رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهاية رحلة هروب بنت الـ16

محمد شمروخ

متسولة في شارع الجلاء، هكذا انتهت رحلة هروب بنت الـ16 التي ضاقت بالحياة، بعد شعور بغيض بأن الحياة قد ضاقت بها، لكنها لم تكن من أسرة فقيرة ولا عانت من زوجة أب ولا اعترضت علي محاولة لتزويجها بالإكراه أو أغراها شاب مستهتر بالهروب معه، كما قد يحدث في مبررات الهرب من الأسرة.

لكنها منذ رحيل أمها منذ حوالي 6 أشهر فاجأتها الحياة بوجه آخر غير الذي كانت تراه، ففي بيت أبيها التاجر ميسور الحال، كان قرار الأسرة أن تترك الدراسة لتتفرغ لأعمال المنزل، لاسيما أنها لم تكن متفوقة في دراستها كما كانت حجتهم الأساسية أنها الصغري ولا حاجة لهم لتعليمها، خاصة أن والدها قرر أنه يكفي استكمال أشقائها التعليم في مراحلهم المختلفة ما بين الثانوي والجامعة.

كان عليها أن تذعن للقرار وأن تقبل بالعمل في خدمة الأسرة، فتحولت خلال أسابيع إلي خادمة في بيت أبيها.

ــ وماله ؟!.. خدمة أبيك وأخوتك ليست عيبا ثم إنك «شاطرة» في الأعمال المنزلية وكانت أمك ـ الله يرحمها ـ دائما تشيد بك وأنك ست بيت لا مثيل لك.

ــ أنا لا أعترض علي هذا، بل لم اعترض علي تمييز أبي لإخوتي خاصة شقيقتي، فهو لا يكف عن مدحها في الوقت الذي لا يلتفت إلي، أما ما يحدث من أبي وشقيقي الولدين فلا يطاق لأنهما دائما توجيه الإهانات والضرب المبرح إذا ما عادا إلي البيت ووجدا أي تقصير حدث رغما عني، فإلي من أشكو وأبي لا يسمع شكواي ومشغول بتجارته تاركا إخوتي يعاملونني بما لا يعامل به إنسان، بل الحيوان الأليف إذا ما وجد سوء معاملة فسوف يهرب؟!

وكان قرار الهروب تحت ضغط لا يطاق ما بين ألم الأمس وإهانة اليوم ومجهول الغد، لكن المجهول دائما يغري بأن شيئا ما قد يجعل الحياة أفضل.

وكان القرار الذي لا مفر منه، فتركت البيت في غفلة منهم ووجدت نفسها في محطة السكة الحديد لينتهي بها القطار إلي محطة رمسيس ووجدت نفسها مدفوعة بلا إرادة للخروج من القطار بفعل كتل البشر المندفعين اللاهثين المتلهفين علي الخروج من المحطة، فتملكها الفزع من هذا الزحام الذي بدا كأنه بلا نهاية وجثم علي صدرها يأس ثقيل وتعالي صدرها بالانفاس المتلاحقة من شدة الرهبة.

كانت لابد أن تمتد لها يد ولكن لمن تكون اليد الممتدة لفتاة هاربة؟!.

ــ يد شاب من أولئك المتصيدين لمثل حالاتها.

ــ الفتاة التي تقرر الهروب لا حق لها في اختيار مصيرها إلا ما بين السييء والأسوأ.

ـ المصير واحد ومفروض.. الضياع.

وفي غرفة في مجاهل حي إمبابة، استسلمت لوعد الفتي الذي اغتصبها قبل أن يهدئ من روعها بورقة زواج عرفي ووعد مؤجل بإتمام الزواج حتي يرتب أوضاعه ويخبر أهله بزواجه، لكن أهله اكتشفوا الأمر.

ــ هل وصل الأمر إلي أن تتزوج من بنات الشوارع؟!

وما كان منهم إلا أن اقتحموا غرفتها وطردوها شر طردة وهربت مرة أخري وهي تواري وجهها من الناس ولكنها قررت ألا تعيد التجربة وألا تسلم نفسها لأحد مرة أخري، فقررت التسول في الشوارع حتي تستطيع الحصول علي الطعام، أما المبيت فحيث يبيت المتسولون، فمصير التسول وإن كان سيئا ولكنه علي أي حال أحسن حالا من المصير الأسوأ.

لفت مشهدها وهي تقف للتسول في شارع الجلاء، أنظار ضباط مباحث أحداث القاهرة وفي مكتب العميد هاني مخلوف مدير مباحث الأحداث، قصت علي مسامعه حكايتها. وقد تم القبض عليها من خلال الحملات الامنية التي امر بها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بجميع المحافظات.

وقد تم إخطار اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة ولم يكن من بد من أن يتم استدعاء أبيها وقد أمر اللواء أشرف الجندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بأخذ تعهد عليه بحسن معاملتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق