رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكاية 260 مترا تلخص جزءا عزيزا من تاريخ الوطن فى مكتبة الإسكندرية

مصطفى طاهر

لم يعرف التاريخ المصرى الحديث، شخصية صاحبها كل هذا الثراء والتنوع، ومواكبة لمجموعة من أهم الأحداث الخالدة التى شهدتها أرض المحروسة خلال القرن العشرين، مثل ابن المنوفية الذى خرج من ميت أبو الكوم إلى حُكم مصر من القاهرة، لعب دورا مثيرا فى تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية للمصريين طوال العقود الأخيرة، بطل الحرب والسلام الذى قاد معركة النصر فى أكتوبر 73، وقاد بحرارة تلك الملحمة الأكتوبرية للصعود بالشخصية المصرية إلى عليائها وإحتفاظها بكرامتها وهويتها وكل حبة تراب من أرضها الطاهرة، «محمد أنور السادات» حفظت له مكتبة الإسكندرية، الركن الثقافى الخالد على شواطئ عروس المتوسط، مقامه الكبير فى تاريخ مصر، وتاريخ العسكرية المصرية، فنجحت فى تقديم استعراضها الخاص من خلال «متحف السادات» الذى ينجح فى نقلك إلى أجواء عالم كامل من حياة الشخصية الاستثنائية خلال مساحة 260 مترا فقط، فتعرف هناك «السادات» الذى استعاد سيناء لأحضان الوطن، وحكم مصر لمدة 11 عاما، بدأها بعد أن ألقى قبلها بـ18 عاما، بيان ثورة 23 يوليو وسط الضباط الأحرار، مؤسسى الجمهورية المصرية، وتعرف هناك فى ذلك المتحف، السادات «الإنسان» وسط عالمه وأدواته الشخصية ونبرة صوته فى خطاباته التى سجلها التاريخ.

.................................

متحف السادات يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل، يحتل موقعا رائعا فى قلب مكتبة الإسكندرية، على شاطئ المدينة الساحرة، وهو يأتى فى إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة ٢٦٠ مترًا، أول ما يقابل الزائر قبل دخول المتحف، عرض «بانوراما التراث» (Culturama) عن الرئيس السادات، وقد تمت الاستعانة فى ذلك العرض بلقطات فيديو أهداها التليفزيون المصرى لمكتبة الإسكندرية، يبلغ مجموعها ١٢ ساعة، وتضم عددًا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب، بالإضافة لفيلم السادات «أكشن بيوجرافى»، مع استعراض لجميع الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التى لم تذع من قبل، سواء فى مصر أو الدول الأجنبية.

ويضم المتحف تشكيلة رائعة ومتنوعة من مقتنيات صاحب النصر، منها عدد من الأوسمة والنياشين التى حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة، سواء من داخل مصر، أو جاءت كإهداء من دول العالم المختلفة، بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان السادات.

وسط المقتنيات ستجد عددًا من الميداليات، كما ينفرد المتحف بالتشكيلة الأهم، لمجموعة البدل المدنية والعسكرية للرئيس، ومنها البدلة العسكرية التى كان يرتديها يوم العرض العسكرى فى ذكرى النصر 6 أكتوبر 1981م، مغطاة بدماء الشهيد بعد اغتياله، فى ذلك اليوم الحزين من تاريخ مصر الحديث.

يجد الزائر فى جولته جهاز الراديو الخاص بالسادات، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعددًا من أندر الكتب التى أهديت إليه، وعددًا من «بورتريهاته»، إلى جانب العصا الشخصية الخاصة به، ومجموعة من السيوف العربية، والدروع التذكارية، و«البايب» الشهير الذى كان يدخن به، يعتبر من أشهر أيقوناته، والعباءة التى كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم.

الدكتور مصطفى الفقى، رئيس مكتبة الإسكندرية قال لـ «الأهرام» إن المكتبة تحتفى احتفاء خاصا بذكرى مئوية ميلاد الرئيس الراحل أنور السادات، وقد احتفلت من قبل بمئوية الرئيس جمال عبد الناصر، وتذكر المكتبة الدور التاريخى للرئيس الراحل أنور السادات، باعتباره رجل دولة من طراز رفيع، استطاع أن يتحرك وفقا للمتغيرات الدولية فى عصره، وهو صاحب القرارين: قرار الحرب، وقرار السلام، والذى عاش حياة ثرية وطنيا وسياسيا، فكان بحق نموذجا للمصرى المناضل فى مراحل عمره المختلفة، ودفع حياته ثمنا لسياساته، فهو بحق شهيد الوطن، وإبن مصر البار.

السيدة جيهان السادات كانت لها أياد بيضاء على «متحف السادات» فقد قامت برعاية المتحف منذ الخطوات الأولى للتأسيس، وأهدت هى وأسرة الرئيس للمتحف صندوقًا يضم ثلاثة مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية، كانت أهديت للسادات خلال زيارته إلى القدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضًا تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس الراحل، وأوراقًا شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده، وأملى جزءًا منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.

ويأتى ذلك المشروع جهدًا مشتركًا بين المعهد الدولى للدراسات المعلوماتية وإدارة المشروعات الخاصة بالمكتبة، وهو يهدف إلى رقمنة المجموعة الخاصة بالزعيم الراحل بالكامل، وإتاحتها فى صورة تسهل البحث للمؤرخين والباحثين بغرض دراسة أحد أهم المراحل الانتقالية فى التاريخ المصرى، يتضمن المشروع جميع المواد المتعلقة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات فى أرشيف رقمى لتوثيق حقبة مهمة من تاريخ مصر؛ حيث يحتوى على ٢٢٠ فيلمًا تسجيليًّا ومواد صوتية لمناسبات مختلفة للسادات؛ منها مقتطفات من حرب أكتوبر المجيدة، واتفاقية كامب ديفيد، ومقابلات مع الرئيس الراحل لتليفزيونات وإذاعات محلية ودولية، وقد تم تجميع هذه المواد من مصادر مختلفة، بالإضافة إلى الإهداءات الكريمة من أسرة الرئيس الراحل.

وأصبحت المجموعة متاحة حاليا من خلال موقع إلكترونى، صُمِّمت واجهة ذلك الموقع بشكل يتيح نشر المجموعة على الإنترنت، وإجراء بحث شامل عبر مختلف الأقسام والبيانات.

خصت السيدة جيهان السادات المتحف أيضا بمقتنيات تعرض لأول مرة، تقديرًا للمجهود الذى قامت به مكتبة الإسكندرية، وتحقيقًا لحلم قديم كانت تريد تحقيقه، تبدأ تجلياته فى تلك الأيام مع الاحتفال بمئوية الميلاد لبطل نصر أكتوبر، وهو أن يكون هناك متحف للرئيس الراحل يليق بشخصه وبذكراه.

من تلك المقتنيات النادرة، البدلة العسكرية التى أستشهد الرئيس أنور السادات وهو يرتديها يوم العرض العسكرى فى 6 أكتوبر عام 1981م، رفضت السيدة جيهان السادات التفريط فيها طوال أعوام طويلة، على الرغم من العروض المادية الكبيرة التى تلقتها، لتصبح من أهم مقتنيات المتحف الآن، هذا إلى جانب المقتنيات الشخصية الخاصة بالرئيس الراحل، وساعته التى كان يرتديها يوم استشهاده.

بينما التدقيق فى تفاصيل العمل على ثوثيق السادات داخل مكتبة الإسكندرية، جعل الأرشيف الرقمى يتيح مجموعة من التسجيلات الصوتية للرئيس محمد أنور السادات، تحتوى على 44 مقطعا لأبرز الخطابات التاريخية، منها خطاب النصر، وبيان ثورة يوليو، وغيرهما.

«الأهرام» تحدثت مع الدكتور حسين الشابورى، صاحب سيناريو العرض المتحفى، والأستاذ المتفرغ بكلية الفنون الجميلة فى جامعة الإسكندرية، وخبير التصميم والعرض المتحفى، الذى استعاد ذكريات عمله على «متحف السادات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق