هناك أشخاص ما إن تراهم حتى تجد لديك الرغبة للحديث معهم.. يدخلون المكان فتتحول الأنظار اليهم وليس من الضرورى أن يكونوا أصحاب ملامح فائقة الجمال، فهم يمتلكون القدرة على كسب محبة الناس، لديهم علاقات اجتماعية واسعة مع مختلف الطبقات الاجتماعية، باختصار شديد هم أشخاص يمتلكون «الكاريزما»، ولكن يبقى دائما التساؤل: هل الكاريزما يمكن أن تكتسب بفعل التدريب إذا لم نكن نمتلك تلك الجاذبية؟ وهل تربط بعمر محدد؟
يجيب عن هذا التساؤل د.أحمد الشريف أخصائى الصحة النفسية والإرشاد النفسى ويقول: إن الشخصية الكاريزمية لديها قدرات غير طبيعية فى القيادة والإقناع وأسر الآخرين، بالإضافة الى امتلاكه قدرة إلهام الآخرين عند الاتصال بها، وجذب الانتباه بشكل أكثر من المعتاد.. ويطلق عليها الشخصية «الساحرة» وأكثر من يمتلك تلك الصفة هم الشخصيات العامة المشهورة كالفنانين، ورجال السياسية لأن الجذب من مقومات نجاحهم.
ويوضح أن الدراسات تؤكد أن هناك أكثر من 30% من الأطفال يولدون بهذه الكاريزما فيكونون متميّزين بالنشاط والانفتاح والمقدرة على التفاعل المباشر مع محيطهم الاجتماعي، وكذلك لديهم بالفطرة حوافز لبناء شخصية مستقبلية قوية وقادرة على فرض وجودها فى المجتمع، وأيضا لديهم الشعور بالسعادة وحب الحياة ليمنحهم سحراً لا يقاوم، فإن شعورهم بالثقة فى النفس يزيد مع عوامل فطرية واجتماعية فى مقدمتها حب المرح، وما يتخلله من فضائل أخلاقية وسلوكية.
ولكن للأسف نجد بعض الأمهات لا تهتم بتنمية هذه الصفة لدى أطفالهن وقد يرجع ذلك إلى عادات وتقاليد المجتمع مما يحولهم الى أطفال خجولين وانطوائيين فى بعض الأحيان.
ويؤكد أنه لا يمكن تجاهل أهمية دورات التنمية البشرية فى اكتساب هذه الكاريزما من خلال بعض الأمور التى يجب مراعاتها.. ومنها التدريب تدريجيا على التفكير الإيجابى من خلال التعرف قدر الإمكان على العلوم المستحدثة والتطورات العصرية لاكتساب الحضور الاجتماعي، بالإضافة إلى الإدراك بالثقافة الاجتماعية والنفسية للتعرف إلى ما يريده الآخرون، واللباقة فى الحديث من خلال القدرة على التواصل مع الآخرين، كالاستماع إليهم وكذلك القدرة على فهم ردود أفعالهم وتفسير كلامهم وإشاراتهم. ثم اختيار كلمات مناسبة للموقف.
كذلك الاهتمام بالمظهر الجميل والحفاظ على النظافة الشخصية لأن ذلك يدل على الذوق الرفيع لصاحبه ويمنح الشخص جاذبية كبيرة، ويترك انطباعا حسنا فى عيون الناس.
وأخيرا يحذر د.أحمد من استغلال بعض مراكز غير المؤهلة للتدريب على التنمية البشرية، حيث تنشر الإعلانات بأسعار خيالية دون جدوى هذه المراكز، فيجب التأكد أولا من السيرة الذاتية للمدرب، واختيار المركز المشهود له ولديه التراخيص المسموح بها.
رابط دائم: