رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ابن اخيه يروى صفحات مجهولة من حياته..
مات العقاد فلم يترك للورثة إلا 500 جنيه!

أسوان. ياسر أبوالنيل

  • عمل بجريدة «الأهرام» .. فتوهج وصار من كبار كتاب الثورة

  • أحضر له د.هيكل كتابا من أوروبا.. فقال له العقاد: الكتاب فى مكتبتى منذ عامين

  • دخله الشهرى لم يزد على 325 جنيها

  • أجره على الكتاب الواحد لم يتجاوز أبدا 1000 جنيه مع بعض النسخ من الناشر

  • ندوته الشهيرة كل جمعة حضرها كبار المثقفين

 

مع مطلع العام الجديد، يكون قد مر 55 عاما على رحيل عملاق الأدب والفكر عباس محمود العقاد، و130 عاما على مولده. رحل أقرانه وتلاميذه إلا أن ذكراه مازالت باقية فى كتبه ومؤلفاته ودواوين شعره تخلده كعلامة بارزة فى حياتنا الثقافية لكل ناطقى لغة الضاد.

هكذا بدأ عبدالعزيز أحمد العقاد، ابن شقيق العقاد، حديثه قائلا: كان للعقاد 4 أخوة، والدى أحمد ويس ومصطفى (الذى توفى فى حياة العقاد) ثم شقيقة واحدة هى فاطمة، وقد توفى الجميع إلى رحمة الله تعالى. ولد العقاد أول يوليو عام 1889 فى الشارع المعروف اليوم باسم « بيومى سيد» بأسوان، وحفظ القرآن مثل أقرانه فى كتاب الشيخ نصير، واصطحبه والده إلى ندوات الشيخ الجداوى، وهو المعلم الأول للعقاد ولكل مثقفى أسوان فى ذلك الزمان.

...............................

حصل الأستاذ على الشهادة الابتدائية من مدرسة أسوان الأميرية فى 1903 وأطلق اسمه على المدرسة فى بداية السبعينيات بعد تحويلها إلى مدرسة ثانوية وتنقل فى عدد من الوظائف الحكومية والأهلية. كانت صلة العقاد فى بداية حياته الأدبية والشعرية بالصحافة صلة الهواة، عندما كانت الصحف تشجع الشباب على كتابة المقالات السياسية، ثم انتقل إلى القاهرة ليعمل كاتبا صحفيا ومراسلا وعمره 16 عاماً. وفى هذا الوقت تعرف على محمد عبدالقادر المازنى وعمل معه بإحدى مدارس العباسية مدرسًا وزامله فى الكتابة بالصحف، وسكن معه فى مقابر الغفير فترة قصيرة ثم سكن بمنطقة العباسية، ثم انتقل عام 1923 إلى مسكنه الشهير بمصر الجديدة (13 شارع السلطان سليم شقة رقم 3)، وهو المسكن الذى شهد ندوته الشهيرة صباح كل يوم جمعة، وعندما ضاقت الشقة بندوته وروادها وأقاربه الوافدين من أسوان استأجر الشقة المقابلة (وتحمل رقم 4) وذلك فى 1956 بإيجار شهرى 4 جنيهات، وكانت تضم 4 غرف بمنافعها، ومازالت الأسرة وأحفاد أشقاء العقاد محتفظين بالشقتين رغم سوء حالة المبنى. كان العقاد يختص أصدقاءه والمقربين من تلاميذه بتناول طعام الغداء بعد ظهر كل جمعة، وكان يعد المائدة طباخه النوبى عم أحمد حمزة من قرية ماريا بالنوبة القديمة، والذى رافق العقاد طوال حياته، وظل بعد وفاته وفياً له فعمل حارسا لمقبرته حتى رحيله بعد سنوات من وفاة العقاد.

الدكتور هيكل بالندوة

يحكى عبدالعزيز العقاد عن ندوة العقاد الشهيرة أنها كان يحرص على حضورها مثقفو العصر، ومنهم الشاعر كامل الشناوى، وأنيس منصور، ولورا الأسيوطى، وروحية القلينى، وحمدى إمام، وصلاح طاهر، وخليفة التونسى.. وغيرهم. ومن الطريف أن فرقة «آخر ساعة» بقيادة الدكتور فرحات كانت تقدم فاصلا فكاهيا بالندوة التى كانت تبدأ من التاسعة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا (ويحضرها عامة الناس)، وكانت تقدم فيها القهوة وعصير الليمون للجميع، أما المقربون والزوار القادمون من أسوان فكان لهم حق تناول الغداء، ثم كانت تعقد ندوة للخاصة بعد صلاة العصر تمتد إلى وقت العشاء.

ويتذكر عبدالعزيز يوم أن حضر الندوة الأستاذ محمد حسنين هيكل، وأجلسه العقاد بجواره، وتحدث هيكل معلنا صدور كتاب جديد فى دور النشر بأوروبا لم يصل إلى مصر بعد. هذا الكتاب اصطحبه الأستاذ هيكل معه وكان يتحدث عن لغة الطيور وأصواتها وتفرد كل طير بنغمات تختلف عن الطير الآخر.. وفاجأ العقاد الجميع قائلاً إن هذا الكتاب ليس بجديد فقد اقتنيته وقد التحقت به أسطوانة خاصة منذ عامين.. وطلب العقاد من ابن أخيه المرحوم عامر العقاد أن يحضر الكتاب والأسطوانة من مكتبته وعين له مكانه وطلب منه أن يدير الأسطوانة على الفونوغراف فسمع الحاضرون أصوات الطيور، البلبل والكروان والعصفور.. وشرح الأستاذ العقاد تغير نغمات كل طائر، وكيف نفرق بينها، وذلك وسط دهشة الأستاذ هيكل وكل الحاضرين بالندوة!

وكان العقاد قادرا فى ندوته على الحديث فى أى موضوع والإجابة عن أى سؤال.. فقد كان موسوعة تمشى على الأرض، متواضعاً، نشأ فى أسرة بسيطة، وعلم نفسه بنفسه، وكان دائمًا فى وضع مالى حرج، وعندما توفى لم يترك لورثته ثروة مالية وإنما ترك كتبه ودواوين شعره، ووجدنا فى البنك مبلغ خمسة آلاف جنيه خصم منها 4500 جنيه ضريبة تركات وبقى لورثته 500 جنيه فقط. وعن دخله الشهرى يقول عبدالعزيز إنه لم يزد على 325 جنيها شهريا، منها 125 جنيها من جريدة الأخبار مقابل 4 مقالات، بواقع مقالة فى كل أسبوع، ثم مبلغ 25 جنيها مكافأة مجمع اللغة العربية، و25 أخرى مقابل مقاله بمجلة «منبر الإسلام» الشهرية، و25 جنيها من مجلة الأزهر، و50 من المجلس الأعلى للفنون والآداب، و50 من مجلة «أرامكو» التى كانت تصدر عن شركة بترول سعودية، ثم كان يحصل على 25 جنيها (وهو أعلى أجر) من الإذاعة المصرية، أما دخله من تأليف الكتب فكانت حصيلة الكتاب الواحد بين 100 و150 جنيها يقدمها الناشر للعقاد مع بعض النسخ!

الساعات الأخيرة

يتذكر عزو العقاد «كما يناديه أصدقاؤه بأسوان» الأيام الأخيرة من حياة العقاد، حيث «أصيب الأستاذ بجلطة فى ساقه وتم استدعائى من أسوان لأرافقه أثناء مرضه الذى لم يستمر لأكثر من شهر امتنع خلاله عن عقد ندوته الشهيرة، وكان طبيبه الخاص - صديقه وابن أسوان ابن بلدته الدكتور الشهير محمد يسن عليان، الذى كان يلازمه صديقه الأسوانى الحاج فاوى ربيع مؤسس نادى أسوان بالقاهرة بتشجيع من العقاد». وكان العقاد فى فترة سجنه قد أصيب بالتهاب فى الجهاز التنفسى لازمه بقية حياته وظل يستخدم كوفيته الشهيرة بعد خروجه من السجن أثناء الإصابة بالبرد، وكان عندما يصاب بنزلة البرد يهرع إلى أسوان للاستشفاء. وفى فجر 12 مارس 1964 كان دورى لمرافقة العقاد فى شقته فنادى عليّ وهرعت إليه فطلب منى أن أساعده على الجلوس لأنه «دائخ»، وعندما أجلسته كما طلب انحنت رأسه على صدره وجريت للشقة المجاورة وأيقظت أبى وأخى عامر واستدعينا الدكتور محمد يسن عليان الذى قال لنا: البقاء لله.

انتشر خبر الوفاة، وعرض الرئيس عبدالناصر نقل جثمان العقاد بالطائرة لمسقط رأسه أسوان إلا أن والدى أحمد العقاد رفض وطلب نقله بالقطار حتى لا يكبد أهل أسوان مشقة التوجه إلى مطار أسوان البعيد.. وأمر الرئيس عبدالناصر بتخصيص عربة كاملة لنقل جثمان العقاد إلى مثواه الأخير بأسوان وسط حراسة مشددة ورافقه أفرد الأسرة و 10 من تلاميذه. ونظم الدكتور محمد عزت سلامة محافظ أسوان جنازة رسمية شعبية لوداع العقاد، وهو الذى اختار موقع مقبرته الحالية فى المدخل الجنوبى لمدينة أسوان بجوار مبنى الإذاعة والتليفزيون، وفى مدخل المقبرة تمثال شاهق من البرونز يمثل العقاد ممسكاً بكتاب، نفذه المثال عبد العزيز صعب فى عهد الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق والمحافظ اللواء صلاح مصباح مد الله فى عمريهما.

متحف العقاد

سألت وكيل ورثة العقاد: لماذا عارضت الأسرة تحويل منزله فى أسوان إلى متحف؟

فرد بحزم: الأسرة لم تعارض بل رحبت بالفكرة ولم نطلب تعويضا ماليا كما قيل بل طالبنا بتعويض بمنزل مقابل منزله.. فمنزل العقاد مساحته 241 مترًا فى قلب مدينة أسوان العتيقة وطالبنا بمنزل مماثل فى أسوان العتيقة أو الجديدة بنفس المساحة.. وشكل وزير الثقافة فاروق حسنى لجنة يرأسها المحافظ صلاح مصباح والفنان محمد نوارة لتحويل المنزل لمتحف وتعويضنا بما طلبنا لكن تعذر الأمر وتوقف التنفيذ بدون إبداء الأسباب رغم أن مطلبنا غير مبالغ فيه.. ومازلنا كأسرة وورثة العقاد نحلم بأن يتم تحويل منزله إلى متحف يخلد العقاد جزاء لما قدمه للثقافة والأدب والشعر والفكر والتنوير والكرة مازالت فى ملعب وزارة الثقافة ومحافظة أسوان. ويضيف: عندما توفى العقاد تقدمت حكومة دولة الكويت بعرض لشراء مكتبة العقاد التى تبين أنها تضم 40 ألف كتاب من أمهات الكتب النادرة بمبلغ 10 آلاف جنيه استرلينى وذلك فى عام 1964، لكننا سلمنا المكتبة لوزارة الثقافة، وهى موجودة الآن بالدور الثالث بالهيئة المصرية العامة للكتاب بجوار مكتبة الدكتور طه حسين، ووعدت الوزارة بتقييم مكتبة العقاد وسداد ثمنها للورثة.. وهذا لم يحدث للآن!

أما عن كتب العقاد التى كانت بمنزله فى أسوان، وكان الأستاذ يطلق عليها اسم «الإسعافات»، فكان يلجأ إليها عند حاجته لكتابة أى موضوع أو مراجعة أى معلومة فى أثناء تأليفه الكتب خلال وجوده بأسوان، وكانت تضم حوالى 400 كتاب، قدمناها هبة من الأسرة إلى مركز ثقافة العقاد بكورنيش النيل بأسوان مع حجرة نومه وجزء من صالونه، بالإضافة إلى «الروب دى شامبر» وعصاه العاج و2 كوفية والطربوش، وتضم حجرة النوم السرير والدولاب و«كومودينو» وتحتاج إلى عناية غير متوافرة لحماية الملابس والطربوش والكوفيات من العِتّه!

العقاد وأسوان

يقول عبدالعزيز إن العقاد كان يفخر ببلدته أسوان، وكان يحرص على الحضور إليها مرتين فى العام، مرة فى ديسمبر، ومرة فى فبراير، وفور وصوله للمنزل كان يتوجه لحجرة والدته لتحيتها فيقبل يديها ورأسها ويتسامر معها، وما من مرة زارها وإلا طلبت منه أن يتزوج، فيتهرب من الإجابة عنها مازحًا قائلاً: إذا تزوجت أنت يا «مُشدة» سأتزوج فورًا.. وكان يلقبها بلقب «المشدة» أى رئيسة العمال، كناية عن شخصيتها القوية وحزمها فى كل الأمور. وكان العقاد باراً بوالدته يحبها لدرجة التقديس، وبعد وفاتها كنا حريصين على ألا نأتى أمامه بسيرتها فقد كان رقيق القلب يجهش بالبكاء لأى سبب وهو الكاتب الجبار. وفى فترة وجوده بالسجن طلب من المأمور أن يتخير له فترة التريض فى الفترة التى لا يتم فيها جلد المساجين، وعندما أودع مستشفى السجن قال إنه لم يكن ينام الليل تأثراً بأنين المرضى من المساجين. وكان العقاد يحب الأطفال بوجه عام وأطفال الأسر بوجه خاص. وكان يحرص على زيارة أماكن بعينها يتريض فيها. وكان يحلو له نظم الشعر وهو يتأمل جمال الطبيعة وانسياب نهر النيل وكان يزور حديقة النباتات الشهيرة ومنطقة شلال أسوان وقرية الخطارة.. وبعد كل زيارة كان يطلب من أطفال الأسرة الذين يرافقوه أن يكتبوا فى مسابقة يجريها لهم ماذا شاهدوا، ويقدم جوائز عبارة عن مبالغ مالية وقطع من الحلوى والشيكولاتة لجميع الأطفال المشاركين. وفى صغره كان قبل صلاة الجمعة يعلو مئذنة مسجد منصور حمادة القريب من منزله وينشد أبياتا من الشعر يشيد فيها بنفسه وثباته على طريق الحق.

وكان العقاد دائما يردد: «أعترف بأننى أحب الشهرة والخلود ولكننى أعترف كذلك بأننى لا أطلبها بثمن يهيض من كرامتى وإننى إذا أحسست أن إنسانا يمتن على بشهادة أو شهادة يمنعها فلا نصيب له عندى غير التحدى الذى يذهب به إلى الحائط ولتذهب الشهرة وليذهب الخلود معها إلى الشيطان».

العقاد والصحافة

كيف التحق بالعمل الصحفى ولمع فى فترة الثورة الليبرالية أيام سعد زغلول وحتى فصله من حزب الوفد 1936؟

يقول عبدالعزيز العقاد: توفى والد العقاد عام 1907م وكان يعمل موظفا بالقسم المالى بمديرية الشرقية فترك الوظيفة وقيودها وانتقل إلى القاهرة واستقر بها ولم يكن له أمل غير صناعة القلم وميدان الصحافة التى كان يراسلها، وعمل مع الكاتب الكبير محمد فريد وجدى عام 1907م فى جريدة الدستور اليومية، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير بمفردهما، واضطر فى عام 1912م إلى العودة إلى الوظيفة بديوان الأوقاف لكنه ضاق بها فتركها واشترك فى تحرير جريدة المؤيد التى كان يصدرها الشيخ على يوسف، واصطدم بسياسة الجريدة التى كانت تؤيد الخديو عباس حلمى فتركها وعمل بالتدريس مع إبراهيم عبدالقادر المازنى ثم عاد للاشتغال بالصحافة فى جريدة الأهالى سنة 1917م وكانت تصدر من الإسكندرية وتركها وعمل بجريدة «الأهرام» سنة 1919 واشتغل بالحركة الوطنية وتوهج فصار من كبار كتاب ثورة 19 مدافعا عن حقوق الوطن فى الحركة والاستقلال، ثم أصبح العقاد الكاتب الأول لحزب الوفد المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى ودخل فى معارك حامية مع منتقدى سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد الثورة، وعمل مع عبدالقادر حمزة سنة 1923م فى جريدة البلاغ وارتبط اسمه بهذه الجريدة وملحقها الأدبى الأسبوعى، وذاع صيته فى المحافل الأدبية والسياسية، وانتخب عضوا بمجلس النواب، وسجل التاريخ وقفته الشجاعة أمام الملك فؤاد حينما أراد إسقاط عبارتين من الدستور تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان فارتفع صوت العقاد من تحت قبه البرلمان على رءوس الأشهاد قائلا عبارته الشهيرة: (إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه)، وكلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن فى عام 1930 بتهمة العيب فى الذات الملكية. اصطدم العقاد بعد ذلك بسياسة حزب الوفد تحت زعامة مصطفى النحاس باشا فآثر الانسحاب من العمل السياسى تدريجيا وفصله حزب الوفد عام 1936م فانتقل إلى مجال تأليف الكتب إلا أن صلته بالصحافة لم تنقطع وواصل كتابة مقالاته وتحرير صحف روزاليوسف والهلال وأخبار اليوم ومجلة الأزهر ومنبر الإسلام، والتحق بنقابة الصحفيين وسجل عضوا بقائمة الصحفيين المشتغلين فى 30 يونيو عام 1941، وحصل على البطاقة الصحفية التى تحمل رقم 55 حتى وفاته. ويذكر للعقاد انه أول صحفى مصرى ينشر حديثا صحفيا مع شخصية مصرية كبيرة فى عام 1908، وكان الحديث مع سعد زغلول ناظر المعارف (التربية والتعليم) فى صورة تحقيق عن شئون السياسة المصرية الداخلية، وهو فن صحفى لم يكن معروفًا فى الصحافة المصرية.

هو والتشاؤم!

يقول عزو العقاد إن الأستاذ العقاد كان يسخر من شىء اسمه التشاؤم والتفاؤل، وطلب منه الكثيرون أن يتصل بحى مصر الجديدة ليغير رقم المنزل الذى يقيم به فرفض، وإمعانا فى تأكيد أنه لا يتشاءم من شىء اشترى تمثالا لطائر البومة الذى يتشاءم منه الكثيرون ووضعه على مكتبه ليراه كل زائر لمنزله الذى يحمل رقم التشاؤم المعروف برقم 13. ويضيف أن العقاد لم يكن يخاف الموت، وله قصيدة شهيرة يطلب فيها من المشيعين بعد وفاته ألا يحملوه إلى القبر صامتين، ويطلب منهم الغناء لأن الموت كأس شهية.. وتقول بعض أبيات القصيدة:

إذا شيعونى يوم تقضى منيتى

                            وقالوا أراح الله ذاك المعذبا

فلا تحملونى صامتين إلى الثرى

                            فإنى أخاف اللحد أن يتهيبا

وغنوا فإن الموت كأس شهية

                       وما زال يحلو أن يغنى ويشربا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق