رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«خيبتنا لما فارقتنا».. رسالة إلى عقل المشاهد

محـمـــد بهجــت
محمد صبحى يتوسط أبطال عرض خيبتنا لما فارقتنا

عودة الفنان محمد صبحى للوقوف على خشبة المسرح فى ظل تراجع معظم فرق القطاع الخاص وندرة العروض الجيدة فى مسارح الدولة يعد بكل تأكيد إضافة مهمة تأتى فى وقتها لتعطى بصيصا من الأمل فى إنقاذ المسرح المصرى ونهوضه من عثرته.. وهى مغامرة إنتاجية للفنان صاحب النص والرؤية الإخراجية وبطولة العمل خاصة أن قاعة المسرح بعيدة بعض الشىء فى مدينة سنبل التى أسسها صبحى ليؤكد أن أحلام الفتى البسيط المكافح سنبل فى تعمير الصحراء يمكن أن تتحول لواقع ملموس ورسالة تشع فنا وثقافة وتنوير

وبالفعل المكان يمتلىء بصور النجوم الراحلين من نجيب الريحانى وعلى الكسار إلى اسماعيل ياسين والنابلسى والمهندس ومدبولى ومن يوسف وهبى وزكى طليمات إلى عمر الشريف وفاتن حمامة وسعادحسنى مع مساحة خاصة لأدوار صبحى من هاملت إلى سطوحى فى انتهى الدرس ياغبى ومن الشواف فى وجهة نظر إلى عايش شحاتة فى ماما أمريكا وحسن أبو طبق فى لعبة الست.. وهو هذه المرة يقدم مسرحية من تأليفه هى «خيبتنا لما فارقتنا» وتتناول بشكل كاريكاتورى ساخر تصوره لمستقبل الصراع بين الشرق والغرب عندما تنتقل جينات العرب إلى المواطن الأمريكى فيتحول إلى الكسل والإهمال والشجب والتنديد دون تأثير حقيقى أو محاولة لتغيير الواقع ومقاومة القبح والشر.. ويستخدم المؤلف المنهج الصريح المباشر فى توصيل رسالته ويرى أنه لا غضاضة من المباشرة بل هى ضرورة فنية يفرضها الواقع الذى يعانى فيه أغلب الناس من الأمية الثقافية فضلا عن معاناة البعض من أمية القراءة والكتابة.. والعمل يهدف إلى إيقاظ الوعى بما يجرى حولنا وينادى بضرورة بناء عقل الإنسان قبل الإهتمام ببناء المدن والمرافق.. ولعل أبرز إضافات خيبتنا ــ إذا جاز هذا التعبيرــ هو اكتشاف الطاقة الكوميدية للفنانة سميرة عبد العزيز إحدى علامات المسرح القومى وأحد أهم علامات الإذاعة المصرية من خلال برنامجها الناجح قال الفيلسوف وهى فى خيبتنا تقدم شخصية حماة البطل الطامحة فى الثراء السريع ورغد العيش والتى ترى أن كسب المال بأى وسيلة شطارة وهو دور جديد تماما على الأم ذات الملامح الطيبة فى كثير من أعمالها السابقة.. كما تألق من مدرسة صبحى مجموعة من البطلات الجدد سماح السعيد الفتاة التى أحبته وآمنت به وانتظرته طويلا وعبير فاروق العائدة بخيبة الأمل من الهجرة وميرنا فكرى التى برزت كممثلة كوميدية تتقن اللهجة الليبية وبوسى الهوارى الرافضة للواقع والتى تحلم بالهجرة ومفاجأة العرض المطربة ندى ماهر عبيد ذات الصوت الدرامى المدرب بعناية وهى ابنة أحد أهم الأصوات الغنائية فى المسرح الإستعراضى، كما تألق من الحرس القديم للفرقة شوقى طنطاوى فى دور التاجر الجشع خال الأولاد وحازم القاضى خريج معهد الفنون المسرحية فى دور الشاب المحبط الذى يترك تخصصه بحثا عن لقمة العيش ولو عن طريق بيع الشباشب على قارعة الطريق.. وأخيرا نجم المستقبل الطفل عبد الرحمن محمود والذى أعطاه صبحى مساحة كبيرة داخل العرض، كما شارك فى البطولة ديكور المهندس محمد الغرباوى الذى صنع فى البداية معبدا تاريخيا يكتمل عمقه بشاشة العرض ليحوى أشخاصا من مختلف الحضارات ثم انتقل إلى الديكورات الحديثة فى البيت الفقير ومكتب البيت الأبيض الذى يظهر عبر شاشة السكايب والمعمل الكيميائى وغيرها من ديكورات بسيطة وموحية، كما قدم مصمم الأزياء هانى البحيرى مجموعة مختلفة لملابس فرعونية ويونانية وآسيوية ورعاة بقر بالإضافة للملابس الحديثة باختلاف الطبقات التى تمثلها.. وأضاف الشاعر عبد الله حسن بعدا دراميا بأغانيه الحماسية التى صاغ ألحانها عاطف صبحى، وتبقى الإشارة إلى إكسسوارات سناء الكاشف والتى ساهمت بدور كبير فى إثراء الكوميديا أو تأكيد المعنى المراد توصيله ونجح المخرج محمد صبحى فى السيطرة على جميع عناصره عدا بطل المسرحية الذى يطيل بعض الشىء مدفوعا بالحماس الفنى، ولعل أهم ما فى العرض أنه لا يعتبر الضحك هدفا فى حد ذاته وإنما هو وسيلة للصدمة والإفاقة وتوصيل رسالة وطنية وإنسانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق