رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هل المرأة المحفوظية
بعيدة عن الواقع؟

د. دعاء قرنى


اتخذت المرأة مكاناً رئيسياً فى كل أعمال نجيب محفوظ مما يدل على أنه كان شغوفاً بعالمها و بكشف الغموض الذى يحيط بها والتعرف على أسرار الكائن الإنثوى للمرأة المصرية؛ فقد قدم تأريخاً لهذا العالم الذى يحير الرجال بكل تفاصيله من عنف ومراوغة وصخب وعنف.

وعلى الرغم من كثيرون انتقدوا الإطار الدرامى (الضعيفة واللعوب والمقهورة والراقصة والعاهرة ) الذى وضع فيه أديبنا العالمى المرأة المصرية بشكل عام فى رواياته «خان الخليلى،زقاق المدق، الثلاثية، أولاد حارتنا، الطريق، السمان والخريف، ثرثرة فوق النيل،القاهرة الجديدة واللص والكلاب» وشملت تلك الروايات مختلف نماذج المرأة لمحفوظ؛ فقد كتب بعض النقاد عن تلك الروايات وفسروا رؤيته ال بأنه لايقصد المرأة بالتحديد إنما تشير إلى الوضع السياسى لتلك الفترة!!

....................................................ففى الثلاثية ظهرت «أمينة» الزوجة الشريفة العفيفة خانعة لزوجها ليس لها اى رأى فى حياته ولا تتحرك إلا بإذنه فى حين جعل المرأة من أصل تركى قوية حاسمة وحازمة «حماة بنات سى السيد» بالإضافة أن شخصية «العالمة» استطاعت ان تمتلك قلب «سى السيد» وشخصية «زنوبة» التى تزوجها ابنه غصب عنه!!

وكتبت دكتورة نعمات أحمد فؤاد «إن نجيب محفوظ كثيرا ما قدم نماذج سيئة للمرأة لكنه قرر بعد ذلك أن يتصالح مع المرأة ويقدم نموذجا للكبرياء المتسامح والقدرة على الصمود أمام الإغراء والزهد فى الإثم الذى ذاقت هوانه وتعاسته وذلك فى رواية الثلاثية».

أما «إحسان شحاتة» هى شابة من أسرة فقيرة دفعتها أمها للرذيلة وطريق الليل بإشراف أبوى فتقع فى مأزق الحيرة فى «القاهرة 30».. و«ريرى» الفتاة البسيطة التى تحولت إلى فتاة ليل فى «السمان والخريف».. و«نفيسة» فى «بداية ونهاية» والتى عاشت عنوسة قاتلة بكل تفاصيلها النفسية فبحثت عن المتعة عن طريق البغاء فى السر مما انتهى بها إلى الإنتحار.. وفى «زقاق المدق» كانت «حميدة» الفتاة الجميلة المتمرّدة التى قادها تمرّدها وطموحها غير المتريِّث إلى الوقوع فى الرذيلة ففقدت شرفها وفقدت إحترام أهل الحى.

وعلى النقيض لم يكتفى محفوظ بالصورة السيئة بل رسم بقلمه صورة أخرى لها؛ حيث جعل من «زهرة» بطلة رواية «ميرامار» المرأة الريفية المعتدة من نفسها والشجاعة الجريئة التى لا تخاف كائن ما كان واستطاعت مقاومة كل الإغراءات التى واجهتها فى حياتها فهى تؤمـن بـأن الـشـرف هــو الـعـرض والأرض والحرص علـيهما هو الحفاظ على حياة كريمة وسط المجتمع!!

هذه كلها نماذج توضح أن عالم المرأة لدى نجيب محفوظ هو عالم ملئ بالأسرار والأخطار وعلى الرغم من ان رواياته اتسمت بالواقعية الا ان بعض النقاد اتهموه بتجاهله للمرأة الصعيدية و الفلاحة وهما نموذجان للمرأة العاملة إلى جانب زوجها سواء فى البيت أو فى الحقل من أجل أسرتها الصغيرة وهى أيضاً بذرة الإنتاج التى يستفيد المجتمع كله!!

وعن رد الأديب العالمى على النقاد تمثل فى أقواله عن المرأة:

> فى المرأة إمرأة أخرى لا يعرفها أحد، تستيقظ حين تنكسر، حين تؤمن بأن لا أحد فى هذه الدنيا سيكون معها، فجأة تصبح أقوى.

> كلمة رجل جمعها رجال.. وكلمة إمرأة لا جمع لها.. المرأة لها كبرياء حتى فى اللغة العربية تأبى أن تجمعها بغيرها أو تقارن بها.

> المرأة المحبة لعبة فى يد رجل.

> وحب المرأة كالفن الهادف لاشك فى سمو هدفه ولكن تحوط بنزاهته الريب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق