قبل الزواج تحلم الفتاة بحياة أسرية مستقرة بعيدة عن التقلبات التى تعصف بالعلاقة بين الزوجين، ولكن الحلم وحده ليس كافيا لتحقيق هذا الهدف. فلابد أن نضع أقدامنا على أرض الواقع لنختبر مدى صلابته، ونقصد هنا التخطيط لحياة زوجية سعيدة ومستقرة، ولابد أن يكون هذا التخطيط قبل الزواج وليس بعده، فقبل أن تفكرى فى تصميم فستان الزفاف وقبل الاتفاق على المهر والشبكة لابد من الاتفاق على ما هو أهم، وفى هذا الموضوع نناقش بعض الأفكار والخطوات التى من شأنها المساعدة على هدوء عش الزوجية الجديد.
خطوبة لا تقل عن سنة
ترى سها شاهين خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية أنه لا ينبغى ٍأن تقل فترة التعارف والخطوبة عن سنة كاملة على أقل تقدير. خلال هذه السنة تتاح الفرصة لكل من الطرفين للتعرف على بعضهما البعض. ونقصد هنا اكتشاف الطباع وطرق التفكير والاتجاهات فى الحياة. كل هذه الأمور لايمكن الكشف عنها فى فترة زمنية وجيزة. فالمواقف وحدها جديرة بالكشف عن السمات والطباع. ولكى تكون الصورة واضحة لابد من تكرار هذه المواقف التى تكشف حقيقة كل طرف، وقتها فقط يمكنك تقرير ما إذا كانت طباع الشريك متناسبة معك من عدمه.
الاتفاق على الماديات
وتؤكد أن إغفال هذه النقطة وعدم التحدث بها بحجة الحياء مثلا يعتبر بمثابة خطيئة كبرى فى حق نفسك وفى حق شريك حياتك المستقبلي، قبل أى شيء تحدثى معه عن تفاصيل العلاقات المادية مثل مصادر الدخل والإنفاق والميزانية الشهرية ولو بصورة تقريبية، وأمور أخرى أكثر أهمية مثل راتب الزوجة الشهرى ونظرة الزوج إليه وإلى جميع المتعلقات المادية والممتلكات الخاصة بها، ولا تستهينى بهذه الأمور التى قد تكون سببا فى النزاعات بين الزوجين، فربما يكون واضعا فى ذهنه الاعتماد على دخل الزوجة للمعيشة بعد الزواج، وبالتالى فمناقشة التفاصيل تساعد على وضع حدود واضحة وصريحة.
الحياة العملية
وهناك من الرجال من يتزوج وفى مخيلته صورة الأم التى تبذل الغالى والنفيس لأجل راحته، فهو يريدها ربة منزل مدبرة ونظيفة وتحافظ على أبنائه، لكن يحدث أن يتزوج من امرأة طموح ترسم فى ذهنها مستقبلا مهنيا يسمو بها إلى أعلى المراتب الوظيفية. وبين تخيل الرجل وطموح زوجته تصبح الحياة الزوجية ساحة للمعركة التى يرغب كل طرف فى حسمها لصالحه. وهنا يلوح الطلاق فى الأفق، وإذا لم يحدث ذلك فالحياة تتحول إلى جحيم. ومن هنا فلابد أن تعرفى تصور هذا الزوج المستقبلى لشريكة حياته والاتفاق على كل صغيرة وكبيرة فيما يخص دراستك وعملك، فإذا حدث توافق فى وجهات النظر فمرحباً بحياة أسرية قوامها الإتفاق والتفاهم، أما فى حالة التنافر وعدم التوافق فى هذه الأمورفمن الأجدى ألا تبدأ هذه العلاقة من الأساس.
الأطفال وما يتعلق بهم
ربما تعتقدين فى فترة الخطوبة أنه من المبكر جدا التحدث فى هذا الشأن، لكن بهذه الطريقة سوف يكون الندم حليفا لك وخاصة عندما تبدأ المشكلة. فهذا ليس عيبا أو تدخلا فى الغيب، فمثلا قد تصدم المرأة بعد الزواج بعدم رغبة الزوج فى الإنجاب إلا بعد فترة زمنية محددة، وهذا الأمر يتنافى مع ما لديها من خطط ذهنية، كما ينبغى عليك التحدث معه عن المسئوليات الخاصة بكل طرف فيما يخص تربية وتنشئة هؤلاء الأطفال.
رابط دائم: