رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حصاد 2018 السينمائى..
أفلام تجارية بامتياز.. وأخرى تحفظ ماء الوجه!

علا الشافعى

يقترب عام 2018 من نهايته، ومعنى ذلك أنه يجب أن يكون لدينا الكثير من التساؤلات حول أهم الظواهر السينمائية التى وقعت فيه: هل كان هو الأفضل سينمائيا، وهل شهد تجارب سينمائية مهمة وواعدة، وهل كان هناك الكثير من الأعمال التى أثارت جدلا فنيا أو سياسيا، وهل هناك أفلام حطمت أرقاما قياسية فى الإيرادات؟

بالطبع، كل سؤال من تلك الأسئلة يحتاج إلى موضوعات كاملة، ترصد وتحلل هذا العام سينمائيا، والذى يستحق أن نطلق عليه أنه عام السينما التجارية بامتياز، وبالطبع نحن لسنا ضد هذا النوع ولكن نتساءل حول تسيده دون غيره، حيث شهدت المواسم السينمائية المختلفة تقديم العديد من التجارب السينمائية التى تنتمى فى معظمها إلى الأعمال ذات الكلفة المتوسطة والقليلة، ومنها «خلاويص ، وجدو نحنوح، وعقدة الخواجة، ورغدة متوحشة، وعلى بابا، ونورت مصر، والكهف، ورحلة يوسف» فيما عدا العديد من الأفلام التى تعد على أصابع اليد وتنتمى إلى السينما مرتفعة التكلفة ومنها فيلما «تراب الماس وحرب كرموز»،

كما شهد هذا العام محاولات تقديم بعض الفنانين بطولات مطلقة إلا أنهم لم يحققوا نجاحا، وكذلك شهد عودة خالد يوسف إلى السينما بعد غياب لكنه لم يحقق بفيلمه «كارما» نجاحا يذكر على المستويين النقدى والجماهيري، حيث منى فيلمه بفشل ذريع.

والمفارقة أن هناك أعواما سينمائية سابقة كانت السينما فيها تعانى أزمات كثيرة - «بعضها لا يزال متواصلا» - إلا أنها كانت تشهد تجارب سينمائية ذات خصوصية، وتطرح الكثير من التساؤلات على المستويين الفنى، والسياسي، ولكن رغم التجارب المتوسطة الكثيرة التى عرضت، والأفلام التى حطمت أرقام شباك التذاكر مثل «حرب كرموز، و البدلة»،إلا أن عام 2018 كان عاما شحيحا على مستوى التجارب السينمائية التى تستحق التوقف عندها، سينمائيا وبمعنى آخر القادرة على إثارة الجدل وهى لا تزيد على ستة أفلام ومنها: « طلق صناعي، وتراب الماس، ويوم الدين، وليل خارجي، وورد مسموم»، وهى الأفلام التى حفظت ماء وجه السينما المصرية فى المهرجانات.

طلق صناعى .. والهجرة

«طلق صناعي» من الأفلام المميزة التى عرضت فى 2018 ، وهو ما جعله يمثل مصر فى عدد من المهرجانات حيث شارك فى الدورة الـ14 لمهرجان دبى السينمائي، واختير كفيلم افتتاح لمهرجان «مالمو» للسينما العربية فى السويد، والفيلم فكرته جيدة وجريئة، حيث تدور معظم أحداثه فى موقع تصوير واحد هو «السفارة الأمريكية فى القاهرة »، ويجسد الفيلم معاناة مواطن مصرى يريد الحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا هو وزوجته الحامل، من أجل أن يحصل ابنهما على الجنسية الأمريكية، ويواجه كثيرا من الصعاب، حتى تضطره الظروف إلى استخدام السلاح لترهيب الآخرين من أجل الحصول على ما يريد، كل هذا فى إطار من الكوميديا. ورأى البعض أن الفيلم كان جريئاً على مستوى الطرح السياسي، واحتوى فى الوقت نفسه على جرعة كوميدية مناسبة لدراما العمل.

وشارك فى بطولة الفيلم مع ماجد الكدوانى، وحورية فرغلي، كل من: سيد رجب، وبيومى فؤاد، ومى كساب، والعمل يعد أولى تجارب المخرج خالد دياب الإخراجية، وتأليف الثلاثى محمد وشيرين وخالد دياب، وإنتاج شركتى «نيو سينشرى» و«دولار فيلم».

«تراب الماس» التعاون الثالث بين مراد ومروان

عندما يشعر الإنسان بالعجز هل يحق له القتل؟. وماذا نفعل عندما نتحول إلى قتلة بسبب القهر؟و هل يجبر الإنسان فى لحظات حياتية على أخذ حقه بيده وتطبيق العدالة بنفسه عندما يخذله العالم؟و هل من الممكن فى لحظة إنسانية بعينها أن يتحول الإنسان إلى قاض وجلاد فى الوقت نفسه؟ ماذا يفعل العجز والقهر فى البشر؟ ومتى يتحول القتل إلى فعل ضروري؟ وما الذى يغيره فعل القتل فى الإنسان.. ماذا تفعل عندما تكون حياتك رتيبة وهادئة تماما، وسرعان ما يقتحمها آخرون من دون وجه حق ليفرضوا عليك قانونهم الخاص؟». تلك الأسئلة وأكثر منها طرحها الفيلم المصرى «تراب الماس» الذى نافس فى موسم عيد الأضحى السينمائى الماضي، حيث افتتح الموسم محققاً رقماً قياسياً فى الإيرادات فى أول يوم عرض. والفيلم واحد من أكثر الأفلام المصرية تميزاً فى سينما 2018على مستوى السرد البصرى، والبناء الدرامي، ويعد من أكثر تجارب المخرج مروان حامد تميزاً، بخاصة أنه لم يخن النص الروائى المأخوذ عنه الفيلم، وهى رواية «تراب الماس» للكاتب أحمد مراد. كما أنه أجاد اختيار كل أفراد فريق عمل الفيلم، الذين قدموا أفضل أداء، بدءاً من آسر ياسين، ومنة شلبى، وماجد الكدوانى، وأحمد كمال، والنجم القدير عزت العلا يلي، وصابرين، ومحمد ممدوح، إضافة إلى تميز عناصر العمل الفنية من موسيقى وتصوير ومونتاج وديكور، وملابس.

«يوم الدين» من كان إلى الأوسكار

فيلم «يوم الدين».. لن ينسى أحد من صناعه تلك الدقائق العشر التى صفق خلالها جمهور مهرجان «كان» السينمائى الأخير بعد عرضه، وهو الفيلم الذى مثل مصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى أيضا ونال العديد من الجوائز، كما أنه حصد إيرادات غير متوقعة عند عرضه فى دور العرض، وهو الفيلم الذى رشح لتمثيل مصر فى أوسكار أحسن فيلم أجنبى. الفيلم يعد من أفلام التراجيديا الكوميدية، التى تطرح قضايا إنسانية، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى للمصرى - النمساوى أبو بكر شوقى. أما فيلما« ليل خارجى وورد مسموم»، فقد حفظا ماء وجه السينما المصرية فى مهرجان القاهرة السينمائي، حيث حصدا العديد من الجوائز، وأيضا هناك فيلم «عيار نارى»، الذى أثار لغطا وجدلا سياسيا وفى ظنى أن صناعه ظلموا الفيلم وظلموا أنفسهم، لأنهم هم من وضعوا إطاره الزمنى الشائك، برغم أنه كان من الممكن أن يمر كفيلم درامى تجارى عادى دون تحميله أكثر مما ينبغى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق