أنت وشخصيتك

تنمو شخصية الإنسان وتتطور على مر الزمن، فيبدأ حياته مقبلا على الحياة، راغبا في المال والشهرة، مغترا بصحته، لكن تجاربه وما يتعرض له من صدمات، يجعله يراجع نفسه، ويغير وجهة نظره للأشياء، كما أن تقدم العمر، وتجارب المرض تجعله يفكر في الموت، والحساب، ومن ثمّ يتحكم في شهواته وأطماعه، لكن العجيب أن بعض الشخصيات لا يتغير، ولا يتأثر بتجارب الحياة، فهناك شخصيات شرسة، تحب الحياة حبا مفرطا، وتحاول الاستمتاع بملذاتها بكل وسيلة، لا تعبأ بالدين، ولا تهتم بشىء، وهناك شخصيات مسعورة، تنهي حياتها كما بدأتها.. وعلى النقيض هناك شخصيات تمر بكل مراحل الحياة خاشعة، طائعة، زاهدة في كل ما يخالف الدين والخلق والضمير، وهي أيضا تنهي حياتها كما بدأتها، ومن هؤلاء، وعلى رأسهم الأنبياء والرسل والصالحون والعلماء، ومنهم أناس بسطاء ليسوا من المشاهير، لا يعرفهم أحد، وأعتقد أن تطور الشخصية هو القاعدة، وينطبق هذا على معظم الناس.

 د. يحيى محمود سنبل