كان الفستان قديما رمزا للأنوثة والدلال والخيلاء، وكثيرا ما تبارت بيوت الأزياء في وضع تصاميم تليق بنجمات السينما والمسرح، وكلها كانت مستمدة من قلب الشارع المفعم بالألوان والأشكال المختلفة للفساتين التي كانت تعكس الذوق العام، وتعبر عن ثقافة الانفتاح والتحرر في الأفكار، لهذا عندما تتصفح فتاة اليوم الألبوم الخاص بصور أمها أوجدتها، أو حتي تشاهد أفلام «فاتن حمامة، شادية ،هند رستم، سعاد حسني، صباح، نادية لطفي» وغيرهن من فاتنات الزمن الجميل، تتخيل الفرق الكبير بين ما كانت ترتديه النساء في الماضي، وما نراه من كثير من المشاهد المشوهة في الشارع الآن، ومن ثم تتحسر بعضهن علي ذلك الماضي الجميل بأناقته المشهودة، خاصة بعد انحسار الفستان الذي كان يكسب المرأة صفة الهانم، أو «الليدي» في ذلك الوقت. ونحن علي أعتاب عام جديد واحتفالاته وسهراته وأمنياته، نتساءل أين اختفي فستان زمان؟!.
انحسر الفستان كزي مميز أمام اجتياح ملابس «الكاجوال» مثل البنطلون وغيره، ولم يعد من العلامات المعبرة عن الفتيات مع بداية فترة الثمانينيات، التي استوردت ثقافات غربية وعربية دخيلة علي الثقافة المصرية التي كان «فستان البنت» هو أبرز علاماتها.
والمثير للدهشة حقا أن المرأة المصرية هي أول من ارتدت الفستان علي مر التاريخ، فقد أعلن متحف «بيتري» في بريطانيا في 2016 ، أنه تم التوصل إلي أن «أقدم فستان في العالم»، ارتدته سيدة مصرية قبل 5500 عام، كما وجد قميص وفستان مرصع بالخرز يرجع تاريخهما إلي ستة آلاف سنة في مصر. فهل تعود موضة الفستان الأنيق مرة أخري للشارع المصري؟.
رابط دائم: