أهتمت السينما المصرية دائما بتجسيد وتناول كل الأحداث والمناسبات اجتماعية كانت أو تاريخية أو دينية، غير أنها، وبفعل فاعل من صناعها، تخلت تماما عن القيام بدورها فى السنوات الأخيرة، ليس فى موضوع المناسبات فقط بل وفى موضوعات كثيرة أخرى !
ولأننا نعيش الآن أجواء الاحتفالات بأعياد الكريسماس ورأس السنة، ومن المفروض أن المشاهد يسعى فى هذا التوقيت لمشاهدة أفلام جديدة تجسدها، غير أن شيئا من هذا القبيل أصبح فى حكم المستحيل عندنا، بدليل أنه وبنظرة سريعة على حصاد أفلام 2018 سنجد أنها لم ترصد أى نوع من المناسبات ولا حتى الأحداث الجارية، وفى الحقيقة أن هذا الأمر لم يسقط سهوا هذا العام فقط وإنما من سنوات كثيرة سابقة.
وبعكس الأفلام القديمة التى كانت تحرص على رصد وتناول كل الأحداث والمناسبات، وبالنسبة لأعياد رأس السنة سنجد أنها مثلها مثل كل الأحداث التى لم تتجاهلها أبدا حتى لو كانت مجرد مشهد، ولعلنا نذكر فيلم «هذا الرجل أحبه» لماجدة ويحيى شاهين، ويكفى أن فنانة كبيرة بحجم صباح تظهر فيه كضيفة شرف فى مشهد واحد فقط لتغنى فيه فيلم «أغلى من حياتى» لشادية وصلاح ذو الفقار اتخذ من ليلة رأس السنة مسرحا للتصاعد لذروة أحداث الفيلم.
«نهر الحب» لفاتن حمامة وعمر الشريف من منا ينسى هذا المشهد فى أثناء احتفالهما برأس السنة ورقصتهما الشهيرة التى لا يعكر صفوها سوى قدوم زوجها طاهر باشا «زكى رستم»؟
فيلم «قلبى دليلى» لليلى مراد وأنور وجدي وذلك المشهد من الاحتفال بليلة رأس السنة، التى تغنت فيه بتلك الأغنية الشهيرة الرائعة التى تحمل نفس عنوان الفيلم.
وهكذا ظلت السينما المصرية تتوارث الاحتفالات بأعياد رأس السنة، بل إن هناك أفلاما بنيت أحداثها على تلك الليلة فقط مثل «أرض الأحلام» و «ليلة ساخنة» وفيلم «ليلة البيبى دول».. ومن الأفلام الأخرى التى ظهرت فى تلك الليلة «الباشا» و «النمر والأنثى» و«المنسى»، و «جاءنا البيان التالي».
السينما العالمية والأمريكية منها تحديدا اهتمت اهتماما كبيرا بموضوع الاحتفالات بأعياد الكريسماس، حتى أنها أصبحت تخصص مؤخرا موسما كاملا لعرض هذه النوعية من الأفلام، ولا يقتصر هذا الموسم على مجرد اسم فقط وإنما هو «اسم على مسمي» بالفعل، حيث يعرض فيه الأفلام التى تدور أحداثها بالكامل عن الكريسماس وأعياد رأس السنة.
ودائما عندما نذكر فيلما عن «الكريسماس» لا بد أن يأتى على رأس القائمة الفيلم الأمريكى الشهير «Home Alone» و«حدى بالبيت»، فهذا الفيلم حصل وحده على نصيب الأسد من نجاح هذه النوعية من الأفلام، ليس عندنا فقط بل وعلى مستوى العالم بأجمعه.
غير أن هذا لا يمنع أن هناك أفلاما أخرى جديرة بالمشاهدة فى هذا التوقيت، منها مثلا «THE Holiday»، فمن يريد أن يستمتع بسحر هذه الأجواء الباردة والثلوج فعليه أن يشاهد هذا الفيلم لكاميرون دياز وكيت وينسلت وجود لو.
ومع نجاح هذه الأفلام انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة جميلة هى اجتماع عدد ضخم من نجوم هوليوود فى فيلم واحد ومن أشهرها « New Years Eve» الذى شارك فيه كل من جيمس بيلوشى وكاترين هيجل وهالى بيرى وميشيل فيفر واشتون كوتشر وروبرت دين يرو وهيلارى سوانك وجيسكا بل وصوفيا فيرجارا وسارة ميشيل باركر، وغيرهم من نجوم الولايات المتحدة الكبار.
رابط دائم: