاف حاد معهم ، بعدما دعم عام ٢٠٠١ قرار المستشار الألمانى حينها جيرهارد شرودر فى الاشتراك بالحرب الأفغانية، التى شنتها الولايات المتحدة فى أعقاب أحداث ١١ سبتمبر 2001، وواصل عمله فى الائتلاف الحكومى دون تقديم استقالته.

وبغض النظر عن الانقسامات الداخلية بين الخضر فيما بينهم ، فهذا لا يمنع أنهم استطاعوا فى فترة وجيزة تحقيق مكاسب سياسية هائلة بالنسبة لحداثة عهدهم بالسياسة مقارنة بأعمار الأيدلوجيات والأطياف السياسية الأخرى، وربما تحمل الفترة القادمة المزيد من الانتصارات السياسية لهم ، ولا سيما بعد تمتعهم بنفوذ أكبر داخل البرلمان الأوروبى فى دورته الجديدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق