حذر ستافان دى ميستورا المبعوث الدولى إلى سوريا من إمكانية تعزيز تنظيم «داعش» الإرهابى لمواقعه، بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا.
وقال دى ميستورا، الذى سيغادر منصبه بداية العام المقبل، إن سحب القوات الأمريكية سيوجه ضربة إلى الأكراد بالدرجة الأولي، مضيفا أن الأكراد «مكون مهم جدا فى سوريا، ولا يجب أن نتجاهله فى أى حال من الأحوال».
يأتى ذلك فى الوقت، الذى أعلن فيه الكرملين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسى فلاديمير بوتين ناقشا فى مكالمة هاتفية الصراع السورى والخطط الأمريكية لسحب القوات من المنطقة. ووفقاً للكرملين، قال بوتين إن سلسلة من المحادثات التى استضافتها أستانا بكازاخستان تخلق الظروف لتحقيق تسوية طويلة الأمد وموثوقة فى سوريا.
فى غضون ذلك، اجتمع أمس وزراء دفاع وخارجية روسيا وتركيا. وكشف سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى عن أن هذه الاجتماعات عقدت لبحث الأوضاع الناجمة عن تنفيذ قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إلى جانب ما يتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح فى إدلب، وتنفيذ ما سبق توصل إليه الجانبان الروسى والتركى من اتفاقيات وما يتعلق بمنطقة شرق الفرات. وكان ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين كشف عن ان الاجتماع المقرر فى صيغة «2+2» سيبحث الوضع فى مدينة منبج السورية وخطط أنقرة لإجراء عملية عسكرية فى المنطقة.
فى هذه الأثناء، أوصى قادة أمريكيون باحتفاظ مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة التى حصلوا عليها من أمريكا بعد الانسحاب من سوريا، وفقا لتقرير حصرى لوكالة رويترز للأنباء. وقال ثلاثة من هؤلاء المسئولين، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجرى بشأن مسودة خطة من قبل الجيش الأمريكي.
وأشارت الوكالة إلى أن توصيات القادة الخاصة بالأسلحة جزء من مناقشات تجريها وزارة الدفاع الأمريكية ولم يتم اتخاذ قرار نهائى بعد. ولم تعرف التوصية التى سترفعها وزارة الدفاع الأمريكية فى نهاية الأمر للبيت الأبيض.
فى غضون ذلك، أفادت معلومات عن توجه وحدات النخبة فى الجيش السورى إلى مدينة منبج. ويذكر أن الجيش السورى ينقل الفرقة الرابعة دبابات إلى منطقة مدينة منبج. كما تم نقل دبابات ومدافع «شيلكا» التابعة للحرس الجمهورى السورى اللواء 105 فى الاتجاه نفسه.
من جانبها، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن أهم ما ترتب على قرار سحب القوات الأمريكية هو أن روسيا حققت ما كانت تصبو إليه. ورأت الصحيفة أن الأهداف التى حققتها موسكو من وراء سحب القوات الأمريكية من سورية تشمل التمركز الدائم فى سوريا، ووجود رئيس يعتمد بصورة كاملة على دعم الروس وأسلحتهم، ووجود سلسلة من القوى واللاعبين الآخرين فى الشرق الأوسط الذين يقرون جميعهم بالدور المهيمن لروسيا فى المنطقة.
وقالت «التايمز» إن الانسحاب الأمريكى بدد قلق الرئيس الروسى من إمكانية حدوث صدام مع قوات غربية، مشيرة إلى أن هذه القوات ستختفى عما قريب.
على صعيد آخر، أكد أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أن هناك نية لزيارات وفود رسمية من الإمارات إلى سوريا فى الفترة المقبلة، موضحا أن قرار عودة سوريا للجامعة العربية يحتاج لتوافق عربي. وشدد قرقاش على أن الجميع مقتنع بأنه لا بد من مسار سياسى لحل الأزمة السورية، مضيفاً أن فتح الاتصال مع دمشق لن يترك الساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية.
فى حين، كشفت مصادر إعلامية موريتانية، نقلا عن مصادر مطلعة، عن أن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز سيقوم بزيارة رسمية إلى سوريا للقاء الرئيس السورى بشار الأسد، فى ثانى زيارة لرئيس عربى لسوريا منذ ثمانى سنوات، مشيرة إلى أن الرئيس الموريتانى قرر الاستجابة لدعوة من الأسد لزيارة سوريا مقدمة منذ فترة حيث حدد لها بداية الشهر المقبل.
رابط دائم: