رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

غياب البديل.. طوق النجاة لنيتانياهو

رشا عبدالوهاب

حقق بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى سلسلة من الانتصارات السياسية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد نجاة ائتلافه الحكومى بأعجوبة من أزمة هددت بإسقاط الحكومة الـ 34 فى إسرائيل، بعد أكثر من ثلاث سنوات على تشكيلها بسبب التوصل إلى تهدئة سريعة مع قطاع غزة بوساطة مصرية.

ونجت حكومة نيتانياهو اليمينية، المؤلفة من أحزاب الليكود وتحالف «يهودية التوراة» و«شاس» و«كلنا» و«البيت اليهودى»، بعد تقديم أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع لاستقالته وانسحاب حزبه «إسرائيل بيتنا» بمقاعده الستة من الكنيست، ليترك الائتلاف الحكومى بحوالى ٦١ مقعدا من إجمالى ١٢٠ مقعدا.

التصاعد الدرامى للأحداث شكل سلسلة من التحولات داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، ففى الوقت الذى ظهرت فيه مؤشرات على أن هناك حربا وشيكة بين إسرائيل وغزة وبدأت حالة من التصعيد انتهت بإعلان تل أبيب هدنة مع القطاع الفلسطيني، اتجهت إسرائيل إلى منحدر أزمة سياسية تهدد الحكومة بإجراء انتخابات جديدة بعد استقالة ليبرمان احتجاجا على التهدئة، وتسارعت وتيرة الأحداث مع رفض نيتانياهو منح حقيبة الدفاع إلى نيفتالى بينيت وزير التعليم وزعيم حزب «البيت اليهودى»، وتهديد الأخير بالاستقالة والانسحاب من الائتلاف الحكومى.

لكن نيتانياهو رفض المساومات، وقرر المضى قدما فى احتفاظه بحقيبة الدفاع، دون النظر إلى الخطر المحدق بحكومته بسبب إنذار بينيت.

ولعب رئيس الوزراء الإسرائيلى على وتر المخاوف الأمنية من سقوط الصواريخ والتهديد الوجودى للإسرائيليين، قائلا إن الانتخابات كارثة فى ظل وضع أمنى معقد، لا يصلح فيه الإطاحة بالحكومة، وإن الأمن أكبر من الاعتبارات السياسية والانتخابية.

ومن مقر الجيش، حذر نيتانياهو من أن الوزراء المتمردين سوف يحاسبهم الناخبون، وأن الانتخابات غير ضرورية، مشيرا إلى أزمات سابقة للائتلاف الحاكم فى عامى ١٩٩٢ و١٩٩٩ أسقطت الحكومة التى يقودها حزب الليكود من الداخل، ومعتبرا أن حكومات اليسار تسببت فى كوارث، على حد قوله، منها اتفاق السلام فى أوسلو والانتفاضة الثانية.

وفى الوقت الذى رجحت فيه التوقعات سقوط الحكومة الإسرائيلية والاتجاه نحو انتخابات مبكرة، تراجع بينيت سريعا عن قرار الاستقالة قائلا إن الخسارة لصالح نيتانياهو أفضل من الخسارة لصالح حماس.

وفى الوقت الذى انتظر فيه الجميع إعلانه الاستقالة، خرج بينيت فى مؤتمر صحفى وإلى جانبه زميلته فى الحزب ووزيرة العدل إيليت شاكيد ليقولا إن الخسارة لصالح نيتانياهو أفضل من الخسارة لصالح حماس، وانتقد سياسة «بيبى» الأمنية.

وقال بينيت وشاكيد إنهما تنازلا عن مطالبهما السياسية، وأن «البيت اليهودى» سيظل فى الائتلاف الحكومى على الرغم من الثمن السياسى الذى قد يدفعه بسبب التراجع.

وهاجمت شاكيد قرار ليبرمان بالاستقالة، ووصفته بأنه هروب من المسئولية.

وهكذا، خلا الطريق أمام نيتانياهو، حتى ملفات الفساد التى تلاحقه لن تثنيه عن إدارة الحكومة، فقد أعلنت وزيرة العدل أنه حتى فى حالة إدا نته، فإنه سيمارس صلاحياته كرئيس للوزراء.

كما تلقى دعما حتى من خصومه فى هذا الأزمة، ومن بينهم موشيه يعالون وزير الدفاع السابق الذى أقاله فى ٢٠١٦ وعين ليبرمان مكانه، وانتقد يعالون خليفته، زاعما أن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، قائلا إن ليبرمان يفكر بطريقة، والجيش الإسرائيلى يفكر بطريقة أخرى، وأن الوزير المستقيل لم يستطع التعامل مع التصعيد الأخير مع غزة، والتى كانت تهدد باندلاع حرب شاملة.

هذه الأزمة والسباق على اغتنام الفرص كانت كفيلة بقلب المشهد السياسى داخل إسرائيل رأسا على عقب، إلا أن مهارات “النجاة السياسية” المثيرة للانتباه التى يمتلكها نيتانياهو، والتى جعلته يكتسب لقب «الساحر»، جعلته يحافظ على حكومته.

انتصار نيتانياهو، على الرغم من ملفات الفساد التى تلاحقه والتمردات من حين لآخر داخل ائتلافه الحاكم، يؤكد سيطرته على الساحة الإسرائيلية خلال ١٠ سنوات من رئاسته للحكومة مع عدم وجود منافس أو بديل سياسى له من اليمين أو اليسار يمكنه أن يتحدى قيادته.

وعلى الرغم من ذلك، فإن التهديد لحكم نيتانياهو يأتى دائما من اليمين، الذى يرفض الهدنة مع حماس ويعتبرها استسلاما.

وفى الوقت الذى ضمن فيه نيتانياهو نسبيا استمرار حكومته حتى موعد الانتخابات الرسمى فى نوفمبر ٢٠١٩، فإنه لا تزال هناك شكوك فى قدرة الائتلاف على الصمود، فأى تصعيد فى غزة سيكلف تل أبيب ثمنا باهظا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق